اختيار الكاتب الصحفى نهاد المشنوق وزيرا للداخلية فى حكومة تمام سلام بلبنان والتى تشكلت قبل أسبوع أمر يدعو للتأمل.. ففى بلد يواجه الإرهاب بكل أشكاله مثل لبنان ويحتاج إلى خبير فى الأمن يكون على رأس الوزارة كاتب صحفى. من قبل كان اسمه يتداول فى منصب وزير الإعلام بحكم تخصصه وفى اللحظة الأخيرة لم يتم اختياره فى الحكومة التى شكلها نجيب ميقاتى ولا حتى حكومة سعد الحريري. لكن بعد أنّ رفضت قوى 8 آذار( مارس) إسناد منصب وزير الداخلية إلى المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلى اللواء أشرف ريفى وعدم ممانعتها فى توليه حقيبة العدل، مما دفع بقوى الأكثرية إلى خيار المشنوق . وجاء وزيرا للداخلية فى توقيت يضرب فيه الإرهاب لبنان من كل جانب، فالعمليات الإرهابية تكاد تكون كل يوم وتستهدف الآمنين، ولم يمنح الإرهاب الوزير الإعلامى فرصة للحديث عن سقف الحريات وكرامة المواطن ومستوى السجون وأقسام الشرطة حيث وجد نفسه فى مواجهة شبح الإرهاب القاتل. وفى أول تصريح له بعد دخوله مبنى الوزارة قال: إن الأمن استحقاق لا يقبل القسمة على لبنانيين والا نسقط حينها جميعاً فى خديعة الأمن الذاتى بما يعنيه من انهيار للدولة والوطن. وأشار خلال تسلم وزارة الداخلية من الوزير السابق مروان شربل على أن لا حل أمنى فقط لمشاكل الأمن السياسي، لا سيما فى البلدان المركبة كلبنان. وبعد أيام من تولية المهمة شهدت لبنان عمليات إرهابية متنقلة ،وقال فى تصريح من موقع التفجير الأول فى بئر حسن سنتخذ إجراءات سياسية وعملية لتجفيف معابر الموت حيث إن هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة المرسلة إلى سوريا لتفخيخها وعلى القوى السياسية التعاون لإنهاء بؤر الموت. وأشار إلى إن هناك من يسهل لكتائب عبدالله عزام العمليات والتسهيل لا يقل إجراما وهؤلاء المسهلون هم اللبنانيون. نهاد المشنوق هو كاتب سياسى فى صحيفة السفير اليومية اللبنانية منذ منتصف العام 2005، عمل مستشاراً سياسياً لرفيق الحريرى . بدأ المشنوق حياته المهنية فى صحيفة بيروت المساء ثم عمل فى مجلة الحوادث الأسبوعية حيث تتلمذ على يد الراحلين سليم اللوزى ومحمد جلال كشك. تخصص فى الشئون الفلسطينية، والآن يخوض أكبر تحد فى حياته فهو المسئول عن أمن الشعب اللبنانى والتصدى للإرهاب والفتنة. لمزيد من مقالات ماهر مقلد