بعد ثمانية أعوام قضاها شارون بين الموت والحياة, رحل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, تطارده لعنات ضحاياه من الأبرياء, بعد أن ذاق قسطا من العذاب في الدنيا حيث أصيب بأزمة قلبية حادة عام2006 أدت إلي تلف كبير بالدماغ فظل في غيبوبة طوال هذه السنوات. وأرييل شارون المولود بقرية ميلان في فلسطين عام1928 م, هو تلميذ نجيب لأستاذه بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل, وكانت نصيحة بن جوريون لشارون أن قال له: لا تقرأ يا أرييل فأنت لا تصلح إلا للقتل.. ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين فأصر شارون أن يكون أكثر القيادات الصهيونية إجراما وتعطشا للدماء, وتفوق في الإرهاب والشر والعدوانية حتي علي أستاذه بن جوريون. وقد عرف العالم شارون بصفته سفاح مذبحة صابرا وشاتيلا التي وقعت في16 مارس عام1982 ببيروت, وقتل فيها نحو3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين, من الفلسطينيين واللبنانيين وكان المخيم يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي بقيادة شارون, الذي استحق عن جدارة لقب البلدوزر تعبيرا عن أنه مجرد ماكينة بشرية للقتل, كان هدفها الرئيسي إبادة الشعب الفلسطيني وتشريد أبنائه. وليت شارون برحيله المأساوي يصبح عظة للظالمين والسفاحين في العالم, فيتخلي الطغاة عن جبروتهم, ولكنها قلوب طمس عليها السواد, فصارت أقسي من صلابة الصخر. كما يعد شارون عبرة لمن يسعي لإبادة الفلسطينيين, لأن شارون بمخططاته الصهيونية شبع قتلا وتدميرا وإبعادا في الفلسطينيين, لدرجة أنه من عنف جرائمه وصفته الصحف العالمية وحتي في إسرائيل نفسها ب الذئب الجائع ودراكولا مصاص الدماء ورغم هذا رحل شارون وبقي الشعب الفلسطيني العظيم صامدا, ينعم بالحياة وأحلامه تتجدد في العودة إلي أرضه وإثبات حقه فيها, وهي الأحلام التي فشل شارون في القضاء عليها, لقد أثبت الفلسطينيون أنه لا يمكن لشارون ولا ملايين مثله أن يحكموا بالفناء علي هذا الشعب, وسيظل الشعب الفلسطيني أبقي وأقوي من كل شارون. لمزيد من مقالات د. عبدالغفار رشدى