" ديسلكسيا " الأطفال علاجه في الروضة

يعاني بعض الأطفال في مرحلة رياض الأطفال من الإصابة بمرض ديسلكسيا أو عسر القراءة لدي الأطفال, وقد أكدت الدراسات أن مرض الديسلكسيا لا ينشأ نتيجة لنقص في الدافعة أو نقص في الحواس أو الفرص التعليمية أو البيئية المناسبة أو غير ذلك من العوامل المعيقة للطفل
إنما المصابون به غالبا ما يكونون أطفالا لأفراد يعانون من نفس المشكلة, ورغم صعوبة الشفاء من هذه الإصابة إلا أن الشفاء ممكن بشرط أن يكون في مراحل عمرية مبكرة.
ويؤكد د.شحاته محمد سليمان أستاذ مساعد العلوم النفسية بكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة أن الأطفال المصابين بالديسلكسيا غالبا مايكونون من عائلة يعاني أحد أفرادها من نفس المشكلة(88% منهم), ويعتقد أن الديسلكسيا هو عدم فاعلية الربط بين القسم الأيمن والقسم الأيسر للدماغ, وفي هذه الحالة تكون خلايا الدماغ مركبة بشكل مختلف عن باقي الأطفال الذين لا يعانون منها, حيث أن تركيب الخلايا في هذا الوضع غير العادي يؤثر بدرجات متنوعة علي العمل الطبيعي لقسمي الدماغ, وقد أكدت الدراسات أن الصبية معرضون للإصابة بالديسلكسيا أكثر من البنات بنسبة10%, ومن أعراض هذا المرض البطء المفرط والتردد أثناء القراءة والتخمين شبه العشوائي أثناء التعرف إلي الكلمات بغض النظر عن صحة المعني في السياق, والقفز علي الأسطر والمقاطع أثناء القراءة, ومحاولة نطق الأحرف دون توليفها في كلمات صحيحة في جمل غير مفيدة, أيضا قراءة الكلمات معكوسة مثل كلمة ملعم بدلا من معلم, والخطأ في قراءة الكلمات المتشابهة الأشكال بغض النظر عن المعني كأن يقرأ كلمة سريع بدلا من بديع, كما عرف عنهم الإهمال في عمليات الترقيم مما يؤدي إلي إختلاط المعني, كذلك عرف عنهم ضعف التركيز وعدم الدقة في التهجئة والقراءة وصعوبة في تدوين المعلومات وغيرها.
وقد عرف العلماء مرض الديسلكسيا بأنه عسر في القراءة يتدخل في اكتساب اللغة ومعالجتها, ويكون متفاوتا في درجة الإصابة به, وهناك بعض المظاهر التي تميز الطفل المصاب بالدليسكسيا منها وجود تناقضات بين إمكانياته وإنجازاته الواقعية مثل أن يظهر بمظهر المتفوق إلا أنه في الحقيقة خجول أو أنه ضعيف الثقة بالنفس, والتفرقة بين الطفل الذي يعاني الديسلكسيا وأي طفل آخر يعاني ضعفا في القراءة أو يقرأ قراءة ضعيفة, أو آخر به إعاقة مستحيل علميا قبل سن الذهاب إلي المدرسة, إلا أننا يمكن أن نلحظه- كآباء وأمهات- عند حدوث خلط أو ارتباك أثناء تحديد الطفل للاتجاهات أو الزمان, مثل يمين ويسار, أو تحت وفوق, وقبل وبعد,, وعندما يلفت نظرنا وجود اضطراب ونقص في إنتباه الطفل مع وجود إفراط ملحوظ في نشاطه(12% منهم), أيضا عندما تكون القراءة هي المهارة الأكثر صعوبة عليه مقارنة بأي شيء آخر في حياته, خاصة وقد وجد أن هناك صعوبة في تنظيم النشاط الروتيني لديه.
ولأن المصاب بالديسلكسيا لديه دائما صعوبة في الإملاء كأن يكتب حذر بدلا من حضر, وصعوبة في الحساب بسبب وجود ضعف لديه في التسلسل وذاكرته قصيرة المدي, لذلك يعتقد بعض العلماء أن الديسلكسيا هي حالة عصبية تؤثر في قدرة الفرد علي قراءة وتهجئة اللغة المكتوبة.
وللقضاء علي هذه المشكلة لدي الأطفال أو المعرضين لها في المستقبل يري د.شحاته سليمان ضرورة الكشف المبكر عن أي قصور في جوانب النمو لدي أطفال الروضة عن طريق إجراء الاختبارات والمقاييس التي تساعد علي اكتشاف ذلك القصور, وإجراء الفحوص الطبية علي الذين يثبت إصابتهم بالديسلكسيا أو عسر القراءة, لاكتشاف وجود سبب عضوي لدي الطفل المصاب من عدمه, حتي يتسني علاجه, مع ضرورة إطلاع أولياء الأمور علي نتائج التدريبات المقدمة لأبنائهم لما لذلك من مردود إيجابي, وذلك حين يشارك أولياء الأمور وبخاصة المتعلمين منهم في التدخل المبكر للعلاج, مع تفعيل برامج التدخل المبكر في علاج أطفال الروضة المصابين به أو المعرضين للإصابة, أيضا تفعيل البرامج العلاجية والإرشادية لحل المشكلات اللغوية التعبيرية التي يعانون منها وإكسابهم المهارات المختلفة قبل التحاقهم بالمدرسة, ومن المفيد تشجيع الطفل المصاب بالديسلكسيا علي الاستقلال وذلك بدفعه إلي القيام ببعض الأعمال البسيطة بمفرده كاختيار ملابسه وإعداد طعام عشائه, كما أن مناقشة أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء معه من ناحية اللون, والحجم, والوزن, والطول, مفيدة لحل مشكلته, وللشفاء السريع تأتي أهمية تشجيعه علي القيام بالأنشطة اليومية المختلفة وتدريبه علي القيام بمهام التصنيف والفرز لكثير من الأعمال, مثل قص الصور المختلفة من المجلات ولصقها مرة أخري في أشكال مدونة بتعليقات وغيرها, مما يزيد من قدرته علي الإدراك وقيامه بقراءة الحروف واللعب بالكلمات ذات المقطع الواحد. وجدير بالذكر أن اختيار الكلمات المتشابهة ذات المقطع الواحد- المسماه بالسجع- يساعده علي النطق الصحيح, وتحدث الطفل مع أقرانه وتفاعله معهم يعتبر من أهم العوامل التي تساعد في علاجه من مرض الديسلكسيا المرتبط بالقدرة علي القراءة وتطوير المهارات اللغوية.