أخيرا عادت صحفنا إلي احضاننا بعد غربة طالت, ما أحلي رجوعها الينا برؤساء تحريرها قبل الغزو الاخواني الذي أراد إخضاع المؤسسات الصحفية, وفي القلب منها الاهرام أرادوا اخضاعها لهم لما للاعلام من أهمية كبري في التأثير علي المجتمع فكان أن هبط الي درك لم يصل اليه من قبل... مرت علينا الساعات بطيئة والايام كالاعوام, كنا نتعجل قرار المجلس الاعلي للصحافة ونتعجب لتأخره علينا, مرة يقولون: تعديل القانون, وأخري: أرجعوه لنا من مجلس الوزراء, وأخري الرئيس لم يوقع علي القانون, الي أن قرروا الاجتماع الخميس, واحتبست أنفاس الصحفيين في المؤسسات القومية الثلاث الاهرام والاخبار والجمهورية وغيرها من دار الهلال الي روز اليوسف, حتي صدرت, وكانت في كل من الاهرام والأخبار هي منتهي طموحنا, بل أن رئيس مجلس إدارة الأهرام أحمد السيد النجار يكاد يكون الانسب في موقعه هذا, أما رئيس التحرير محمد عبدالهادي علام الذي نحاه الاخوان ليضعوا مكانه أحد رجالهم, ونحن واثقون ان علام سيحاول صادقا أن يعيده الي أيام مجده وسمعته العالمية, فوجود رئيس تحرير كفء للاهرام لا يعني انقاذ جريدة, بل انقاذ مهنة والارتقاء بالمعرفة والمعلومة بصفة عامة في المجتمع, وعليه, فإن عودة محمد عبدالهادي رئيسا لتحرير الاهرام مرة أخري, المؤسسة العريقة ذات ال138 عاما هي كما يقول الاديب الروسي العظيم ليو تولستوي: نور يسطع في الظلام.. إن هذا التغيير الذي حدث في المؤسسات الصحفية يؤكد أن لا مكان لليأس من امكان التغيير في مصر, فالاهرام هو مصر الصغري كما قال المحلل السياسي الكبير الدكتور سامي منصور, وهو بالمناسبة أحد ضحايا الفساد في الاهرام في عهود سابقة. المهم أن نختار الرجال القائمين علي تنفيذ المهام, كما حدث عند اختيار رجال المجلس الاعلي للصحافة. وأخيرا: الاستاذ جلال عارف.. بجد بجد.. تسلم الايادي. لمزيد من مقالات شيرين المنيري