علي الرغم من عمليات التجميل, التي يجريها رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان لحكومته, فإنها تتهاوي كبيت العنكبوت, بعد استقالة العديد من الوزراء المتورطين في فضائح فساد. فالتعديل الوزاري الذي أجراه أردوغان ليس سوي محاولة من جهته للتشبث بالسلطة ونعيمها, وتجاهل الحقائق علي أرض الواقع المتمثلة في أنه فقد رصيده الشعبي, بعدما تكشفت أبعاد الفساد المستشري داخل حكومته, وليس بمقدوره القول إنه لم يكن علي علم بها, لأن احد الوزراء صرح بوضوح بأن كل القرارات كانت بعلمه وموافقته وأن عليه الاستقالة. وسيدخل أردوغان التاريخ من أوسع أبوابه ليس بصفته شخصية إصلاحية, وإنما كمسئول أصابته أحلام الزعامة بالجنون, فلم يعد يميز بين الصواب والخطأ, وفي الوقت الذي كان ينتقد فيه أمثال الرئيس السوري بشار الأسد ناعتا إياه بالديكتاتور فإنه ينسي أن الديكتاتورية كانت من بين دعائم حكمه لتركيا طوال السنوات الماضية. وبينما كان يعطي الدروس عن الديمقراطية وحرية التعبير ويبكي عليها ويتخذها ذريعة للتدخل في الشئون الداخلية لعدة بلدان, خصوصا مصر, فإنه كان يكبت صوت الصحافة ويسجن من يتجرأ علي انتقاده وانتقاد حزبه الحاكم, وبلغ الأمر حد منع الصحفيين من دخول مديريات الأمن, لتغطية أخبارها, ناهيك عن إقالته لمسئولي الشرطة الذين فجروا فضائح الفساد الأخيرة. وللأسف فإن داء الغرور والتسلط سيطر علي رئيس الوزراء التركي, الذي يتصرف وكأنه حاكم من العهد العثماني مهمته إعطاء الأوامر لتنفيذها بصرف النظر عما إذا كانت خاطئة أم لا, ولعل هذا ما دفع نائب تركيا معارضا إلي التنبؤ بأن نهاية أردوغان ستكون مماثلة لنهاية الزعيم النازي أدولف هتلر, فهل يتعظ هذا الرجل ويعود إلي رشده أم سيواصل عناده الذي سيقوده للتهلكة وسوء المصير لا محالة؟ لمزيد من مقالات