يوم الجمعة الماضي اعلن المؤتمر العام لحزب الجبهة الديمقراطية الموافقة علي الاندماج مع حزب' المصريين الأحرار', بأغلبية79 صوتا ضد ثلاثة أصوات. وكانت' الهيئة العليا' للحزب قد وافقت من قبل علي الاندماج من حيث المبدأ, أعقبتها مفاوضات انتهت إلي وضع بروتوكول تفصيلي لعملية الاندماج إتفق عليه الجبهة مع' الأحرار' وحظي بتلك الأغلبية الساحقة. إن حزب' الجبهة الديمقراطية' بالرغم من صغره عدديا, وحداثة عهده نسبيا حيث أنشيء في عام2007- إلا أن تاريخه المشرف في معارضة نظام مبارك, وتقديمه الغالبية الساحقة من كوادر الشباب الذين قادوا بشجاعة ثورة25 يناير, فضلا عن تصدر بعض من أفضل رموز العمل العام في مصر للائحة مؤسسيه( د.يحيي الجمل, د.علي السلمي, د.حازم الببلاوي, د.صلاح فضل, أ. سكينة فؤاد, د.محمد غنيم, د.سلوي سليمان, والراحل أسامة أنور عكاشة...إلخ) صنع له مكانة خاصة لا يمكن تجاهلها. غير أن مرحلة مابعد25 يناير أفرزت أحزابا أخري جديدة من مختلف التوجهات, الليبرالية والإشتراكية والناصرية والإسلامية...بحيث حدث نوع من' الإنفجار' في عدد الأحزاب التي إقتربت أحيانا من التسعين حزبا! ولكن هذا في الواقع كان تطورا طبيعيا شهدته جميع البلاد عقب وقوع الثورات فيها, كما حدث علي سبيل المثال في إسبانيا عقب سقوط حكم فرانكو, وفي بلدان أوروبا الشرقية عقب تخلصها وتحررها من الهيمنة السوفيتية...إلخ. غير أن تلك الأحزاب الكثيرة مالبثت أن شهدت عمليات اختفاء واندماج لتئول إلي عدد معقول من الأحزاب الفاعلة والقادرة علي المنافسة الحقيقية. إن هذا التطور هو مايحدث الآن في مصر بالضبط, حيث بدأت تتجه الأحزاب ذات الأيديولوجية المشتركة في السعي للاندماج فيما بينها سواء أكانت إسلامية أو إشتراكية أو ليبرالية أو قومية. في هذا السياق أتي الاندماج المشار إليه, الذي هو مفتوح أيضا لانضمام أحزاب أخري, لنصل في النهاية إلي حزب قوي قادر علي المنافسة, وعلي الإسهام بإيجابية في تشييد النظام الديمقراطي المنشود في مصر! لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب