بدأت محافظة بورسعيد العد التنازلي للتخلص من أكبر كابوس ظل رابضا فوق صدرها أكثر من30 عاما وبسرطان انتشر في الكثير من الأحياء والمناطق الشعبية والراقية بها, تمثل في50 ألف عشة عشوائية . كانت احدي النتائج السلبية لتحويل بورسعيد لمدينة حرة بعد أن أصبحت مدينة جاذبة لسكان المحافظات المجاورة, فقدموا إليها في هجمة شرسة وأقاموا العشش العشوائية التي ظلت صداعا دائما في رأس المسئولين واحتاجت لأكثر من عقدين من الزمان حتي استطاعت أن تضع الحل الحازم للقضاء علي ما تبقي من هذه البؤر العشوائية, وبمشروع متكامل بدأ العمل به بالتنسيق بين المحافظة وصندوق مقاومة العشوائيات بمجلس الوزراء, حيث يجري العمل حاليا في بناء4530 وحدة سكنية ستخصص بأكملها لسكان العشش الموجودة حاليا في8 مناطق وسيكون شهر يونيو من العام الحالي هو موعد الإعلان عن بورسعيد الخالية تماما من العشش. ويقول اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد: إن مشكلة العشوائيات هي المشكلة الأكبر التي واجهتني منذ أن وطأت قدماي أرض المحافظة لأنها تمثل المشكلة الأساسية بالمحافظة, والعشوائيات ظهرت جليا في مدينة بورسعيد في السبعينيات بعد قرار الرئيس أنور السادات بتحويل بورسعيد الي مدينة حرة تجارية جاذبة للعمالة الكثيفة تعمل بقانون المناطق الحرة في استيراد جميع السلع الاستهلاكية بدون رسوم جمركية, الأمر الذي جعلها محط أنظار الراغبين في فرصة عمل مربحة وسريعة وكانت مساحة بورسعيد في هذا الوقت محدودة للغاية, واقتصر وقتها ما تقوم به المحافظة من انشاء المشروعات السكنية علي نفقتها الخاصة إلا قليلا من المشروعات التي تدرجها الدولة في خطتها, ولذلك لم تستوعب المساكن التي أنشأتها المحافظة أعداد العمالة الوافدة الي بورسعيد, فكانت الطامة الكبري انشاء عشش بشكل عشوائي بلغ وقتها عددها ما يقرب من50 ألف عشة تضمها33 منطقة عشوائية تقلصت في الوقت الحالي حتي بلغت8 مناطق فقط علي الرغم من صغر مساحة المحافظة. وأشار المحافظ الي أن عشوائية زرزارة هي العشوائية الأشهر بين جميع عشوائيات مصر, وربما تكون بين عشوائيات العالم أجمع وسبق صدور تقارير حقوق الإنسان, بأنها منطقة غير آمنة وتشكل خطورة داهمة علي حياة قاطنيها التي بلغ عددهم ما يقرب من6 آلاف أسرة تم تسكين نحو4500 أسرة ويتبقي حاليا ما يقرب من1500 فقط سيتم نقلهم الي وحدات سكنية آدمية جديدة قبل نهاية.2012 وأكد المحافظ أن العمل يجري علي قدم وساق لبناء الوحدات السكنية الجديدة التي ستقضي علي باقي ال8 عشوائيات كاملة قبل نهاية هذا العام, حيث بدأت10 شركات العمل في وقت واحد لبناء الوحدات في موعد غايته منتصف العام الحالي, ولأول مرة كما يضيف المحافظ راعينا في اقامة المساكن الجديدة ظروف كل منطقة علي حدة, واجتمعنا ولأول مرة مع ساكني عشوائية أبوعوف ومراعاة لظروف عملهم في تربية المواشي وتوصلنا الي إنشاء منازل ريفية لهم تتناسب مع أعمالهم بحيث يتم عمل أحواش بكل منزل ليقوم أصحابها بعمل تدوير قمامتهم بما يتناسب معهم بعيدا عن الشوارع التي كانوا يقومون بتدوير قمامتهم بها. وكان الدكتور علي الفرماوي المدير التنفيذي لصندوق العشوائيات قد أعلن في زيارته الأخيرة للمحافظة ان بورسعيد هي أفضل محافظة في مجال تطوير المناطق غير الآمنة لعام2, مشيرا الي أنه يحث جميع المحافظات لتنفيذ مشروعات التطوير. وأشار الفرماوي الي أن هذه النتيجة جاءت بناء علي التقويم السنوي الذي يقوم بتنفيذه الصندوق لاختيار أفضل محافظة, مؤكدا أن معايير تقويم المحافظات تمت علي عدد المناطق التي تقوم المحافظة بتطويرها, بالاضافة الي عدد التوحدات السكنية التي تستفيد من مشروع التطوير, بجانب تمويل المشروع سواء عن طريق الصندوق أو المحافظة فقط, الي جانب موقع تطوير المشروع حيث تعطي الأولوية الأولي لتسكين السكان بنفس الموقع وتقل درجة التقويم كلما بعد موقع التطوير, بالاضافة الي التواصل مع الأهالي حيث تكون الأفضلية لمشروعات التطوير بمشاركة الأهالي والتي يتم مناقشتها واقرارها من الأهالي مع توفير جميع الضمانات والآليات للسكان للاطمئنان لجدية مشروع التطوير وضمان الحيازة المستقرة, الي جانب زمن تنفيذ المشروع حيث يتم تفضيل المشروعات طبقا لمعدلات تنفيذها. ومن جانبه, قال محمد عبدالعال مدير إدارة التسكين بالمحافظة, إن المحافظة نجحت بأن تكون المحافظة الأولي علي مستوي الجمهورية خالية من العشوائيات تماما بحلول منتصف العام الحالي, بعدما أعطي محافظها اللواء أحمد عبدالله الأولوية لتطوير المناطق غير الآمنة, ونجح في توقيع اتفاقية للتعاون بين الصندوق والمحافظة والتي قام من خلالها الصندوق بتوفير021 مليون جنيه كتمويل لبناء3527 وحدة سكنية في اطار استعادة التكلفة وتقوم المحافظة بتمويل باقي التكلفة, حيث يتكلف مشروع التطوير نحو350مليون جنيه.