خلال الأيام الماضية تعرض تمثال ز س خلال اعتصامات ميدان النهضة, يخضع التمثال الآن لعملية ترميم عاجلة يشارك فيها خبراء من هيئة الآثار وشركة المقاولون العرب. يعد تمثال نهضة مصر جزءا من تاريخ مصر الحديثة باعتباره رمزا للقومية والعزة الوطنية, أقيم بناء علي اكتتاب شارك فيه الشعب المصري كله بعد ثورة1919, بدأت قصته في فرنسا عام1911 عندما سافر الفنان مختار إلي هناك بعثة فنية قام خلالها بنحت التمثال هناك ثم تقدم به في عام1920 الي معرض الفنون الجميلة السنوي بباريس بحجم يمثل النصف تقريبا من الحجم الموجود حاليا بميدان النهضة, وفي ذلك الوقت كان في فرنسا وفد مصري برئاسة سعد باشا زغلول للمفاوضات علي جلاء الانجليز من مصر, فقاموا بزيارة المعرض وأعجبوا بالتمثال المصري, انتقلت الأخبار إلي مصر واقترح بعض المفكرين إقامة التمثال في أحد ميادين القاهرة وفي25 يونيو من عام1921 وافق مجلس الوزراء, وأخذ المصريون يتسارعون للتبرع لإقامته, وقامت الحكومة بتحمل باقي التكاليف, وفي20 مايو عام1928 بميدان باب الحديد رمسيس حاليا أزيح عنه الستار وكان هذا اليوم بمثابة عيدا قوميا, ألقي فيه رئيس الوزراء مصطفي النحاس باشا خطاب الدولة, كما ألقي أمير الشعراء احمد شوقي قصيدة عن التمثال وصانعه وسط حماس كبير من الشعب المصري. التمثال مصنوع من الجرانيت وهو عبارة عن فلاحة مصرية تنظر إلي الأمام وتقف بجانب أبو الهول, الفلاحة ترمز إلي مصر الحديثة التي ترنو للمستقبل, وأبو الهول يرمز إلي التاريخ والحضارة الفرعونية التي يفخر بها المصريون, وفي عام1955 تم نقل التمثال من ميدان رمسيس ليوضع أمام جامعة القاهرة, لتظل مصر الحديثة تتطلع الي المستقبل.