تابعت عواصف الهجوم علي آن باترسون سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة, والمطالبات بطردها, ثم راقبت موجات التهدئة والتلطيف التي قادها بعض الكتاب والإعلاميين, والتي تحدثت عن تحولات في موقف الإدارة الأمريكية, ومحاولة تصوير التدخل الأمريكي الإجرامي لضرب الدولة في مصر والذي سبق أحداث يناير1102 بعدة سنوات, واستمر حتي الآن علي أنه مسئولية سوء تقدير السفيرة باترسون.. والحقيقة التي ينبغي أن يعلمها الجميع أنه لا يوجد سفير للولايات المتحدة أو لأي دولة في العالم يمكنه أن يتحرك خطوة أو ينبس ببنت شفاه إلا بإذن إدارته ووزارة خارجيته, كما أنه لا يجري مقابلات سياسية( في الغالب) دون حضور المسئولين السياسيين من السفارة الذين يخبرون رئاستهم بكل ملاحظاتهم علي المقابلة. ما أقرأه وأراقبه الآن في بعض الكتابات الصحفية, أو اللغو البياني التليفزيوني, أو الإنشاد الصداح لجوقة عملاء وجواسيس أمريكا, وبعض المثقفين حسني النية( الذين يخلطون بسذاجة بين التمنيات والواقع) يقول لي ان الجميع يحاولون التعامي عن رؤية حقيقة الدور الذي لعبته إدارة أوباما في التآمر علي مصر متحالفة مع قطر وتركيا والإخوان وحماس وكتائب من منظمات أهلية معنية, ومجموعات من الشباب الذي تم تدريبه في الخارج علي تفكيك النظام.. الموضوع ليس آن باترسون, فهي مجرد أداة.. صحيح أنها سخيفة, ولكنها كانت تنفذ تعليمات قيادتها حرفيا, ولا تملك غير ذلك, ومن هنا لا ينبغي الاحتفال كثيرا بتغيير شكلي يعتري الموقف الأمريكي, إذ أن له أسبابه الأمريكية والعالمية والمصرية ثم إن ذلك التغيير يمكن أن يصاحبه تكليف دولة عميلة مثل تركيا بالقيام بالدور الرئيسي ضد مصر مؤقتا حين تأخذ واشنطن خطوة للخلف يعني المسألة ليست صحوة ضمير أو عودة إلي جادة الصواب.. إنني أراقب دعوات بعض عملاء وجواسيس واشنطن عن المصالحة أولا, والتغاضي عن جرائم الإخوان, وضرورة العلاقات مع واشنطن, وأهمية التوازن بما لا يعرض الخيار الليبرالي للضياع.. وهؤلاء أجمعون أخطر من آن باترسون, وهم ينفذون ما عجزت عن تنفيذه. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع