حذر الدكتور مجدي توفيق أستاذ البيئة بعلوم جامعة عين شمس من أن هناك أنواعا عدة من الكائنات الحية مهددة بالانقراض في البيئة المصرية, مما أدي إلي ضمها للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض, وتشمل البرمائيات والزواحف كالسلحفاة المصرية, والبحرية كبيرة الرأس( الترسة), والخضراء, وجلدية الظهر, ثم الطيور كالزرقاي الأحمر وصقر الجراد والعقاب الملكي ومرزة بغشاء النقب الكبير ونورس أدوين ومرعة الغلة, ثم الثدييات كاليربوع الكبير والفنك والقط الرملي والقط الجبلي, والأنواع المتوطنة كالنباتات الزهرية والرطريط المصري والبوصيل, والطيور كاليمام البلدي وعصفور الجنة وأبا فصادة المصري. وأوضح الدكتور مجدي- في دراسة له- أن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض لائحة تصنف حالة حفظ الأنواع النباتية والحيوانية في البيئة الطبيعية, ويصدرها اتحاد الحماية العالمي المسئول عن حفظ الأنواع في العالم منذ عام1963, ويعمل علي إعادة تقويم كل فئة من الأنواع من5 الي10 سنوات لفرض الحماية اللازمة لها. وأضاف أن معايير اتحاد الحماية العالمي تتوسع في القائمة بحيث تضم الأنواع المنقرضة تماما, والمنقرضة من الحياة البرية, وهي الأنواع التي توجد في الأسر أو التربية الداخلية أو في تجمعات غير طبيعية, أي توجد بعيدا عن التوزيع الطبيعي الأصلي لهذه الفئة, وكذلك الأنواع المهددة بشكل حرج بالانقراض, وهي المعرضة بشدة كبيرة جدا لخطورة الانقراض من الطبيعة, بالإضافة إلي الأنواع القريبة من التهديد, وهي التي لا تتأهل كي تصنف ضمن الفئات المذكورة سابقا, لكن من المرجح أن تصل إلي إحدي هذه الفئات في المستقبل القريب.وتضم القائمة أيضا الأنواع غير المهددة, وهي المنتشرة والمتوافرة في الطبيعة, والأنواع التي لا تتوافر معلومات كافية عن توزيعها في الطبيعة أو تعرضها للتهديدات, بالإضافة إلي الأنواع التي لم يتم تقويمها بعد. التوطين أو التأهيل الدكتور مجدي توفيق أشار إلي أن الحل لمواجهة الانقراض يكمن في إعادة توطين الأنواع الحية عن طريق إطلاق الحيوانات المعتمدة إلي البرية بعد أن تكون محتجزة في الأسر أو المحميات الطبيعية أو أماكن أخري مخصصة لحمايتها من التهديدات الطبيعية التي قد تقودها إلي الانقراض, بحيث تستخدم هذه الوسيلة لإعادة الحيوانات المنقرضة في البرية إلي مناطق انتشارها الأصلية السابقة. وأضاف أنه مع ذلك فإن هذا الأسلوب لا يأتي بنتائج ممتازة دائما في حالة الحيوانات المنقرضة في البرية, حتي لو نجح في إعادة بيئاتها الطبيعية المدمرة, وذلك لأن الطرق والوسائل التي يستخدمها الحيوان للبقاء علي قيد الحياة مثل آليات الصيد والتمويه والهرب من المفترسين كثيرا ما يعتمد علي تعليمها للصغار الجدد علي الوالدين الذين ينقلانها إلي صغارهما ويدفعانهما إلي اختبارها في بيئتهم الطبيعية, لكن في حالة الانقراض في البرية فإن هذه الوسائل والتقنيات تفقد ولا تتمكن الحيوانات الجديدة المعاد توطينها من تعلمها, وهو أمر يقلل فرص نجاتها في البرية. وقال إن من المشكلات الأخري التي تجعل عمليات إعادة التوطين حلولا غير مكتملة مورثات الحيوانات, فظاهرة الانخفاض الحاد في أعداد نوع من الحيوانات تعرف علميا باسم عنق الزجاجة السكانية, ومن تبعات هذه الظاهرة التي تحدث عند إعادة إكثار النوع أنه يفقد تنوعه الجيني, وربما لا تتمكن مورثات النوع من التعافي مجددا بعد ذلك أبدا, ومن شأن هذه الظاهرة المعروفة بتأثير المؤسس أن تجعل الحيوانات معرضة بسهولة للأمراض والأوبئة والموت السريع نظرا إلي قلة تنوعها الجيني, وهذا بالإضافة إلي مشكلات أخري عديدة تضر بالحيوانات, وتهددها بعد إعادة إكثارها. وضرب الدكتور مجدي توفيق مثلا للأنواع التي انقرضت في الماضي أو التي ما زالت منقرضة في البرية, كالأسد( منقرض في البرية منذ عام1922), والسلحفاة السوداء ناعمة الصدفة( منقرضة في البرية منذ عام2002), والغراب الهاوياني( منقرض في البرية منذ عام2002), والمها العربية( منقرضة في البرية منذ عام1972, وأعيد توطينها ابتداء من عام1982).