اجتمع شباب مصر علي الثورة ضد الحكم الاستبدادي وإنتفضوا في يناير2011 وتفانوا في إنجاحها بسلمية وإصرار أبهر العالم أجمع. نتج عن عملهم الفذ نجاح ممثل جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية. إنتظر الجميع إصلاح الوضع وإرساء الديمقراطية والوصول إلي حكم رشيد يتمتع فيه الجميع بالحرية مع المسئولية. تمادت حكومة الإخوان في الإستحواذ علي كل كبير وصغير في كل مؤسسات الدولة مع إقصاء كل رأي يخالف رأيها. نتج عن ذلك إستياء الناس من الوضع وخاصة في جموع الشباب. لذلك إنبثقت حركة تمرد لتصحيح المسار وإلتف حولها غالبية الناس. تفاديا للعراك بين الجموع المعارضة والداعمة تدخل جيش مصر العظيم للفصل بينهما وإرساء الأمن والأمان. إشتدت الأزمة وحصل ما حصل ونامل أن يتفاهم الجميع للإتفاق علي وسيلة للخروج منها. لا شك في أن ذلك سوف يتم إن عاجلا أو آجلا حين يصل العقلاء من الطرفين إلي حل يمثل قبولا شعبيا. خلال كل هذه الأحداث الصعبة أثبت شباب مصر قدرتهم علي العمل الجماعي وإصرارهم علي الوصول إلي الغرض المنشود بالتحاور والتشاور. وأثبت أبناء مصر وبناتها إصرارهم علي مستقبل أفضل يعم فيه احترام حرية كل فرد. ومع ذلك فليس هناك وسيلة لوصولهم للمواقع القيادية في الدولة. لذلك عليهم العمل الشعبي للوصول إلي القمة السياسية مستقبلا. يتطلب الوقت الحالي استمرار العمل الثوري علي المستوي الشعبي الذي تنتج عنه رفعة مصر شاملا ذلك مايلي: نظافة مصر: كثرت أكوام القمامة أحد آثار العراك والنزاع في كل ميادين البلد و يؤثر ذلك علي صحة الناس وعلي حالتهم النفسية. فعلي أبناء مصر وبناتها تكوين فرق عمل لإزالة آثار العراك وتحسين كل هذه الأماكن وتسهيل الحركة. يجب أن يتم ذلك في ميادين تمرد ومواقع تجمهر الإخوان علي حد سواء. إرساء الأمان: تفشي الخلل الأمني كثيرا, ولا يصح أبدا أن يعتدي علي رجل أو إمراة في أي من شوارع مصر وحاراتها. لذلك يمكن أن يقوم شباب كل حي أو قرية بالمشاركة في إرساء أمان الناس بمجموعات تعمل معا للصالح العام. دعم الفقراء: أضر الوضع الإقتصادي المتردي منذ قيام الثورة بأقل الناس حيلة فعلي شباب مصر العمل علي مساعدتهم بكل ما أمكن. يحتاج البعض إلي غذاء او إلي النقل إلي مكان العمل أو الإستشفاء و ما إلي ذلك. العمل في هذا المجال دون أجر أو مباهاة يزيد الشعور بالمواطنة الصادقة الخالصة. رفعة سمعة مصر: نتج عما حصل تشويه سمعة مصر في السياحة العالمية التي تمثل مصدرا أساسيا لرزق الملايين وخاصة في الصعيد وكذلك للعملة الصعبة. لذلك علي شباب مصر إستخدام كل وسائل الإتصال الحديثة لتغيير هذا الوضع بارسال صور ورسائل مشوقة عن مصر وآثارها العديدة ودعوة الأفراد وشركات السياحة المختلفة في كل أرجاء العالم. إن الدور الذي لعبه ومازال يقوم به شباب مصر العظيم يمكن استمراره حتي تصل أم الدنيا الي بر الأمان علي يد أبنائها وبناتها كما حصل في عصور عديدة والله الموفق. لمزيد من مقالات د.فاروق الباز