الصورة في مخبز' الصحابة' بحي الشرابية مختلفة.. حيث تتصدره لافتة كبيرة تعلن عن وجود خبز بالمجان لغير القادرين من اهالي المنطقة, استوقفتنا تلك اللافته لنتساءل ما هي قصتها ؟ ومن اين جاءت هذه الفكرة ؟ وهل يقتصر هذا الخبز علي اهل المنطقة وحدهم؟ يؤكد الحاج محمد شعبان صاحب المخبز أنهم يقدمون الخبز مجانا لمن يطلبه من غير القادرين سواء من أهالي المنطقة أو غيرهم وذلك بأي عدد يطلبه الشخص, مشيرا إلي أن المخبز ينتج نحو20000 رغيف يوميا يباع أغلبه بالسعر المحدد ويقدم عددا لا باس به للمحتاجين ويضيف أن صاحب هذه الفكرة هو نجله طارق المقيم في فرنسا الذي اتصل به بعد أحداث الثورة وطلب منه تقديم الخبز بالمجان لغير القادرين علي أن يتحمل قيمته من ماله الخاص. ودعا الحاج محمد أصحاب المخابز والمطاعم وغيرها إلي بذل ما يستطيعونه لمساعدة غير القادرين علي مواجهة أعباء الحياة. أما ابنه مصطفي محمد شعبان خريج تربية رياضية فقد أعرب عن سعادته لمشاركة والده في تنفيذ هذه الفكرة التي يعتبرها واجبا علي كل قادر وقال سأحرص علي توصية أولادي بالحفاظ علي هذه العادة الحميدة وتطويرها لتشمل المزيد من الخير لمصلحة اكبر عدد ممكن من المحتاجين. وأضاف أتذكر أن جدي وجدتي كانا يحرصان علي تقديم وجبات أسبوعية من' الخبز والفول النابت' إيمانا منهما بأن أهل الحي جميعا أسرة واحدة,كما كانت جدتي تساهم في نفقات زواج بعض الفتيات.. هذا ما نشأنا عليه وسنعلمه لأولادنا. ويقول سعيد محمد صاحب مقهي مجاور للمخبز- أن الخبز الذي يقدمه هذا المخبز لغير القادرين هو نفسه الخبز الذي يقوم ببيعه للأخرين لا يقل عنه في شيء ويجد القبول من المواطنين فكل الخبز نوع واحد. كما تضيف الحاجة كريمه حسنيين- ربة منزل- إن الكثير من الغلابة في المنطقة يقصدون هذا المخبز لأنه الوحيد بالمنطقة الذي يعطي لهم الخبز بالمجان كما أضافت أنه شيء جميل أن نشعر باحتياج الأخرين ونساعدهم وان هذا هو القانون الإلهي ان يرعي القادرن احتياجات المحتاجين.