طوال مشواره الفني الذي يمتد حوالي عشر سنوات حتي الآن يستفزنا تامر حسني بقدرته علي الدخول في أعماق الحالة التي يغنيها ويمنحها نبضات قلبه واهتمامه, ويتوحد مع هذه الحالة سواء كانت سعيدة أو حزينة, لهذا حققت ألبوماته النجاح, واستطاع جذب شريحة كبيرة من الجمهور إليه خاصة من الشباب الذين توجوه كمطرب للجيل, حيث عبر عن مشاكلهم في أغنياته, ولمس بإحساسه أوجاعهم, بل كان مرآتهم في كثير من الأحيان, وكان ما يميز ألبوماته بجانب إحساسه والموسيقي العصرية التي يستخدمها اختياره لمفردات جديدة, مفردات تشبه عصره, يتداولها الشباب في الشوارع والنوادي, فضلا عن ذكائه الفطري الذي يعد بمثابة' الترمومتر' الذي يقيس به مدي نجاحه في الاختيار لمعان غير مستهلكة وصولا إلي أقصي مناطق الإقناع عند الجمهور, وليس هذا فحسب ولكن كان حريصا أيضا علي اختيار عنوان جذاب لألبومه الجديد, تماما كما جاءت عناوين ألبوماته' حب, قرب كمان, هاعيش حياتي, عينيه بتحبك, يا بنت الإيه, اخترت صح, اللي جاي أحلي', لكن لا أدري ماذا حدث له في ألبومه الجديد' بحبك أنت'؟! الذي طرح منذ أيام, فرغم تحقيقه حاليا نجاحا كبيرا,حتي أن عدد مستمعيه وصل علي موقع واحد فقط63 مليون مستمع, وهو عدد كبير أول مرة يصل إليه مطرب مصري, إلا أن الألبوم جاء تقليديا جدا, خاليا من المفاجآت التي عودنا عليها المطرب الشاب, بداية من اسمه الذي سبق وأطلقه أكثر من مطرب علي ألبوماتهم, أقربهم للذاكرة المطربة الجميلة' داليا' التي سبق وأطلقت علي أول ألبوماتها في منتصف التسعينات إسم' بحبك أنت', وقامت بتصوير الأغنية بطريقة الفيديوكليب, وحققت نجاحا كبيرا, أو معظم كلمات أغنيات الألبوم التي جاءت عادية, وبعضها غلب عليه السطحية, رغم أن الموسيقي المستخدمة في الأغنيات كانت موفقة جدا,وبعضها كان رائعا خاصة التي لحنها المتميز جدا محمد يحيي, والذي لحن ثلاث أغنيات من أجمل أغنيات الألبوم, وجعل من تامر مطربا شرقيا في أغنية' بحبك أنت' الذي أنقذ لحنها الرائع ضعف وسطحية وتناقض كلماتها التي كتبها المنتج نصر محروس, الذي جامله تامر بغناء كلماته المتناقضة, والمكسورة في الوزن والقافية, والتي لا تحمل جديدا وحتي لا تضيف لقاموس الغناء المصري, حيث جاءت مجرد كلمات عادية يمكن أن يكتبها أي شخص غير موهوب, ولا أدري ما سر إصرار نصر علي تنصيب نفسه كشاعر'فحل' لمطربي شركته؟, وتفوق يحيي أيضا في أغنيتي' يا بخت اللي هتحبيه' كلمات تامر ورمضان محمد, و'ياريت نرضي' كلمات نصر محروس, كما قدم عمرو مصطفي في أغنية' اللي راح' التي وزعها بمهارة شديدة أمير محروس ويحيي الموجي, لحنا مليئا بالعذوبة والسلطنة, وبعيدا عن هذا غلب علي كثير من أغنيات الألبوم الفقر وتكرار المفردات, كما حدث في أغنية' خلينااخوات' التي سبق وقدمت نفس المعني المطربة المعتزلة' ياسمين الخيام' في أغنيتها' شوفوا الدنيا',وكذلك أغنية' بحب أتنين',لكن هذا لا يعني أن الألبوم لا يحمل أغنيات جميلة, فقد سعدنا بأغنيات مثل' حد شبهه' كلمات طارق درويش,ألحان وتوزيع إسلام زكي,' من بعدي الطوفان' كلمات أيمن جوده ألحان حسام البيجرمي,' مجنون أنا' كلمات تامروألحان عبدالرحمن شوقي, توزيع محمد شفيق,' تعالي نعيش' كلمات عصام حسني, ألحان علي شعبان توزيع محمد هارون,' ياريته يستاهل' كلمات وألحان تامر حسني. والشئ الملفت في الألبوم الذي يتضمن13 أغنية, تنوعت في ألحانها بين المقسوم, والتكنو, والهاوس, والرومانسي,والدراما, ان البطل الحقيقي هو أمير محروس مهندس الصوت, وجاء غلاف الألبوم باللونين الأبيض والأسود ليدل علي الأصالة أو العودة إلي زمن الغناء الصحيح, لكن كل هذا لم يتحقق للآسف إلا في أغنيات قليلة, وما أفسد الغلاف' الشيك' الذي صممه خالد طلال كتابة أسماء كثير من فريق العمل باللغة الإنجليزية, وهي ظاهرة ليست خاصة بتامر لكن بكل الألبومات الغنائية التي طرحت في الفترة الأخيرة, وكأن المطربين سيصلون للعالمية من وراء كتابة أسماء المتعاونين معهم باللغة الإنجليزية!, وكان أجدر بالمطرب الشاب الشهير ذائع الصيت الخالي من عقد المطربين الهواة وأنصاف النجوم أن يؤكد حرصه علي لغة بلده وحبه وانتمائه لها فيصر علي كتابة كل الأسماء باللغة العربية كما كان يفعل دائما في ألبوماته السابقة, لأن تامر أكبر من هذه الصغائر التي يلجأ إليها بعض المطربين الباحثين عن الشهرة, كما أنه قدوة لكثير من الشباب الذين يقلدونه في كل شئ, فكما سبق وأحب أن يحببهم في اللغة الإنجليزية من خلال غناء أغنية'comeBackTOME' كان عليه في الظروف الصعبة التي تمر بها مصر أن يعلي من قيمة لغتها.