حول الثقافة العربية ووسائل الاعلام تنتهي الندوة التي عقدتها مجلة العربي اخيرا بالكويت وقد شهدت الندوة من ساعة الافتتاح حراكا حيويا. اذ افتتح الندوة وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله الصباح تحت رعاية سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.وألقي كلمة حفل الافتتاح الكاتب النشط د. سليمان العسكري رئيس تحرير مجلة العربي التي نظمت الندة السنوية واشرفت عليها بشكل فعال. والندوة التي شهدت قضايا غير مطروحة واشكاليات معلقة شهدت مشاركات اسماء مهمة: بدر سيد عبدالوهاب الرفاعي ود. نبيل علي وغسان مراد وعبدالعزيز سعود البابطين ورضوان السيد وأنس الرشيد وعبدالله الحراصي ورشا عبدالله وهالة صلاح الدين, ود. محمد المخزنجي الحمش وفاطمة المعدول واشرف أبواليزيد وبلال بصل وعمار صفر وجمال غيطاس ومحمد اسليم واحمد فضل شبلول ومحمد رفعت الحفني وعبدالله الفيفي وشيرين أبوالنجا.. كما شهدت اعادة النظر حول قضايا ثابتة مثل القوة الناعمة, ورقابة الانترنت وجدوي المنتديات وحالة المدونات وازمة النقد بين المبدع والموقع, فضلا عن ثقافة الطفل عبر الوثائق المتعددة.. إلي غير ذلك. وكانت أهم قضايا الندوة قضية النقد الادبي عبر الاعمال الابداعية المنشورة علي الشبكة, وكانت القضية الرئيسية هنا هي: هل يتأثر الابداع بالنقد أم لا يحدث ذلك في حضور الابداع الرقمي؟ وقد لقيت هذه القضية ردود افعال عنيفة من الحاضرين فقد اجتمع عدد كبير من المشاركين حول غياب الدور النقدي الخلاق علي المنتديات والمدونات والمواقع بشكل فعال, في حين راح البعض يقول العكس, ان الابداع علي الشبكة لا يحتاج إلي النقد في شيء, فالثقافة الرقمية اصبحت اعم واشمل من اية قراءات نقدية مغايرة للنص كما يردد. وكان أهم من لاحظ غياب النقد الادبي السيد يسين وهالة صلاح الدين, بل ابدي الكثير اعترافهم بغياب هذا الدور, واشتبك عدد كبير من الحاضرين والباحثين مع هذا الرأي في حين راح البعض الآخر يؤكد حضور هذه الادارة النقدية, فراح الأديب أحمد فضل شبلول يؤكد الغياب الفعلي للمتابعات النقدية لما ينشر من أعمال ابداعية سواء اكانت شعرا ام قصة ام نصا روائيا أم حتي نصا رقميا علي الشبكة العنكبوتية.. وامام هذه المفارقة بين النقد والابداع كان لابد ان يعلو ضجيج الحاضرين مما يعني ان غياب النقد ترجم بالفعل في غياب روح الحوار التي كان يجب ان تكون قائمة عبر الفضاء الافتراضي أو الحقيقي. كما نالت قضية الرقابة المركزية علي الشبكة حيزا كبيرا من النقاش الذي خرج من المنصة إلي القاعة, ففي حين راح عدد قليل منهم يؤكد عدم وجود الرقابة راح البعض الآخر يؤكد العكس, فالرقابة المركزية الامبريالية والمحلية قائمة عبر المواقع والمنتديات والمواقع الاجتماعية, ففي حين راحت د. رشا عبدالله تتحفظ بهدوء لتؤكد غياب هذه الرقابة ويؤيدها آخرون راح البعض الآخر يؤكد حضورها, فمن ينكر هذه الرقابة المستترة أو حتي المعلنة علي الجوجل أو الفيس بوك ومن ينكر هذه الرقابة, وبدلا من ان يتحدث الحاضرون عن الحلم القومي العربي في هذه الفترة العصيبة من حياتنا راح الآخرون يؤكدون العكس, فرحنا في حديث طويل حول انتفاء الرقابة أو حضورها ولم يتنبه احد إلي صوت الفنان حلمي التوني علي الحقيقة المرة حين كان قد صاح قبلها بساعات سائلا عن اجابة لسؤال: من المسئول عن قطع كابلات الانترنت في البحر المتوسط اخيرا ؟لم يفكر احد في الاجابة او حتي في طرح السؤال حول وجود الرقابة. ولا تنهي الجلسات دون ان تغيب الرؤية المستقبلية حول العديد من القضايا التي يثيرها مؤتمر يدعو في بيانه الختامي إلي تأكيد طبع الأعمال والاسهامات بمجلة( العربي) فضلا عن اصدار ملحق العربي العلمي وتخصيص صفحات جديدة من الاصدار اليومي بالمجلة راعية المؤتمر عبر موقع رقمي متخصص للخيال العلمي فالمؤتمر رفع الرقابة والاهتمام بالتعليم إلي غير ذلك من التوصيات المهمة. من اهم توصيات المؤتمر في البيان الختامي: * الحاجة إلي عين راشدة تقوم وترشد ولاتمنع أو تقمع. * البحث عن أسباب هذا القصور الذي تعاني منه المؤسسات العامة ومحاولة علاجها. * دعوة اصحاب التجارب إلي نشرها وإلي الاستفادة بينها, وهو دور تنتبه مجلة العربي اليه في مرفأ الذاكرة وتسعد باستمراره دائما. * الاطفال ذوو الاحتياجات الخاصة لهم حقوق علينا سواع في وسائط الثقافة الموجهة إليهم أو عرض الفنون التي يقدمها والعمل علي إدماجهم في المجتمع. * للألعاب متعددة الوسائط خطورتها, وهو ما يتطلب تطوير ألعاب عربية تحمل هوية الثقافة العربية ومقوماتها. * النظر إلي إقتصاد الثقافة علي نحو جديد.