من المؤكد أن التاريخ سيسجل بكل فخر مشاركة الفنانين المصريين في صناعة الثورة المصرية, وقد بدأ يتزايد هذا الحضور لهم في أحداث التحرير الأخيرة, لذا يصبح السؤال هنا ملحا: هل هناك دور سياسي مأمول للفنانين في هذا التوقيت المهم؟ في أمريكا مثلا ارنولد شوارزينجر انتخب مرتين كحاكم لولاية كاليفورنيا الأمريكية, وجورج كلوني عرف عنه معارضته الشديدة للحرب الأمريكية علي العراق فضلا عن اهتمامه بانتاج وإخراج وبطولة أفلام سياسية محضة مثل( سيريانا), وبراد بيت الذي يشارك في أفلام سياسية مهمة, ومن أكبر المدافعين عن حرية الفرد داخل أمريكا, وكلهم يرفضون الانخراط في السياسة الرسمية, وربما تكون تجارب السابقين عليهم غير مشجعة لهم علي الاطلاق, فكلينت استوود كان حاكم مدينة كارمل بكاليفورنيا, وفشل, والممثلة شيرلي تمبل كانت مستشارة الرئيس نيكسون وسفيرة الولاياتالمتحدة بغانا, لكن هل يحلم أحد الممثلين المصريين بأن يكون لدينا رونالد ريجان مصري. في مصر يبدو الفنان خالد الصاوي من أكثر الفنانين المسيسين في مرحلة ما قبل الثورة, وكان دائما صاحب هجاء حاد للنظام قبل الثورة في مدونته( الخبز والحرية), ومواقفه الوطنية الثابتة ظهرت في قصائد له مثل:( كأنها نهاية التاريخ) وهو من مؤسسي حركة فنانون من أجل التغيير, ومن أعضاء حركة كفاية, وفي فجر جمعة الغضب28 يناير دعا الصاوي كل الفنانين إلي التضامن مع الشعب في المطالبة بحقوقهم العادلة في الخبز والحرية والكرامة, وأعلن مشاركته في تأسيس حزب( التحالف الشعبي) مع عدد من الناشطين اليساريين. وهناك أيضا عمرو واكد الذي برز نشاطه السياسي القوي منذ أول أيام الثورة, حيث كان من أول من صرخوا بقوة( ارحل), ومنذ تنحي مبارك برز واكد, حيث كان له موقف في كل حدث سياسي مهما صغر في الفترة الماضية, وكان الأكثر انتقادا للفنانين الذين انتقدوا الثورة أو الذين مالأوا النظام السابق, وشارك في تأسيس الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية للعمل علي تحقيق أهداف الثورة وحمايتها. خالد النبوي هو الآخر كان من أبرز الفنانين حضورا في الثورة, وإن كان يمثل الجانب الأهدأ في المعادلة. بشكل عام هو ممن عرف عنهم اهتمامهم بالشأن العام قبل الثورة مثل مشاركته في مظاهرات حصار العراق, وتمتليء حواراته الصحفية بأحاديث عن العدالة الاجتماعية والقومية العربية بدءا من26 يناير كان النبوي ممن دعوا بقوة لجمعة الغضب, وما تلاها من أحداث وخرج علي القنوات التليفزيونية غير ذات مرة داعيا الشباب للبقاء حتي النهاية, وبعد الثورة نجده حاضرا في الكثير من الاجتماعات السياسية مثل مشاركته في أول لقاء للمجلس الوطني في الاجتماع المغلق للقوي الوطنية بنقابة الصحفيين أو ظهوره المتكرر مع ائتلاف شباب الثورة. وغير هؤلاء الفنانون الرائعين هناك أيضا من أعلنوا عن اشتراكهم في أحزاب سياسية جديدة مثل الفنانة تيسير فهمي والمخرج الكبير داوود عبد السيد والفنانة بسمة وغيرهم.