في الوقت الذي تشهد فيه روسيا أضخم مظاهرات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي و إعلان ميخائيل جورباتشوف استقالته كاخر رئيس سوفيتي وهي المناسبة التي تستعد البلاد لاحيا ء ذكراها ال20 في23 ديسمبر الحالي حاول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تهدئة عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلي الشوارع للاحتجاج علي نتائج الانتخابات التي جرت مطلع الأسبوع الماضي بالقول انه يحترم وجهات نظرهم. وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين انه من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه, طالما أن ذلك يحدث بشكل سلمي ملتزم بالقانون.وأضاف بيسكوف: نحترم وجهات نظر المتظاهرين, نسمع ما يقال وسنواصل الاستماع لهم. وفيما وصفه معارضو بوتين وحزبه روسيا الموحدة الحاكم بنموذج الربيع العربي, خرج الآلاف امس الاول في كبريات العواصم العالمية من نيويورك إلي طوكيو للمطالبة برحيل بوتين وإعادة الانتخابات,تضامنا معما يزيد علي100 ألف شخص تظاهروا في موسكو, في أكبر احتجاج تشهده العاصمة الروسية منذ أكثر من عقد من الزمن. كما خرج الآلاف إلي الشوارع في مدينتي سان بطرسبرج وفلاديفوستوك, فيما ذكرت تقارير أنه جري إلقاء القبض علي عشرات المتظاهرين في مدينة بيرم بمنطقة جبال الأورال ومدينة خاباروفسك في أقصي شرق روسيا. ومن ناحية أخري, ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن لجنة الانتخابات رفضت مطالب بإقصاء رئيسها فلاديمير تشوروف من منصبه, وهو ما لاقي تأييدا فقط من اثنين شيوعيين من أعضائها. ويلقي المتظاهرون بالمسئولية علي تشوروف فيما يعتبرونه تلاعبا كبيرا في النتائج جعل حزب بوتين روسيا الموحدة يفوز بنسبة49.32% من الأصوات في الانتخابات وهو ما يكفي للاحتفاظ بسيطرته علي البرلمان. وفي هذه الأثناء, كشف محللون أن التوتر بين واشنطنوموسكو بشأن الانتخابات البرلمانية الروسية المتنازع عليها يهدد سياسة إعادة ضبط العلاقات التي يتبناها الرئيس الامريكي باراك اوباما وقد يتصاعد التوتر في ظل وهج الانتخابات الرئاسية المقبلة في كلتا الدولتين. وأشار هجوم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين علي وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لتشكيكها في صحة الانتخابات إلي نهاية محتملة لاتجاه تحسن العلاقات الذي وصفه معاونو أوباما بانه أحد انجازاته في مجال السياسة الخارجية. ويقول محللون إنه مع سعي اوباما لانتخابه لفترة ولاية ثانية في نوفمبر المقبل وفي ظل التوقعات واسعة النطاق بترشح بوتين لانتخابات الرئاسة الروسية في مارس المقبل فمن المرجح ان يتسم الموسم السياسي بلهجة متشددة بين عدوي الحرب الباردة السابقين.