بعد21 سنة من زواجي وجدت بريقا جديدا من الحب فبدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي بمباركة منها, حيث بادرتني بقولها أعلم جيدا كم تحبها, إنها أمي التي ترملت منذ19 سنة, ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية ومسئولياتي جعلتني لا أزورها إلا نادرا, وفي يوم اتصلت بها ودعوتها الي العشاء فسألتني هل أنت بخير؟ فقلت لها نعم ولكني أريد أن أقضي وقتا معك يا أمي, وفي يوم الخميس وبعد العمل, مررت عليها وكانت تنتظرني عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان اشتراه أبي لها قبل وفاته, ابتسمت أمي كملاك وقالت قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني, وكلهم سعداء, ذهبنا الي مطعم جميل وهادئ وتمسكت أمي بذراعي, بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام, حيث إنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة, وبينما كنت أقرأ كانت تنظر الي بابتسامة عريضة علي شفتيها وقاطعتني قائلة كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير أجبتها, حان الآن موعد تسديد شيء من ديني. تحدثنا كثيرا في أثناء العشاء لم يكن هناك شيء غير عادي الي درجة أننا نسينا الوقت الي ما بعد منتصف الليل, وعندما وصلنا الي باب بيتها قالت أوافق علي أن نخرج معا مرة أخري, ولكن علي حسابي, فقبلت يدها وودعتها. بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية, حدث ذلك بسرعة كبيرة, وبعد عدة أيام وصلتني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تناولنا به العشاء مع ملاحظة مكتوبة بخطها دفعت الفاتورة مقدما كنت أعلم إنني لن أكون موجودة المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك لأنك لن تقدر ما معني تلك الليلة بالنسبة لي أحبك يا ولدي في هذه اللحظة فهمت وقدرت كلمة الحب. د. عوض حنا سعد {{ إنها كلمات نابعة من القلب لعلها تصل الي قلوب كل الناس ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الأم, فمهما فعلنا لن نوفيها حقها, وما قدمته من عطاء... ونقول لكل أم: كل عام وأنت بخير وصحة وسعادة.. ولمن لقين وجه ربهن نسأله سبحانه وتعالي أن يغفر لهن وأن يسكنهن فسيح جناته.