تحول الانسحاب الأمريكي من العراق إلي مخلب القط الذي اتحدت إيران مع الجمهوريين الأمريكيين في استخدامه للطعن في قدرات الرئيس الأمريكي السياسية والعسكرية. ففي الوقت الذي رحب فيه المرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي بالانسحاب المتوقع للقوات الامريكية من العراق, واصفا إياه بأنه انتصار ذهبي, انتقد مرشحون جمهوريون للرئاسة الأمريكية سياسة أوباما بشأن العراق وليبيا وإيران وأفغانستان, واصفين قرار الانسحاب من العراق بالخاطئ غير المسئول وسياساته الخارجية بالمترددة المفتقرة للهدف. ويعتزم أوباما سحب قواته البالغ قوامها40 ألفا من العراق بحلول نهاية العام بعد فشل مفاوضات حول بقاء بعض القوات, فيما يقول بعض الساسة الامريكيين إنه يمكن أن يعطي طهران مساحة أكبر لتأكيد نفوذها. ففي طهران, وصف المرشد الأعلي للثورة الايرانية الانسحاب الأمريكي من العراق بأنه انتصار ذهبي, ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن خامنئي قوله بعد اجتماع مع رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود البارزاني إن إجبار أمريكا علي الخروج من العراق يمثل صفحة ذهبية في تاريخ هذا البلد. وقال خامنئي: برغم الوجود العسكري والسياسي الامريكي في العراق والضغوط التي مارستها واشنطن علي البلاد, فإن الشعب العراقي بأكمله قال لا للولايات المتحدة. ومن جانبه, قال وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي أمس إن تعليقات وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا- والتي حذر فيها طهران من التدخل في شئون العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية بأنها لا تعدو كونها محاولة لإخفاء المأزق والفشل الأمريكي. ويحاول الجمهوريون الذين يسعون للحصول علي ترشيح حزبهم ابراز تميز كل منهم بين أقرانه وإظهار أن بإمكانهم تحدي الرئيس الديمقراطي أوباما في السباق الرئاسي, وجاءت الحلقة الجديدة من الانتقادات خلال مقابلات تليفزيونية جرت مساء أمس الأول مع هيرمان كين المسئول التنفيذي السابق بإحدي شركات البيتزا والذي تضعه بعض استطلاعات الرأي في مقدمة المرشحين, وميشيل باكمان عضوة مجلس النواب الأمريكي وريك بيري حاكم ولاية تكساس, وهما نجمان صعدا في مراحل مبكرة لكن شعبيتهما تراجعت. فقال كين لتليفزيون سي.بي.إس: إعلان الرئيس أننا سنسحب القوات في موعد معين سيؤدي فقط إلي فراغ في السلطة بالعراق. بالرغم من أن اتفاقية سحب القوات أبرمها الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش مع زعماء العراق. وبعد تذكرته بجذور اتفاق سحب القوات قال كين: تحديد جورج بوش موعدا معينا كان شيئا يفتقر إلي المسئولية, لكنه قال إنه يتعين علي الرئيس أن يعيد تقييم الموقف, مضيفا: لست مقتنعا بأن القادة العسكريين علي الارض يوافقون علي هذه الاستراتيجية. فيما قال بيري الذي كان طيارا في سلاح الجو إن أسلوب اوباما في السياسة الخارجية متردد وبلا هدف. أما باكمان فاختارت انتقاد اوباما بشأن ليبيا قائلة إن مشاركة الولاياتالمتحدة في الاضطرابات بليبيا كانت قرارا خاطئا. وقالت لتليفزيون إيه.بي.سي: لدينا الآن فوضي في ليبيا.. لا نعرف الحزب الذي سيحكم ليبيا! وقالت إنها لو كانت رئيسة لركزت علي ايران بقدر اكبر مما فعل اوباما, واضافت: ما كنت لأصرف بصري بعيدا عن المشكلة الاساسية في الشرق الاوسط الان وهي سعي ايران للحصول علي سلاح نووي.