الكتاب عنوانه: البروج المشيدة. القاعدة والطريق الي 11 سبتمبر ومؤلفه هو: لورانس رايت. قضي في القاهرة عامين يمارس مهنة التدريس بالجامعة الامريكية . وهو الآن محرر في مجلة ذا نيويوركر وزميل مركز القانون والامن بكلية الحقوق بجامعة نيويورك. وله العديد من الكتب القصصية.ورواية وسيناريو سينمائي. مترجمة الكتاب من الانجليزية للعربية: هبة نجيب مغربي ومراجعة: مجدي عبدالواحد عنبة. وناشره دار كلمة. ويحمل صك العبارة التي فقدت الكثير من دلالاتها: اكثر الكتب مبيعا. ومؤلفه حاصل علي جائزة بوليدرز الامريكية.الكتاب من ذلك النوع الذي انتشر مؤخرا, واقصد به التحقيق الروائي. انه ليس نصا روائيا. ولكنه كتابة تستند الي وقائع حقيقية ويظهر خلال النص ابطال من الواقع. ويعتمد مؤلفه علي الوصف الدقيق للامكنة التي تشمل اجزاء كثيرة من الكرة الارضية ومحاولة تقديم المناخ العام الذي دارت فيه الاحداث. مع عدم اغفال العمق النفسي للشخصيات وكذلك الوصف الخارجي وان لجأ المؤلف للخيال الانساني. فإن ذلك يتم في ربط الاحداث. لن اعرض لك الكتاب الضخم في هذه المساحة الضيقة. فالكتاب يقع في أكثر من 550 صفحة من القطع الكبير. اتوقف امام الفصول الاولي التي تدور حول تجربة سيد قطب في امريكا. رغم عدم موافقتي علي السبب الذي دفع المؤلف للبدء من سيد قطب. لانه يعتبر ان الحادي عشر من سبتمبر 2001, كان المصب الاخير لتيار بدأ نبعه الاول من سيد قطب وافكاره التي كتبها ونشرها ودعا اليها. اعتقد ان في هذا الاستنتاج قدرا من التعسف, لان تطورات الاحداث دخلت عليها مستجدات كثيرة. وايضا فإن الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفيتي راح يبحث عن عدو واكتشف ان هذا العدو يمكن ان يكون المسلمين. ومع هذا الخلاف والاختلاف, فقد وجدت في الفصول الاولي من الكتاب والتي دارت حول سيد قطب الجديد فعلا, الا وهوالكتابة عن الفترة الامريكية في حياة سيد قطب والتي شهدت التحول الكبير في حياته وافكاره. قبل سفره كان الرجل يعد نفسه ليصبح ناقدا ادبيا. وبعد العودة من امريكا فوجيء الجميع به داعية اسلامي يجنح الي العنف بصورة شديدة الاختلاف عن البدايات. سافر قطب الي امريكا في نوفمبر 1948, وعاد منها في العشرين من اغسطس سنة 1950 فما الذي جري له هناك خلال هذ الفترة التي ربما كانت قصيرة اقل من عامين ومع هذا كان لها تأثير عنيف في تغير الرجل وتحوله من مشروع ناقد ادبي الي منظر للتطرف. يعيب ما اقوم به الآن انني ابحث عن اجابة لتساؤلاتي هذه عند باحث امريكي. وقد سألت نفسي خلال القراءة: وهل خلت المكتبة العربية من كتابة عن هذا الموضوع؟ وهل تقاعس باحثونا عند دراسة هذه القضية. رغم كثرة ماكتب عن سيد قطب وتحولاته وادواره ونهايته ؟ سأمر سريعا علي الامور الشخصية الذاتية التي مر بها سيد قطب خاصة النسائية منها خلال وجوده في الولاياتالمتحدةالامريكية. ولكني سأقرأ مع القاريء كل ماهو موضوعي وعام وفكري. لانني لا احب ان اعتمد علي تناول شخصي يقوم به باحث امريكي لتجربة سيد قطب في الولاياتالمتحدةالامريكية. يقول المؤلف: انه في 12/2/1949 قتل حسن البنا فكتبت الصحف الامريكية: اليوم قتل عدو المسيحيين في الشرق الاوسط, لقد اغتيل حسن البنا, ومن الصعب ان يصدق احد يقول قطب ان الامريكيين في عام 1949 كانوا مهتمين بالسياسة المصرية لدرجة الابتهاج لمقتل البنا. وفي ذات ليلة استضاف قطب هيبورت دن (مستشرق بريطاني اعتنق الاسلام) وتحدث إلي قطب عن خطر جماعة الاخوان المسلمين التي تحول دون تحديث العالم الاسلامي. وقال لقطب: اذا مانجح الاخوان في الوصول إلي الحكم. فلن تتقدم مصر ابدا وستقف عائقا في وجه الحضارة. يقول المؤلف: فتحت امريكا عيني قطب ايضا علي جانب اخر من نفسه وهو أنه رجل ملون, ففي احدي المدن التي زارها شاهد جموعا من المواطنين البيض يضربون رجلا اسود البشرة. وقال تعليقا علي ما رآه: كانوا يضربونه ويركلونه بكعوب نعالهم حتي خلطوا عظمه بلحمه علي الطريق. بعد ذلك كتب قطب: العنصرية انزلت امريكا من القمة السامقة الي السفح الهابط. فنزلت اليه وانزلت البشرية معها كذلك. ثم يكتب بعد ذلك: شيء واحد لاقيمة له عند الامريكان وهوالروح. ركز المؤلف الامريكي علي علاقة سيد قطب بجماعة الاخوان المسلمين. لكنه لم يكن معنيا بأمرين.الاول: ماذا فعلت الايام الامريكية بسيد قطب حتي جعلته ينتقل من مشروع الناقد الادبي الي ملهم لافكار متطرفة ؟ هل كان لافكار قطب علاقة بمن قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 ؟ وكيف تم ذلك؟ فهو معني بعلاقة تنظيم القاعدة بالحادث.لكن مدي تأثير سيد قطب في القاعدة تاه خيطه منه. وهذا يعني ان الموضوع مازال في انتظار من يكتب عنه. المزيد من مقالات يوسف القعيد