الحياة تغيرت وصارت أجمل مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير حرية.. تكافل.. عدل فضلا عن رحيل التعنت من قبل النظام السابق الذى كان لا يتوانى فى إصدار القرارات الظالمة ووضع العقبات أمام الأعمال النبيلة حتى وصل هذا التطاول إلى التدخل فى دور العبادة.. اعتدت أن احتفل بالعيد وسط أهل قريتى قمن العروس التابعة لمركز الواسطى محافظة بنى سويف ولاحظت أن العيد هذا العام يختلف عن سابقيه ففى ليلة العيد لفت انتباهى الدعوة التى وجهها مجموعة من شباب جماعة الإخوان المسلمين عبر اللافتات والتى تحث أهل القرية على أداء صلاة العيد فى الساحات العامة والأندية الشعبية وهذا ما لم أعهده فإننى منذ الصغر أسمع أن صلاة العيد فى العراء (الشوارع والميادين) سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم ولكن لم يأتى الوقت الذى أرى فيه تطبيق هذه السنة، وفى الصباح الباكر ذهبت إلى المسجد المجاور لمنزلى لكى أصلى العيد مثلما تعودت لكنى وجدت المسجد خالى من المصلين فخرجت من المسجد متوجها إلى مركز شباب القرية فرأيت أرضية الملعب قد امتلئت بالمصلين وهم يرتدون الجلابيب البيض أطفال، شباب، كبار حتى النساء كان لهم مكان مخصص للصلاة، وبعد فراغنا من صلاة العيد وقف الخطيب لإلقاء خطبة العيد والتى كان عنوانها "ثورة يناير توبة للشعب المصرى" وأكد فيها فضيلة الشيخ أحمد حسين الشخيبىى أن العيد هذا العام له شكل آخر خاصة أنه أول عيد بعد ثورة يناير مثلما كان لشهر رمضان أيضاً شكل آخر. وقال أننا كنا نقوم باستخراج التراخيص اللازمة لكى نؤدى صلاة العيد فى الساحات العامة إلا أن رموز النظام السابق كانوا يقفون لنا بالمرصاد ويستمرون فى رفضهم إحياء هذه السنة والغريب أن بعض المصلين كانوا يخشون ملاحقة الأجهزة الأمنية لهم، أما الآن وبمجرد الدعوة لإقامة صلاة العيد فى العراء تجد الناس تلبى الدعوة وكل ذلك يؤكد على أن هذا الشعب لا يريد إلا الوحدة التى تجمعهم مسلمين ومسيحيين، وهذا الجو الجميل إنما يعبر عن فرحة المسلمين بعيدهم وإحياء سنة نبيهم "صلى الله عليه وسلم"، وفى الختام قام مجموعة من شباب القرية بإلقاء الأناشيد الدينية وتوزيع الهدايا على الأطفال فى جو ملئ بالسعادة والفرح، فوقفت أقول "سبحان الله .. اللهم بارك لنا فى ثورتنا واحفظها من كل الفلول المزيد من مقالات أحمد الأترجى