قبل مئات السنين، ولدت لدى الرومانيين أسطورة إله العالم الآخر، تلك الأسطورة التي عادت إلى الأذهان مرة أخرى بعدما اكتشفت البعثة الأثرية التابعة لوزارة الآثار بقايا تعود للإله ديونسيوس في مدينة دمياط، مما يطرح سؤالًا حول كيفية انتقال تلك الأسطورة إلى مصر؟، وماذا كان يفعل إله العالم الآخر في مصر؟، وتسلط "أهل مصر" فيما يلي الضوء على هذه الأسطورة الرومانية. تخفي المنازل المشيدة من قبل الأهالي في مدن الدلتا الكثير من الكنوز والآثار التي تخص العصر الروماني في مصر، ومن آن لآخر تكتشفها البعثات الأثرية، قطعًا كان آخرها ما تم اكتشافه الأحد الماضي من قطع تخص الإله ديويسوس وهو آله العالم الآخر، وإله المسرح. الإله "ديويسوس" كان ابنًا للملك زيوس والذي أنقذه وهو جنين في بطن أمه التي احترقت، وقام بشق فخذه ووضع الجنين لاستكمال ما تبقى له من شهور الحمل، لذلك تعتبر ولادته أسطورة في تاريخ الآلهة عند الرومان، وأصيب دونيسوس بالجنون وتاه في البلاد ولكنه تعلم أسرار الآلهة، وانتتقل بين مصر وسوريا واليونان في رحلته، حيث علّم الناس طرق صنع الخمور. وظهرت أعمال فنية للإله ديونيسوس، وهو يضع على رأسه إكليلا من أغصان الكروم وعناقيد العنب وتعكس صور له كإله شاب، حيث كان عنقود العنب رمز للإله ديونيسوس، وكان يقام لدنيسوس مهرجان ضخم في مدينة سميت باسمه "ديونيسيا" حيث كان المحتفلون يمرون في موكب ضخم يحملون تماثيل له وهو متوج بحلية مخروطية تحيط بها حبات العنب. وبحسب الأساطير الرومانية فإن ديونيسوس توفي بعد أن قامت التيتان بتمزيقه وهو على هيئة ثور، وحول نفسه إله للهرب منهم. وبخلاف "ديونيسوس" فإن هناك العديد من الآثار الرومانية واليونانية في محافظات الجمهورية، حيث وجد العديد من الآثار الرومانية واليونانية بالإسكندرية، وذلك يرجع إلى حكم الإسكندر الأكبر والذي تمركز في الإسكندرية، وتم بناء حضارة الرومان بها، وأشهرهم المسرح الروماني والذي يقع في منطقة كوم الدكة، وأيضا حصن بابليون وعمود السواري وكوم الشقافة. وتوجد أيضًا بعض الآثار المعروفة في أسوان والتي ترجع إلى العصر الروماني، وأشهرها معبد فيلة الذي بناه الرومان والبطالمة من أجل عبادة آلهتهم، بجانب ذلك معبد دندرة ومعبد كالابشة، وبالمنيا تونة الجبل وهي منطقة بها مقابر لطيور الإيبيس وكان يقام فيها أعمال التحنيط قديمًا.