ألمانيا تكفرعن ذنوب "الهولوكست"ب3 غواصات لإسرائيل بثلث الثمن

كشف موقع "مونتير" الإسرائيلي بنسخته الإنجليزية عن تقرير زعمت فيه إسرائيل أن حصول مصر على 4 غواصات ألمانية بالإضافة لعدد من السفن لم يكن ليحدث لولا موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتناهو.
لكن التقرير لم يشر إلى الأسباب التي تقف وراء تغير الموقف الإسرائيلي، ولكن الكشف عن صفقة إسرائيلية جديدة لشراء 3 غواصات ألمانية، بثلثي الثمن، ربما يضع يوضح ذلك الأمر.
وأكد الموقع عن مباحثات سرية بين تل أبيب وبرلين نجحت فيها إسرائيل في ابتزاز ألمانيا، بالموافقة على تزويدها بالغواصات الجديدة، مقابل السماح لبرلين ببيع غواصات متطورة لمصر.
ربما يبدو الكلام غير منطقي، لكن طبيعة العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل تفسر كل شيء، حيث يسعى الألمان بكافة الطرق لإرضاء إسرائيل، وتعزيز قدراتها العسكرية، في محاولة للتكفير عن "ذنوبها" القديمة تجاه اليهود، أي المحارق النازية "الهولوكوست".
لكن التوقيع على الصفقة التي تبلغ قيمتها1.2 مليار يورو، تؤجل بعد ظهور شبهات فساد ورائها وفتح تحقيق في إسرائيل حول تورط مسئولين في المنظومة الأمنية والسياسية والذي يعرف بالملف 300.
ويقول الموقع إن الكشف عن هذه الشبهات أحرج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تمول ثلث الصفقة من جيوب دافعي الضرائب الألمان، الأمر الذي دفعها للمطالبة بإدراج بند في العقد، بإلغاء الصفقة حال إثبات وقائع فساد في إسرائيل.
وأضاف الموقع أن ميركل التي ستخوض الانتخابات في سبتمبر على ولاية أخرى، قد أرادت التوقيع على مذكرة التفاهم لشراء الغواصات بأقصى سرعة، لتوضيح سياستها مع إسرائيل.
كما أنها أرادت أن تضمن أنها حال خسرت في الانتخابات، فلن تكون هناك حاجة للحصول على موافقة سياسية جديدة من الحكومة الجديدة في ألمانيا لدفع الصفقة.
وقال الموقع إن حصول إسرائيل على 3 غواصات جديدة متطورة أمر منتهي، ليصبح إجمالي ما لديها من "الدولفين" خلال سنوات قليلة 9 غواصات، ومن المتوقع توقيع مذكرة التفاهم المعدلة خلال الأسابيع القادمة.
وحصلت إسرائيل على "الدولفين" الأولى خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 وقتها قررت الحكومة الألمانية تمويل بناء غواصتين من هذا النوع لإسرائيل، وفي وقت لاحق تقرر بناء غواصة ثالثة بتمويل ألماني إسرائيلي مشترك.
وصلت الغواصة الأولى من هذا النوع لإسرائيل في 27 يوليو 1999، والثانية في أكتوبر من نفس العام، فيما وصلت الثالثة عام 2000.
وفي بداية القرن ال 21، حجز سلاح البحرية الإسرائيلي ثلاثة غواصات من نوعا "دولفينAIP”، الأكثر تطورا، وتضم أنظمة تطيل من فترة بقائها تحت الماء.
ويتوقع أن تصل الغواصة الأحدث "دكار" عام 2019، وأن تكون أكثر تطورا وتحديثا، حيث تتميز بقدرتها على البقاء تحت الماء مدة أسبوعين، وتستطيع الاختفاء دون تتبع من أجهزة الرصد المتطور. بحسب بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتتميز غواصات "دولفين" الحديثة بإمكانية تجهيزها بصواريخ مزودة برؤوس نووية، تمتلك إسرائيل منها -بحسب التقديرات- بين 100 إلى 200 رأسًا.