"كدبة إبريل" المسمى الذي اشتهر به شهر إبريل بين شهور العام، حتى أصبح الأول من إبريل كل عام مسارًا للسخرية والخداع والمرح الذي تتزايد فيه طموحات وأحلام الكثيرين المزيفة، فيتجهون إلى ترك الواقع والبحث عن الحلم بالكذب في هذا اليوم. الرومان... وتعود جذور "كدبة إبريل" التاريخية إلى الرومان والإغريق المحتفلين بالفترة التي تسبق كذبة أبريل والتي تعرف بيوم الاعتدال الربيعي، والذي تغادر فيه الشمس نصف الكرة الجنوبي وتعبر الاستواء السماوي. وكان الاحتفال الروماني يُسمى هيلاريا، وكان يُقام تكريمًا لقيامة أتيس، فقد كانت تدل نهضته الأسطورية على انتهاء الشتاء وازدهار المحاصيل الزراعية، أي أن الاحتفالات برأس السنة تبدأ من 21 مارس وتستمر إلى 1 أبريل. تعليقات ساخرة... وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون بحسب التقويم القديم، تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون "كذبة إبريل"، لكن "قصص كانتربري" للكاتب جيفري شوسر التي تعود للقرن الرابع عشر تحمل حكايات عن "كذبة أبريل"، ما ينقض هذا الأصل "الغريغوري"، ثم إن هناك كثيرًا من الشعوب لديها طقوس أقدم من العصور الوسطى الأوروبية تشبه تمامًا "كذبة أبريل". وفي العصور الوسطي بفرنسا كانت الغالبية العظمى تعتقد أن بداية السنة هي الأول من يناير، لكن عددًا قليلًا كان يعتقد أنه الأقرب إلى عيد الفصح الذي يصادف أواخر مارس أو بداية أبريل. ولم يستمر ذلك حتى أعلن الملك شارل التاسع مرسوم روسيلون عام 1564 والذي أعلن فيه الاحتفال بالعام الجديد في الأول من يناير في فرنسا. وفي 1686 أعلن الفيلسوف الإنجليزي جون أوبري أن الأول من أبريل هو يوم كذبة أبريل. وخلال تقرير لها عام 1983، أكدت وكالة "أسوشيتدبرس" أصل كذبة إبريل قدمه أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن جوزيف بوسكن. أكدت نظرية "بوسكن"، أن تلك العادة بدأت مطلع القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين. فقد كان هناك مهرج للقصر يدعى كوغل قال أمام الإمبراطور، إن المهرجين يمكن أن يحكموا بشكل أفضل من الإمبراطور، ومن باب التسلية نصب الامبراطور مهرجه امبراطورًا ليوم واحد (في 1 أبريل)، حيث قرر كوغل نشر السخرية والمتعة في ذلك اليوم في أنحاء الإمبراطورية. وأعجب الإمبراطور بالفكرة وتسلى بها فصارت تقليدًا كل عام في ذات اليوم، وبعد أسابيع، اكتشفت الاسوشيتدبرس أنها وقعت في فخ "كذبة أبريل" وأن البروفيسور بوسكن لفق القصة تمامًا. الخدع الملتوية... يذكر أن أول رابطة بين الأول من أبريل والخدع الملتوية كانت قصة الثعلب والديك من حكايات كانتربري عام 1392 للكاتب جيوفري تشوسر، فقد عمل الثعلب على خداع الديك في أن يكون وليمته، وأما الديك فقد لعب عليه أيضًا، طلب الثعلب من الديك الغناء له، وأثناء غنائه انقض على حلقه. وحين طاردت بقية الحيوانات الثعلب أقنعه الديك في التهكم عليهم ما منحه مزيدًا من الوقت للهرب.