اختتمت اليوم في إسطنبول الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين روسياوأوكرانيا، في مسعى متجدد لإيجاد حل سلمي للنزاع المستمر بين البلدين. ورغم تباين الرؤى حول النقاط الجوهرية، خاصة وقف إطلاق النار، إلا أن الجولة شهدت بعض التوافقات على قضايا إنسانية، مما يُشير إلى أن مسار التفاوض، رغم بطئه وتعقيداته، لا يزال قائمًا. وتُظهر الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول أن الطريق نحو تسوية سلمية شاملة للنزاع لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات. بينما تم إحراز تقدم ملموس في القضايا الإنسانية وتبادل الأسرى والجثث، تظل النقاط الجوهرية المتعلقة بوقف إطلاق النار الشامل ولقاء القادة محل خلاف. ومع ذلك، فإن تبادل الوثائق، وتحديد موعد لجولة قادمة، واعتراف تركيا بأن النتائج 'لم تكن سلبية'، يُشير إلى أن قناة الحوار لا تزال مفتوحة، مما قد يمثل نقطة انطلاق لخطوات مستقبلية نحو السلام. تبادل الوثائق ومؤشرات على التقدم في القضايا الإنسانية تبادل الجانبان خلال هذه الجولة وثيقتين تتضمنان رؤية كل منهما لشروط ومبادئ التسوية السلمية. وقد أشار رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، إلى تحقيق 'حل للعديد من القضايا العملية'. أبرز هذه القضايا تمثلت في الاتفاق على أكبر عملية تبادل للأسرى، حيث سيتم تبادل المرضى والمصابين بجروح خطيرة على أساس صيغة 'الجميع مقابل الجميع'، إضافة إلى تبادل المقاتلين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا. كما تم التوافق على وقف إطلاق النار في مناطق معينة من الجبهة لسحب جثث الجنود القتلى، وهو ما يعكس جانبًا إنسانيًا قد يمهد لتفاهمات أوسع مستقبلًا. في سياق متصل، أعلن ميدينسكي أن روسيا عرضت على أوكرانيا 'وقفا لإطلاق النار' لمدة يومين إلى ثلاثة أيام في أجزاء معينة من الجبهة، مما يُشير إلى رغبة روسية في تخفيف حدة القتال بشكل محدود. كما تناول الوفد الروسي قضية الأطفال، مؤكداً أن روسيا لم تختطف أطفالاً بل 'تم إنقاذهم' من قبل الجنود الروس، وأن موسكو تلقت قائمة بأسماء 339 طفلًا وجدوا أنفسهم في وضع صعب. تباين الرؤى حول وقف إطلاق النار ولقاء القادة في المقابل، جاءت تصريحات وزير الدفاع الأوكراني، رستم عميروف، لتعكس حذرًا أكبر وتركيزًا على التباينات المتبقية. فقد أكد عميروف أنه 'لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو لقاء القادة خلال مفاوضات إسطنبول'. هذا التصريح يؤكد أن الفجوة لا تزال كبيرة بين الطرفين حول الجوانب العسكرية الجوهرية للنزاع. ومع ذلك، أكد عميروف ما ذكره الجانب الروسي حول الاتفاق على تبادل جميع الأسرى المرضى والجنود تحت سن 25 عامًا، وكذلك تبادل جثث القتلى وفق صيغة '6000 مقابل 6000'. كما أشار إلى أن كييف ستدرس 'مذكرة التفاهم' التي قدمها الوفد الروسي خلال أسبوع، وأن التنسيق للخطوات التالية سيعتمد على هذه الدراسة. الوفد الأوكراني اقترح أيضًا عقد اجتماع آخر في نهاية يونيو، مما يشير إلى استمرارية الحوار. جرت المفاوضات في قصر تشيراغان بإسطنبول، واستمرت لأكثر من ساعة، وتمت باللغة الروسية. شهدت الجولة الثانية مشاركة 12 عضوًا من الجانب الروسي و14 من الجانب الأوكراني، بحضور وفد تركي رفيع المستوى ضم وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن ورئيس هيئة أركان الجيش التركي. افتتح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المفاوضات بكلمة أكد فيها أن الرئيس أردوغان على اتصال ببوتين وزيلينسكي بشأن التسوية الأوكرانية، وأن بلاده سعيدة باستضافة الجولة وتأمل في تحقيق نتائج ملموسة. وأكد أنقرة جاهزة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل التوصل إلى سلام. وعلى الرغم من تأخر انطلاق المفاوضات بسبب عدم وصول رئيس الوفد الأوكراني في الوقت المحدد، إلا أن الخارجية التركية وصفت نتائج المحادثات بأنها 'لم تكن سلبية'، وهو ما يعطي بصيص أمل لاستمرارية العملية الدبلوماسية.