علاء عبد الوهاب يتوسط المشاركين فى الندوة أقام صالون "كتاب اليوم" الأسبوع الماضي، أولي ندواته الشهرية عن كتاب "عبقرية العقاد صاحب العبقريات" الصادر مؤخرا عن السلسلة الثقافية، من تأليف الكاتب الدكتور محمد فتحي فرج، وشارك في الندوة كل من: الدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة الزقازيق، الدكتور محمد متولي منصور أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر، والكاتب الصحفي علاء عبد الوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم، وذلك بقاعة أحمد رجب بالمبني الإداري لأخبار اليوم، أدارت الندوة الصحفية حسنات الحكيم، وأعقبها حفل توقيع، بحضور عدد كبير من المثقفين والإعلاميين. بدأت الحكيم الندوة، بمقدمة موجزة عن عباس محمود العقاد، فقالت: "أديب، شاعر، فيلسوف، سياسي، مؤرخ، صحفي، هو باختصار راهب في محراب الأدب والثقافة، ولد في قلب صعيد مصر، أسمر بلون طمي النيل، اتخذ من الكتاب ونسا، عاش ليقرأ ويكتب، لم يكمل تعليمه ولكنه علمنا كيف نحب العلم، كتب الرواية فكانت سارة التي مثلت تجربته في الحب، وخلاصة فلسفته أنك لاتحب حين تختار ولاتختار حين تحب، وأننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نموت، وحتي حين نحب". وتحدث الدكتور محمد متولي منصور مستعرضا لرؤيته النقدية حول محتوي الكتاب ومضمونه، والذي وجده شيئا محمودا من فرج أنه لم يسرد فقط آراء الكتاب والنقاد في كتابه، وإنما ذكر لنفسه رأيا شخصيا، فساق الحديث عن مفتاح الشخصية في مفهوم العقاد، والتي من بين مفاتيح شخصيته الحرية والكرامة الإنسانية، والجرأة الشديدة والتحدي، فالعقاد مثل القصر متعدد الأبواب، من أي باب أتيته وجدت مفتاح شخصيته، وتحدث أيضا عن العقاد عسكريا وزراعيا ومتصوفا وغير ذلك، كما حدد سمات العباقرة ومن بينها الإيمان بالدين والعلم والتفاؤل والمثابرة وروح المرح والفكاهة، كما أكد أن هناك أزمة دعوية في الضمير والأخلاق، والتعليم أيضا، فقال: "رحم الله أياما كنا نُدَّرس فيها في مناهجنا التربوية والتعليمية عبقريات العقاد، أين المناهج الآن من مثل هذه الدرر؟". ثم قدم الدكتور مدحت الجيار دراسة نقدية حول العقاد، فقال: "لقد تعرض الدكتور فرج لشخصية صعبة جدا، متعددة المهام والمواهب، وعطاها الله فرصة كبيرة جدا في الحياة، وهذا الأمر أتاح للعقاد فرصة عظيمة للكتابة والقراءة والمنازلات النقدية والثقافية والسياسية، فالعقاد كما نعلم كالأخطبوط، متشعب ومتشابك، ولكن يمكن أن يفسر بعضه البعض الآخر"، واستطرد: "لم نفهم العقاد إلا حينما تجاوزنا من العمر عتيا، وعندما بدأنا ندرسه بتمعن، لكنه في النهاية يصنف بأنه صاحب مدرسة رومانتيكية، إلا أنه جنح بها إلي التفلسف". كما استعرض الكاتب الصحفي علاء عبد الوهاب قصة هذا الكتاب حتي تم نشره، وأوضح أن المؤلف عندما قدمه الدكتور فرج كان في ثمانية فصول وليست ستة، ولكن نظرا للحجم الذي يلزمهم في السلسلة، إلي جانب الظروف الاقتصادية وبعض مشاكل التوزيع، تطلب ذلك أن يتم اختصاره بعض الشي، وأنهي حديثه: "لم يعد موجودا في الحقل الثقافي باختلاف مجالاته الروح التي كانت موجودة عندما بدأت العمل في الصحافة منذ 35 عاما، بأنه لا يهم من أين تبدأ الفكرة أو مراحلها، وإنما الأهم أن يصل منتج جيد ومحترم ومتميز إلي الجمهور الذي يتعطش لأقلام وجهود الباحثين". واختتم حديث المنصة الدكتور محمود فتحي فرج، قائلا: "عندما أمعنت النظر اكتشفت أن العقاد شخصية ثرية متعددة الجوانب، فكما يكون البيت ذو الواجهة الواحدة له مفتاح واحد، فهناك القصر متعدد الواجهات والذي يحتمل أكثر من بوابة وأكثر من مفتاح، فاتجهت إلي مفتاح آخر وهو النهم الشديد للمعرفة الذي كان وراء نجاحه وتميزه، وكذلك سبب من أسباب عزوفه عن مغريات الحياة وعدم اكتراثه بمتطلبات الإنسان العادية، ويضحي بكل غال وثمين لإشباع هذا الجانب الذي لا يقبل منافسا أو مزاحما".