مواكب المحتفلين تجوب شوارع الأقصر في ختام صوم العذراء (صور)    رئيس اقتصادية قناة السويس يشارك في مؤتمر "اليابان-إفريقيا" ويبحث مع شركات عالمية تفعيل مشروعات الهيدروجين الأخضر بقمة تيكاد 9    محافظ كفرالشيخ يبحث مع وفد وزارة الإسكان موقف المشروعات بالمحافظة    مدبولي يشارك في مأدبة عشاء رسمية أقامها رئيس وزراء اليابان لرؤساء الوفود بقمة تيكاد 9    أبو الغيط يدين إقرار الاحتلال خطة استيطانية تقوض فرص حل الدولتين    متابعة لحظة بلحظة.. الزمالك 0 - 0 مودرن سبورت    "الصحة": انخفاض معدل الإنجاب في القاهرة إلى 2.05    لم يرحمهم السيسي .. قانون الإيجار القديم يهدد بتشريد سكان المقابر فى الشوارع    محمد الشناوي يشكر من قدم العزاء في وفاة والده    مصدر ب"التعليم" يوضح موقف معلمي المواد الملغاة في الثانوية العامة    تراجع جماعي للبورصة المصرية وخسائر 5 مليارات جنيه    خلافات أسرية تتحول إلى مأساة بالدقهلية: مقتل سيدة وإصابة ابنتها طعنًا    سلوت: نيوكاسل من أفضل فرق البريميرليج.. وهذه مزايا ليوني    تنسيق الجامعات.. برنامج متميز بكلية التربية جامعة حلوان يؤهلك لسوق العمل الدولي    السيسي يصدر قانونًا بتعديل بعض أحكام قانون الرياضة    القضاء على أخطر بؤرة إجرامية في أسوان ومصرع عناصرها عقب تبادل لإطلاق النيران مع قوات الشرطة    تُطلقها السكة الحديد اليوم.. ما هي خدمة ""Premium"؟    مفاجأة في تحليل المخدرات.. قرار عاجل من النيابة بشأن سائق حادث الشاطبي    خبراء سوق المال: قطاعا الأسمنت والأدوية يعززان النمو في البورصة    العمر مجرد رقم.. قصة عروسين يتحديان السن ويدخلان عش الزوجية فى المنوفية بعد سن ل70    خالد الجندي: الإسلام لا يقبل التجزئة ويجب فهم شروط "لا إله إلا الله"    هل يستجاب دعاء الأم على أولادها وقت الغضب؟.. أمين الفتوى يجيب    أسعار سيارات ديبال رسميا في مصر    متصلة: بنت خالتي عايزة تتزوج عرفي وهي متزوجة من شخص آخر.. أمين الفتوى يرد    القدس للدراسات: الحديث عن احتلال غزة جزء من مشروع «إسرائيل الكبرى»    محافظ شمال سيناء يبحث مع نائب وزير الصحة تعزيز تنفيذ خطة السكان والتنمية    رحيل الشاعر الكبير مصطفى السعدني صاحب «ياست الناس يامنصوره»    «العربية للعلوم » تفتح أبوابها للطلاب بمعرض أخبار اليوم للتعليم العالي    قمة الإبداع الإعلامي تناقش تحديات صناعة الأخبار في عصر الفوضى المعلوماتية    الإسماعيلي يتلقى ضربة جديدة قبل مواجهة الطلائع في الدوري    رئيس المعاهد الأزهرية يتفقد المشروع الصيفي للقرآن الكريم بأسوان    لا أستطيع أن أسامح من ظلمنى.. فهل هذا حرام؟ شاهد رد أمين الفتوى    بقيمة 8 ملايين جنيه.. الداخلية توجه ضربات قوية لتجار العملة غير المشروعة    أول رد رسمي على أنباء توقف أعمال الحفر في ستاد الأهلي    7 عروض أجنبية في الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    لبنان.. بدء المرحلة الأولى من تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية    جيش الاحتلال يعلن إصابة جندي بنيران المقاومة شمال غزة    195 عضوًا بمجلس الشيوخ يمثلون 12 حزبًا.. و3 مستقلين يخوضون الإعادة على 5 مقاعد في مواجهة 7 حزبيين    رغم قرار رحيله.. دوناروما يتدرب مع سان جيرمان    نقيب الأطباء: نرحب بجميع المرشحين ونؤكد على أهمية المشاركة بالانتخابات    القصة الكاملة لتحويل بدرية طلبة للتحقيق: بدأت بتجاوزات وانتهت بمجلس التأديب    لو كنت من مواليد برج العقرب استعد لأهم أيام حظك.. تستمر 3 أسابيع    أحمد سعد يتألق في مهرجان الشواطئ بالمغرب.. والجمهور يحتفل بعيد ميلاده (صور)    "جهاز الاتصالات" يصدر تقرير نتائج قياسات جودة خدمة شبكات المحمول للربع الثاني    وكيل مجلس النواب: زيارة الرئيس السيسي للسعودية تعكس عمق العلاقات بين البلدين    الجيش الروسي يحرر بلدة ألكسندر شولتينو في جمهورية دونيتسك الشعبية    جنايات بنها تنظر أولى جلسات محاكمة المتهم بخطف طفلة والتعدى عليها بشبين القناطر    وكيل صحة الإسماعيلية تفاجئ وحدة طب أسرة الشهيد خيرى وتحيل المقصرين للتحقيق    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في نهاية تعاملات الخميس    الزمالك يناشد رئيس الجمهورية بعد سحب ملكية أرض أكتوبر    جامعة أسيوط تعلن مواعيد الكشف الطبي للطلاب الجدد    تقرير: تطور مفاجئ في مفاوضات تجديد عقد فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد    في جولة مفاجئة.. عميد طب قصر العيني يطمئن على المرضى ويوجه بدعم الفرق الطبية    نائب وزير الصحة يشارك في ختام فعاليات المؤتمر العلمي الشامل لزراعة الأسنان بمستشفى العلمين    مدبولي: نتطلع لجذب صناعات السيارات وتوطين تكنولوجيا تحلية مياه البحر    الداخلية: تحرير 126 مخالفة للمحال المخالفة لقرار الغلق لترشيد استهلاك الكهرباء    حبس عامل صور السيدات داخل الحمام في كافية بالنزهة    توسيع الترسانة النووية.. رهان جديد ل زعيم كوريا الشمالية ردًا على مناورات واشنطن وسيول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بكل أدب
عن هذه الغابة الرمزية
نشر في أخبار الأدب يوم 19 - 06 - 2010

أكتب بعد ساعات من إخراج جثة الشاب السكندري خالد سعيد بقرار من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود لإعادة تشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة بواسطة لجنة ثلاثية عليا من الطب الشرعي.
ولن يعيد التقرير الجديد الشاب إلي الحياة التي لم يتذوقها بعد، لكنه قد يعيد إلينا بعض الأمان علي أبنائنا، وبعض الثقة في مستقبل لهذا البلد الذي يتحول إلي غابة ليس فيها خضرة الغابات. غابة توشك علي الاختناق عطشًا، لكنها مع ذلك تؤوي وحوشًا بعضها عديم الرحمة والبعض عديم الضمير.
نحترم ما تعنيه مؤسسات الدولة، ونعرف ضرورتها، وبين هذه المؤسسات جهاز الشرطة، علي الرغم من التجاوزات التي تحدث كل يوم بسبب انتفاء المسافة بين الشخص والوظيفة، وهو أمر يمكن أن يحدث في كل بلاد الدنيا، ويتحول إلي قاعدة في ظل الأحكام العرفية وانسداد الطريق السياسي كما في مصر الآن.
تعايشنا مع قوانين الغابة في حدود يمكن للضمير أن يحتملها مكرهًا، علي أمل تغييرها، ولكن عندما يصل التغول إلي حد القتل، تصبح الدولة كلها في خطر؛ تصير الغابة مهددة بالحريق.
مابين الوجه المبتسم لمراهق وسيم وبين صورة الجثة المهشمة الأسنان مسافة من الرعب والأسي سيقطعها مراراً في أحلامه كل من رأي الصورتين.
وأنا أكتب الآن قبل أن يصدر تقرير اللجنة العليا للتشريح. وإلي أن يصدر التقرير هناك روايتان للواقعة: واحدة رسمية مدعمة بتقرير من طبيب شرعي وكتابات صحفية وضع أصحابها أنفسهم جنوداً في خدمة هذه الرواية التي تقول بأن الشاب صاحب سوابق في المخدرات، وأن المخبرين فاجآه في مقهي النت فابتلع لفافة بانجو واختنق بها، وهناك رواية غير رسمية لدي الأسرة والشهود تؤكد أن رجلي الأمن ضرباه حتي الموت بسبب فيديو يريد أن يرفعه علي الإنترنت يدين ضباطًا في قسم الشرطة، وهي الرواية التي صدقها الرأي العام وحملها شباب من عمر خالد يعانون الولع نفسه، ولع الإعلام الجديد، وقد وصلت مجموعته علي الفيس بوك إلي مائة وخمسين ألفًا في يوم واحد، ومازالت.
ولاأريد أن أستبق لجنة التشريح، علي الرغم من أن الورم والتهشيم بالوجه واللون الأزرق لا يمكن أن يسند ادعاء أنها آثار التشريح، إذ لا تزرق الشاة بعد ذبحها، وعندما تثبت اللجنة تهمة القتل لابد أن ينال الوحوش القتلة جزاءهم، هذه مسئولية الدولة، عندما يسرها ألا تكون غابة.
وعلي درجة الأهمية نفسها لابد من محاسبة الطبيب الذي دعم رواية الشرطة والصحفيين والإعلاميين الذين تطوعوا بتلويث الضحية بادعاءات الإدمان والتهرب من الخدمة العسكرية وغير ذلك من تهم، ناسين أن كل ما ينقلونه كالببغاوات عن ضباط صغار لا يبرر القتل، وإلا ما فائدة المحاكم والسجون في جنبات الغابة؟!
إن لم نكن جديرين ببناء دولة؛ فلنبن علي الأقل غابة. وحيوانات الغابة تغضب فتقتل وتجوع فتأكل، لكنها أبدًا لا تعرف نقيصة الشهادة الزور، وليس بينها من يخالف ضميره ليلبس مركوبًا بعد حفاء أو ليسكن قصرًا بعد تشرد أو ليلبس بعد الضني حرير في حرير.
لابد من ملاحقة قضائية لهذه الكائنات الخطرة علي مستقبلنا، التي تعرقل فرص التغيير، وتلوث شرف مهنة الصحافة وتقوض الصحف وأجهزة الإعلام وتجعلها غير جديرة بالثقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.