تعرف على أسعار الذهب اليوم السبت 10 مايو 2025    آخر تطورات الحرب بين الهند وباكستان| بدء مواجهات عسكرية جديدة    الرئيس السيسي: أشكر بوتين على كرم الضيافة وأهنئ الشعب الروسي بعيد النصر    اليوم.. محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"    اليوم.. بدء الموجة ال 26 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    «المضارين من قانون الإيجار القديم» توضح مطالبها من القانون الجديد (تفاصيل)    أسعار الخضروات والأسماك اليوم السبت 10 مايو بسوق العبور للجملة    تكريم مجدي يعقوب ورواد الطب بنقابة الأطباء اليوم    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة سوهاج لجميع المراحل الدراسية    مسيرات باكستانية تحلق في سماء نيودلهي وسط تصاعد التوترات    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. ظهور مرموش ومدرب الأهلي المحتمل    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 10 مايو 2025    «احذر الخروج في هذه الأوقات».. الأرصاد تُصدر نشرة طقس عاجلة اليوم السبت 10 مايو 2025    "جميعها حالات اختناق".. إصابة 11 جراء حريق قويسنا بالمنوفية (صور)    حبس لص المساكن بالخليفة    الصحة تكشف 7 فوائد للاهتمام بالحالة النفسية للأطفال    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    الرئيس السيسي يعود إلى مصر بعد حضوره احتفالات عيد النصر بموسكو    طحالب خضراء تسد الفجوة بنسبة 15%| «الكلوريلا».. مستقبل إنتاج الأعلاف    كلبشت في إيده وعايزة تحضنه، مقطع الفيديو الذي تسبب في طلاق أردنية بسبب راغب علامة    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    طريقة عمل الخبيزة، أكلة شعبية لذيذة وسهلة التحضير    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    تعرف على منافس منتخب مصر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    «بنسبة 90%».. إبراهيم فايق يكشف مدرب الأهلي الجديد    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    ضبط تشكيل عصابي انتحلوا صفة لسرقة المواطنين بعين شمس    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



40مليار دولار استثمارات صناعة السيارات ذاتية القيادة 2025
نشر في أخبار الأدب يوم 10 - 06 - 2019

- اختبارها في الشوارع العامة بدول أوروبية وخليجية و6 ولايات أمريكية
- سيارة جوجل قطعت 500 ألف كم بدون حادثة
- من المسئول عن حوادثها "الشركة المنتجة أم المالك"؟
لم تعد الوظيفة الأساسية للسيارة بوصفها أداة تنقل هي الشغل الشاغل لمصنعي السيارات، بل يسعي هؤلاء المصنعون إلي توظيف التكنولوجيا الحديثة لتطوير أسلوب الحياة لتصبح أكثر عصرية وجعل السيارة أداة للتنقل الذكي من أجل الاستفادة بما توفره تلك التكنولوجيا المتطورة من أقصي درجات الراحة والرفاهية والأمان والحد من التلوث البيئي وخفض معدلات حوادث الطرق وغيرها من المميزات، وتشهد صناعة السيارات العالمية تطوراً ملحوظاً وتنافساً محتدماً بين الشركات المصنعة التي تسعى إلى تطوير وتحديث منتجاتها باستمرار من خلال استفادتها من التقدم العلمى والتكنولوجى الحديث والمتسارع، وتسخير تلك الإمكانات لتقديم سيارات متنوعة تحوى تقنيات حديثة ومثيرة .
تتبارى الشركات العالمية فيما بينها لتقديم بعض نماذج سيارات المستقبل الجديدة التى تجمع بين التكنولوجيا المتطورة وصداقة البيئة وإجراء أبحاث لتطويرمواصفاتها كالسيارة ذاتية القيادة التى كانت تعد بمثابة حلم بعيد المنال يصعب تحقيقه على مرأى ومسمع من قائدى السيارات، ولكن مع التقدم التكنولوجى الهائل الذى يشهده عالم السيارات عاما تلو الأخر، اتجه عدد من الشركات العالمية التى لإطلاق نموذجاً للسيارة ذاتية القيادة فى بعض دول العالم المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية والنرويج واليابان كما تسعى ألمانيا وتحديداً العلامة التجارية العريقة "بى إم دبليو" التى تعمل على قدم وساق من أجل إطلاق سيارة ذاتية القيادة على نطاق تجاري بحلول عام 2021، والتى تجسد رؤية جديدة للقيادة المبتكرة التى تتيح قيادة ذاتية واتصال رقمى وتصميم داخلى مبتكر للسيارة الذكية .
تتميز السيارة ذاتية القيادة بقدرتها على استشعار البيئة المحيطة بها والملاحة دون تدخل بشرى، ويجرى تطوير وتحديث تلك النوعية من السيارات الذكية ، وتحرص شركات السيارات سواء اليابانية أو الأمريكية أو الأوروبية باستمرار على التميز التكنولوجى فيما تقدمه من إنتاج ، لتحقق أحلام عملائها فى امتلاك سيارة توفر لهم المزيد من الرفاهية والسرعة والقوة والراحة والأمان ، وقد قامت تلك الشركات العالمية بترجمة الحلم وتحويله إلى حقيقة وواقع ملموس ، حيث نجحت فى تصنيع سيارة ذاتية القيادة تستطيع السير فى الشوارع العادية دون أدنى تدخل بشرى .
وهناك العديد من المشكلات أوالمعوقات التى تقف حائلاً دون انتشار تلك السيارات الذكية فى الشارع المصرى حسبما يرى المهندس محمد عبد الحميد ، مدير الجودة بالشركة العربية الأمريكية للسيارات منها : صعوبة تحديد المسئول قانوناً عن حوادث السيارة هل هى الشركة المنتجة لها ، أم مالكها ؟ ، كما تسمح إدارات المرور بترخيص تلك السيارات حتى الآن ، فالولايات المتحدة الأمريكية تضع الأمر محل بحث ودراسة ، بينما قامت حكومات الفرنسية والسويسرية بالسماح باختبار بعض النماذج للسيارات ذاتية القيادة على أراضيها لكنها لم تسمح قانونياً بعد بشراء أو ترخيص تلك السيارات ، أيضاً هناك بعض القرارات المصيرية التى ستترك للسيارة لتواجهها منفردة ، ففى حال ظهور شخص ما بشكل مفاجئ أمام السيارة ولا يمكنها تفاديه ، هل ستخرج عن الطريق المخصص لها لتفاديه ، أم ستستمر فى سيرها مع تفعيل الفرامل لأقصى درجة ؟ ، ويضيف أن تلك النوعية من السيارات ذاتية القيادة تفتقر إلى الأداء بشكل جيد فى ظل الظروف الجوية السيئة كتساقط الأمطار الغزيرة ، ما يؤدى إلى حدوث خلل فى التواصل مع باقى أنظمة السيارة ، كما يؤثر تساقط الجليد فى بعض الأحيان سلباً على حساسات السيارة ، ليس هذا فحسب بل أن تلك السيارة تتطلب توافر الخرائط المجهزة لسيرها على الطريق ، لتوضح مسارها وتخبرها بكافة المعلومات عن الطريق وعيوبه والسرعات المقررة المتبعة ، الأمر الذى دفع الكثير من الشركات المصنعة لتلك النوعية من السيارات إلى إنتاج خرائط خاصة بها تفى بهذا الغرض ، لافتاً إلى العديد من الدراسات التى أجرتها الشركات المصنعة للسيارة ذاتية القيادة التى أثبتت افتقار مالك تلك السيارة الذكية للخصوصية بسبب إرسالها معلومات لأنظمة مختلفة أثناء سيرها ، لذا يوجد قطاع ليس بقليل يرفض شراء السيارة ذاتية القيادة ، حيث يرون أنها تشكل بعض الخطورة والمغامرة غير المحسوبة .
يظن البعض أن تاريخ السيارات الذاتية القيادة يعود لبضع سنوات، لكن التجارب العملية التى أجريت على تلك النوعية من السيارات بدأت منذ خمسينيات القرن الماضى ، في حين ظهرت أول سيارات ذاتية القيادة حقيقية فى ثمانينيات ذلك القرن من خلال مختبرات "نافلاب" التابعة لجامعة كارنيجى ميلون فى عام 1984، ومشروع مرسيدس بنز وجامعة بندسويهر فى ميونخ بألمانيا فى عام 1987 ، ومنذ ذلك التاريخ قامت العديد من الشركات الكبرى والمنظمات البحثية بتطوير ما لديها من نماذج أولية عاملة للسيارات ذاتية القيادة، وأخذ يتسارع تطوير تلك السيارات بشكل كبير بمشاركة أكثر من 35 شركة سيارات وتقنية، من بينها شركات جنرال موتورز ، وتويوتا ،وآبل ، وجوجل ، وإنتل وأودى ، وبى أم دبليو ، وتسلا ، وأوبر ، وفورد، وغيرها .
وفى عام 2009 بدأت شركة جوجل بالعمل على تصنيع وتطوير تقنية القيادة الذاتية للاعتماد عليها فى إنتاج سيارة ذاتية القيادة، واختبرت تلك التقنية مع سيارات تويوتا على الطرق السريعة بولاية كاليفورنيا الأمريكية فى العام ذاته ، وفى مايو 2012
أصدرت ولاية نيفادا بالولايات المتحدة أول رخصة لسيارة ذاتية القيادة، وفى ذلك العام أعلنت جوجل أن سياراتها أكملت نصف مليون كيلومتر من القيادة الذاتية على الطرق السريعة دون وقوع حوادث ، وفى يوليو 2013 استعرضت شركة فيسلاب التابعة لجامعة بارما الإيطالية المركبة "برايف" التى كانت تسير ذاتيا على شوارع متعددة مفتوحة لحركة المرور العامة، وفى 2015 سمحت خمس ولايات أميركية نيفادا ، وفلوريدا ، وكاليفورنيا ، وفيرجينيا ، وميتشيجان ، إلى جانب واشنطن العاصمة باختبار السيارات الذاتية القيادة الكاملة على الطرقات العامة ، وفى العام ذاته بدأت التجارب على هذا النوع من السيارات فى دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا التى قامت باختبار سيارات آلية فى الشوارع العامة .
وقد اتجهت شركات تصنيع السيارات إلى زيادة استثماراتها فى صناعة السيارات ذاتية القيادة، حيث يتوقع أن يصل حجمها إلى نحو 40 مليار دولار بحلول عام 2025، ولاسيما فى ظل التزايد الحالى للسيارات المزودة بشكل من أنواع القيادة الذاتية ، وبينما تستطيع بعض السيارات الذكية الموجودة حالياً تغيير مسارها بشكل تلقائى، وركن نفسها بنفسها، فمن المتوقع أيضاً فى المستقبل القريب أن تتولى السيارات ذاتية القيادة عملية القيادة بأكملها من بداية الرحلة حتى نهايتها، أما سائقها فسيكون منشغلاً بأمور أخرى كعقد اجتماعات عبر الهاتف، أو مشاهدة الفيديوهات حيث ستوفر له الراحة والاسترخاء ، وتواصل كبرى شركات السيارات ضخ المزيد من استثماراتها الضخمة فى هذه السوق، ويتوقع كثيرون أنه فى غضون السنوات القادمة ستختفى السيارات التقليدية، لتحل بدلًا منها السيارات ذاتية القيادة فائقة التكنولوجيا .
- الدكتور سعد الزنط ، مدير مركز العربى للدراسات الاستراتيجية وخبير النقل يرى أنه قبل تناول ملف سيارات المستقبل فى مصر لابد أن نتحدث أولاً عن ملف النقل والمرور فى مصر ، ففى بادئ الأمر لابد أن يتوافر لدينا شوارع مناسبة وطرق صالحة وممهدة وقوانين مرورية رادعة تناسب وجود سيارات المستتقبل ، فالسيارة ذاتية القيادة تتطلب وجود إشارات تقاطع الطرق وغيرها من عناصر البنية التحتية القادرة علي التواصل مع السيارة لإرسال ما يفيد بحالة الإشارة على سبيل المثال هل هى حمراء أم صفراء أم خضراء ؟ ، لذا لابد من تطوير البنية التحتية من أجل انتشار تلك النوعية من السيارات فى المستقبل ، وتعمل الدولة بالفعل على إصلاح البنية التحتية من خلال تطوير منظومة الطرق ، حيث أنشأت نحو 5000 كم من الطرق الجديدة ويجرى تطوير نحو 3000 طريق جديد ، ضمن خطة شبكة الطرق القومية الموضوعة لإنشاء وإصلاح وتطوير الطرق حتى عام 2030 ، والتى ستساهم فى حل أزمات عدة موجودة على أرض الواقع ، موضحاً أن الدولة تتجه حالياً نحو تصنيع السيارات الكهربائية حيث وقعت الحكومة المصرية مؤخراً اتفاقية وإحدى الشركات الصينية لتصنيع حافلات كهربائية تخدم قطاعا عريضا من الشعب ، وبناء عليه لابد من العمل على إصلاح وتطوير الطرق التقليدية لاستيعاب السيارات الذكية فى المستقبل ، حيث إن العالم سيتغير تماماً فى عام 2030 ، حيث ستطغى التكنولوجيا على كافة المجالات أكثر مما هى عليه الآن ، كما ستلجأ شركات السيارات العالمية إلى استخدام السيارت ذاتية القيادة والطائرة وغيرها من السيارات الذكية ، ولاسيما أن مستقبل الطاقة بات غير مضموناً ، لذا قررت كثير من دول العالم الاعتماد على بدائل الطاقة كاستخدام الطاقة الشمسية .
تتعدد مزايا السيارة ذاتية القيادة ومن أبرزها القضاء على الازدحام والتكدس المروى ، وذلك وفقاً لأحدث تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى السيارات ذاتية القيادة بعد أن خلص تقرير الذى أشار إلى أن استخدام السيارات ذاتية القيادة قد يقلل زمن متوسط الرحلة بنسبة 4% في بعض المدن مثل مدينة بوسطن الأمريكية، وهذا يسرى على قاطنى المناطق المحيطة بالمدينة، فيما استعانت الدراسة الصادرة عن ذلك المنتدى العالمى بمحاكاة معقدة للمرور وكيفية التفاعل بين المركبات معتمدة على العميل فى مدينة بوسطن للوصول إلى الاستنتاجات والأرقام التى تضمنت بيانات الرحلات لأكثر من مليونى راكب يومياً ، وعلى الرغم من توافر الشعور بالتفاؤل لإيجاد حل لمشكلة الازدحام فى مدينة بوسطن، توقعت المحاكاة انخفاض الرحلات الشخصية بنحو 20% لتتحول إلى رحلات مدفوعة تسيرها شركات متعددة مثل أوبر ووايمو ، وقد يبدو هذا أمراً إيجابياً ، كما أشار التقرير أيضاً إلى أنه ينبغى على صناع القرار التدخل لإحداث تغييرات فى البنية التحتية المحلية للتأثير فعلياً على حركة المرور ، على سبيل المثال القيام بفرض ضرائب على عدد الكيلومترات التى تقطعها سيارات الراكب الواحد ، واستخدام جوانب الشوارع للوقوف ، وإيجاد مساحة لحارات الدراجات الهوائية أو مناطق التحميل أو تخصيص حارات كاملة للسيارات ذاتية القيادة ، وجاءت النتائج واعدة، إذ تمكنت الضرائب على الكيلومترات من تقليل زمن التنقل بنسبة بلغت نحو 15.5 % .
ليس هذا فحسب بل تساهم السيارة ذاتية القيادة فى رفع كفاءة الوقود والحد من كمية الانبعاثات الكلية ، كما توفر الراحة والاسترخاء من خلال عدم الاضطرار إلى النظر إلى خلفية السيارة التى أمامك أثناء الازدحام، وعليك فقط أن تسترخى فى سيارتك وتدعها تتولى القيادة، فماذا يهمك إن قضيت وقتًا إضافيًا بنسبة 5% على الطريق؟ بدأت شركات ليفت وأوبر ووايو بنشر سياراتها ذاتية القيادة العمومية والخاصة .
وبالرغم مما تقدمه السيارة ذاتية القيادة من راحة ورفاهية ومميزات عدة إلا أنها قد تفتقر لبعض الأمان كما يمكن أن تتسبب فى حدوث ما لا يحمد عقباه ، فقد لقى رجل لم يتجاوز الأربعين عاما حتفه فى حادثة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ السيارات ذاتية القيادة ، جراء قيادته سيارة تيسلا ذاتية القيادة موديل 2015 إس المزودة بنظام يمكن السائق من ترك عجلة القيادة لتتولى السيارة ذاتها تلك المهمة ، وقد وقع الحادث عندما كانت تسير على وضع القيادة الآلية ولم تتمكن من التعرف على وضع الشاحنة التى كانت تسير بجانبها ، وحدث خلل فى النظام ما أدى إلى وفاة ذلك الرجل الذى راح ضحية الحادث كما أصيب سائق الشاحنة بإصابات بالغة ، وقد أعرب "إيلون موسك" الرئيس التنفيذى لشركة تيسلا عبر حسابه الرسمى على موقع تويتر عن خالص مواساته وتعازيه لأسر الضحية ووصف فقدانه بالخسارة المأساوية .
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة ، هل عقب مرور أعوام من التجارب وإطلاق طرازات من السيارات ذاتية القيادة بنسب مختلفة فى دول العالم المتقدمة، هل يمكن أن نرى فى المستقبل القريب سيارة ذاتية القيادة تحمل ركابا فى الشوارع ؟ ، الباحثون فى مجال القيادة الذاتية، أجابوا عن ذلك التساؤل حيث يتوقعون أن يستغرق تحقيق هذا الأمر على أرض الواقع نحو 10 سنوات قبل أن تقل السيارات ذاتية القيادة الركاب، فيما يرى آخرون أن الأمر سيستغرق عقوداً ، وذلك بالرغم من بدء تسيير تلك المركبات فى الشوارع منذ سنوات .
وقد أشارت وكالة "أسوشييتد برس" فى تقرير صادر لها، إلى وجود بعض المعوقات أو التحديات التى تمنع الركاب من الشعور بالراحة والاسترخاء أثناء تواجدهم داخل السيارة ذاتية القيادة ، وقد أوجزتها فى 5 نقاط هى :
الثلوج والطقس
ربما يشعر كل من يقود السيارة فى شوارع مغطاة بالثلوج بمعاناة شديدة، لكن المشكلة تكون أكبر للسيارات ذاتية القيادة مع اختفاء الثلوج المتراكمة الخطوط التى تحدد مسارات السير ، فالسيارة ذاتية القيادة تعتمد على كاميرات لرصد الطريق، وعندما تتساقط الأمطار الغزيرة أو الثلوج أويزداد الضباب الكثيف أو العواصف الرملية ، يتسبب ذلك الطقس السيئ فى فقدان قدرة السيارة على تمييز الطريق الذى تسير عليه ، حتى فى ظل وجود رادار يميز وجود أجسام لكنه لا يستطيع تحديد أشكالها، كى يتعرف عليها الحاسوب المشغل للسيارة .
خطوط ومنعطفات
فى كل مكان فى العالم تختلف الخطوط التى تحدد أماكن التوقف والانعطاف وحدود المسارات على الطرق، وفى بعض المدن والبلدان تختفى خطوط الطريق تماماً ، وتعد إحدى المشكلات التى تواجه السيارة ذاتية القيادة ، إذ إنه بهذا الوضع يتحتم على السيارة أن تتعلم الخطوط فى كل مدينة على حدة .
البشر
يتعين على السيارات ذاتية القيادة فى الوقت الراهن أو فى المستقبل القريب أن تتعامل مع قائدى السيارات والمشاة الذين قد لا يلتزمون بالقواعد ومن بينها على سبيل المثال صف السيارة فى مكان مخالف أو المرور من غير أماكن مرور المشاة، ما قد يتسبب أحيانا فى حدوث إرباك للسيارة ذاتية القيادة .
الانعطاف يساراً
فى الولايات المتحدة يمكنك الانعطاف إلى اليسار بالسيارة ذاتية القيادة فى حال عدم وجود سهم أخضر ، فى حال عدم وجود سيارات مارة فى ذلك الاتجاه ، هذا القرار يعد بمثابة أحد المعوقات للسائقين فى بعض الأحيان وكذلك للسيارات ذاتية القيادة ، ويقول الرئيس التنفيذى لشركة "وايمو" جون كرافتشيك " : أن الأشياء التى تمثل تحدياً للبشر تمثل تحديا لنا كذلك .
المستهلك
حادث السير القاتل الذى تورطت فيه سيارة ذاتية القيادة تابعة لشركة "أوبر" العام المنصرم فى فينيكس لم يتسبب فقط فى وقف التجارب لفترة، ولكنه أثار كذلك شكوك المستهلكين المستقبلين لتلك التكنولوجيا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.