توفي والدها أخر سند لها في الحياة بعد أن طلقها زوجها لعدم الإنجاب أصبحت وحيدة بين أربعة جدران هم كل ما تبقي لها من حطام الدنيا لكنها لم تعلم أن هذه الشقة التي كانت محل طفولتها وصباها وشهدت علي أجمل لحظات حياتها التي تنعمت بها في أحضان والديها، أنها ستكون سبب شقائها وأخوتها.. منذ وفاة والدها بدأ صاحب البيت وولده في مضايقتها فهي إمرأة وحيدة وأشقائها متزوجون جميعا.. و دأبوا علي الإساءة لها ولحقوق الجيرة ليجبرونها علي ترك شقة والدها التي تقيم فيها كأمتداد للعلاقة الايجارية لوالدها الذي كان مستأجرا لهذه الشقة بالقانون القديم حتي وصل الأمر إلي التحرش بها فهي مطلقة ولن يدافع عنها أحد من وجهة نظرهم.. تحملت الإبنة كل ما تعرضت له من إهانات وسب وقذف لأنها لا تجد مأوي لها سوي هذه الجدران الأربع رغم كل ما تسببه لها من معاناة. لكنها فوجئت في أحد الأيام بأحد الجيران بالمنطقة يخبرها أن هناك شائعة تتردد حولها بأنها تدير وأخوتها هذه الشقة للإتجار في المخدرات وأن صاحب العقار يحاول بشتي الطرق التخلص منها.. جن جنونها وتوجهت إليه حيث كان يجلس في المطعم الخاص به أسفل العقار الذي تتواجد به الشقة محل النزاع وعاتبته عما يحاول أن يلحقه بها وبأخوتها من سمعة سيئة و إتهام خطير قد يودي بمستقبلهم.. لم تجد منه سوي الإستهانة بها والغضب والتهديد لترك الشقة.. تركته وإنصرفت إلي الإتصال بأخواتها لتطلعهم للمرة الاولي عما تتعرض له فقد كانت حريصة علي ألا تدخلهم في هذا الصراع خوفا عليهم ولأن كل منهم منشغلا بحياته وأبنائه وليس في حاجة إلي مزيد من المشكلات.. لكنها خشيت من تطور الأمر بعد أن سمعت بهذا الإتهام وهذه السمعة المشينة بين الجيران. هم الإخوة رجل وإمرأتين للتجمع ومساعدة شقيقتهم وتوجهوا إلي مطعم الفول والطعمية الخاص به ودب شجار عنيف بينهم وأثناء التراشق بالألفاظ والتشابك بالأيدي حرض الأب إبنه علي قتل الأشقاء الثلاثة قائلا: تخلص منهم جميعا.. لم يتردد الإبن في تنفيذ أوامر والده ولم يجد أمامه سوي طاسة الزيت المغلي للطعمية وحملها وألقي ما بها من زيت عليهم.. تعالت الصرخات وتجمهر الأهالي في محاولة لإنقاذهم من الحروق الشديدة التي لحقت بهم وشوهت وجوههم وتم نقلهم إلي المستشفي وألقت الشرطة القبض علي المتهمين وأحيلوا إلي محكمة جنايات القاهرة بعد أن ثبتت عليهم التهمة بشهادة الشهود وبعد التقرير الطبي الذي أفاد إصابة الثلاث ضحايا بعاهات مستديمة.. قضت المحكمة بمعاقبة الأبن ووالده بالسجن المشدد 3 سنوات، صدر الحكم برئاسة المستشار مصطفي الكومي وبعضوية المستشارين عبدالغفار جاد الله وعلاء بهمان.