سلوي عفيفى قال تعالي: »وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» تأملوا الآية التي تعني أن الله فضل الشعوب أولا لتماسكها ووحدتها ثم جاء بعد ذلك القبائل التي تتميز بالقبلية والتفرق. لذلك دائما قوتنا في شعبنا... فنحن شعب موجود قبل التاريخ ما كان موجودا… زمان ايّام الأعياد والمناسبات السعيدة (مثل الاحتفال بشم النسيم) كنّا نحتفل مع الأصدقاء قبل الأهل في هذه المناسبة السعيدة في معظم الأحيان … ومع الدنيا ربيع والجو بديع نسافر مجموعات من أسر الأهل والأصدقاء الي " العزبة " كما كانوا يطلقون عليها والتي سميت بعد ذلك باسم " البلد " او "الارض " … يوم جميل يبدأ منذ الصباح الباكر وحتي غروب الشمس …مائدة الطعام في هذه المناسبة تضم المسلم والمسيحي …نأكل في طبق واحد ابتداء من البيض الملون والفسيخ والسردين في الفطار ونستمر في تقديم أطباق الغداء وبصفة خاصة في عيد الربيع ورق العنب والملوخية الخضراء حتي تكون (سنة خضراء)… اما البصل الأخضر يوم شم النسيم فيعتبر الزهور التي تزيد كل مائدة او حتي طبلية … كان شم النسيم في الماضي يوما للسعادة والاجتماع مع كل قريب وصديق ولقمة هنية تكفي ميه … ضحك ولعب وجد وحب وتماسك وانتماء هذه الأيام تبدل الحال وأصبحت كل أسرة في حالها … أصبح عندنا آلاف من »الكومباوند» المغلق علي أصحابه وضاعت تماما الروابط الاجتماعية وفرحة اللقاء والتجمع حول مائدة شم النسيم. والجديد الذي حل علينا الساحل الشمالي الذي يجمع كل من هب ودب من كافة المستويات الاجتماعية المتنافرة ! وانتهي عصر (العزبة) و(البلد) و(الارض) ونعيش مع لغة الساحل الشمالي والكومباوند وكل أسرة صغيرة ان توفرت الظروف تحتفل في أضيق الحدود خوفا من الحسد وثرثرة القريب والبعيد… ولكن دايما وأبدا تحيا مصر …