أكثر ما يحفز الإنسان علي التحرك وبذل الجهد هو دوافعه الداخلية، هذا اليقين الذي يحرك الطاقات، وينسينا الآلام والعقبات، ويدفع الواحد منا للتحرك مهما كانت الصعاب، فما الحال لو كان المانع العجز الجسدي. السيدة سهام نصار، رئيس مجلس إدارة جمعية "جيل الغد"، امرأة مصرية، أصيبت بسرطان الكبد قبل عدة سنوات، ولأن العلاج الشافي لم يكن متوفرا في مصر حينذاك، سافرت إلى نيويورك، حيث أجرت جراحة زراعة كبد. ربما أي شخص بمثل حالتها، تكون أقصى آماله الآن أن يحصل على علاج على نفقة الدولة، ليعينه على المرض العضال الذي أصابه وتوابعه، لكن السيدة سهام نصار بمجرد أن علمت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيزور واشنطن، قررت أن تتحرك إلى هناك، متناسية آلامها، من أجل "أن ترى الرئيس وتطمئنه أنه يسير على الطريق الصحيح".. على حد قولها. الطريق من نيويورك إلى واشنطن يستغرق ما يقترب من 6 ساعات، قطعتهم السيدة "نصار" للقاء الرئيس السيسي في مقر إقامته بالعاصمة الأمريكية "واشنطن"، انتظرته خمسة أيام. لبى الرئيس طلبها، واجتمعت به دقائق رغم انشغاله، وبابتسامه راضية شكرته على حملة 100 مليون صحة لعلاج فيروس سي التي أطلقها في مصر، لتكون خالية من المرض، وقالت للرئيس: "لو كنت لحقت الحملة دي مكنش جالي سرطان الكبد ومكنتش جيت هنا عشان أزرع كبد". كان الرئيس السيسي يقف أمامها بينما هي تتحدث، طمأنته على الجالية المصرية بأمريكا، أكدت له أنهم جميعا يعملون من أجل مصر، ورغم أنه شار لها بأن طلباتها مجابة، إلا أنها لم تطلب شيء، فقط أرادت أن ترى الرئيس حبا لا طمعا.
