شخصية مثقفة مهمومة بقضايا مجتمعها.. عندما تطرح عليها مشكلة من المشكلات المجتمعية تجد عندها الإجابة.. تحب الفن بأشكاله المختلفة وتبدي رأيها في الأفلام السينمائية التي تقارن فيها بين الماضي والحاضر وتري أنها عامل من عوامل تشكيل الوعي.. تتسم ايضا بالذوق الرفيع ويظهر ذلك من اختياراتها للتحف وقطع الأثاث الموجودة في منزلها.. إنها أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس الدكتورة سامية خضر، التي فضلت دراسة الاجتماع علي الفرنسية لاهتمامها بقضايا المجتمع. • سألتها: ما سبب اختيارك لدراسة علم الاجتماع؟ - انا كنت من البداية في مدارس فرنسية وكان متوقعا أن ألتحق بقسم اللغة الفرنسية ولكن في ذلك الوقت كثر الكلام عن القومية العربية والرئيس جمال عبدالناصر فاخترت دراسة العلوم الإنسانية وتعجب أبي من هذا الاختيار لكنه لم يعارضني.. لكني كنت في حاجة لدراسة المجتمع المصري بكل محاوره.. فنحن الآن مثلا نتحدث عن تنظيم "داعش" الإرهابي, لكن أيام الرئيس جمال عبدالناصر كنا نتحدث عن إسرائيل وخاصة أن والدي كان طيارا حربيا ومن أوائل الطيارين، فكان طوال الوقت يتحدث في أمور السياسة فشدتني هذه المسألة وكل ما يخص المجتمع عموماً. • وكيف أفادك في مجالات الحياة المختلفة؟ - أفادني كثيرا لأنني أشعر أن كل نقطة في المجتمع عرفتها ودرستها خصوصا أنني عملت أبحاثا كثيرة وسافرت كثيرا وأحسست أني مصرية حتي النخاع.. وخاصة أن أبي عندما كان يسافر إلي أماكن لفترة مثل سفره إلي غزة كنا نسافر معه في الصيف كأسرة.. أو إلي بورسعيد وبورفؤاد فكنت أعرف المجتمع من خلال هذه السفريات ولكني كنت محتاجة للتعمق فيه أكثر.. وحتي عندما سافرت إلي فرنسا وجدت الفرنسيين مجانين بالحضارة المصرية القديمة وكانوا يبدون إعجابهم بها والرغبة في زيارتها.. وأنا الآن بالفعل عندما نتحدث عن أي شيء في المجتمع مثل المشكلة السكانية أو الطلاق أو العنوسة أو أي شيء أكون علي علم به. • دائما تتبنين مناهضة التطرف وهي قضية ملحة بالنسبة لك.. لماذا؟ - لأن التطرف أصله تفسخ المجتمع وأن الميزان المجتمعي ليس منضبطاً وأن بعض العقليات ليست متوازنة أو مريضة، ومعناه أيضا أن البعض لا يستطيع مواجهة الشائعات التي تؤدي إلي تغييب الشباب ونحن نشتغل مع الشباب، وبالتأكيد أكون قلقة علي الشباب وفكرهم، خاصة أن 60 % من قوام المجتمع من الشباب، وهم الذين سيقفون بعد ذلك كحائط صد للمجتمع ولذلك يجب أن يكون هذا الحائط قوياً. • كأستاذة جامعية كيف تواجهينه؟ - طبعا ليس هناك متطرف يقول عن نفسه ذلك، لكنني بكل هدوء أحاول فحصه إنسانيا وأعرف تفكيره وظروفه العائلية أو مروره بعقد نفسية أو حياة صعبة وأتعرف علي بيئته التي يعيش فيها، ثم أحاول الحديث معه ومناقشته بهدوء. • ننتقل إلي جانب آخر من حياتك.. ماذا عن هواياتك المفضلة؟ - القراءة أولا وقبل كل شيء. نحن كنا جيلا محظوظا وجدنا من يكلمنا عن طه حسين ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وكل هؤلاء العظماء ويجب أن نحافظ علي تراثنا ونعرف أولادنا بكل هؤلاء العظماء والحفاظ علي تاريخنا. • كشخصية ناجحة كيف استطعت التوفيق بين الحياة الأسرية والعمل؟ - تزوجت في سن صغيرة وأنا في الجامعة وقبلها تمت خطبتي وأنا في الصف الثاني الثانوي، ولكن قررت أن أكمل دراستي ولا أنجب إلا بعدها، وبالفعل تفهم زوجي هذا الأمر، لأنه كان شرطا أساسيا وكان زوجي الأول علي الكلية الفنية العسكرية، وبالفعل لم أنجب إلا بعد تخرجي في الجامعة، حتي أعطي للطفل حقه، ولم أنجب إلا ولدين فقط، وأنا مهتمة جدا بالمشكلة السكانية وعندما أنجبت كنت أتفرغ لكل طفل لمدة 4 سنوات، ثم أعود بعدها إلي العمل.. وأنا طبعا مع عمل المرأة ومع عدم إنجاب أكثر من طفلين وذلك حفاظا علي كل الجوانب الحياتية، فإنجاب طفلين فقط يضمن حياة هانئة في أسرة سعيدة.