هي رسالة يحملها الأزهر الشريف علي عاتقه منذ قرون مضت بأن يكون منبرا لتعليم ونشر الدين الإسلامي الصحيح في مصر والعالم. وكلما زاد الحديث عن آفة الإرهاب الذي يضرب العالم وإصرار البعض علي إلصاق التهمة بالمسلمين تزيد التحديات علي عاتق الأزهر المؤسسة الدينية الوسطية الوحيدة في العالم التي تحارب الفكر المتطرف بالفكر الصحيح عبر كوكبة من العلماء المتميزين العرب وغير العرب. والمتتبع لأنشطة الأزهر الشريف التي قام بها خلال السنوات الأخيرة سيجد طفرة غير مسبوقة فيما يقدمه من خدمات وأنشطة ربما لا يعرفها كثيرون بسبب ضعف الدعاية والإعلان عنها وتجاهل الإعلام لكثير منها. لذا حاولت في السطور القادمة أن أقدم نبذة عن أنشطة الأزهر الشريف ودوره في نشر الدعوي والإسلام وإعداد الكوادر المؤهلة والمدربة للرد علي كل صاحب فكر متطرف بالحجج والبراهين من القرآن والسنة الشريفة في الوقت الذي تواجه مصرنا الحبيبة حادثا إرهابيا آخر يوصم أصحابه بالعار لأنهم بلا ذمة ولا دين. فكيف يواجه الأزهر الشريف هذا الإرهاب الفكري المتطرف في مصر والعالم ؟ وما الآليات التي أستحدثها ليصل لكل من يريد أن يتعلم الإسلام بصورته السمحة والصحيحة حول العالم؟. لقمان: فخور بدراستي في الأزهر وأسعي لنشر رسالة الإسلام الوسطية في بوركينافاسو جبريل: صعوبة إجراءات القبول في الأزهر دفعت البعض في ليبيا للتوجه نحو التطرف حافظ: مدرسة العلوم العربية في نيجيريا تتبع مصر منذ الاستعمار ولدينا مدارس تتاجر باسم الأزهر الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها من الإشكاليات تعرفت عليها بعد دعوة كريمة تلقيتها من المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف للتحاور مع الطلبة الوافدين من العديد من الدول للحديث عن تجربتهم في مصر والدراسة في الأزهر الشريف. وقبل أن أرصد معالم تجربة كل وافد لمصر بلد الأزهر الشريف كان لزاما أن أعرض ما تقدمه هذه المنظمة من خدمات استكمالا لرسالة الأزهر الشريف، فقد أنشئت المنظمة عام 2006 وليست مهمتها كغيرها من تجمعات الخريجين أن تكون مظلة لخريجي الأزهر الوافدين فقط بل تقوم بدور مستمر في التدريب والتأهيل ورعاية الطلاب الوافدين بمختلف جنسياتهم، وذلك بإثقال مواهبهم واتقانهم للفكر الأزهري الوسطي لمواجهة الأفكار المتطرفة وإرساء مبادئ السلام العالمي. ووجدت مناهج تدرس بدءًا من معني الجهاد في الإسلام وصولا لأساليب التصدي للأفكار المتطرفة والمغالطات التي يطرحها المتطرفون وكيفية تصدي الأزهر الشريف لها وهذا بمثابة تدريب عملي لما قد يلقاه أي أزهري في مجتمعه وكيفية التعامل معه. كما تحرص المنظمة علي عمل دورات تدريبية في فنون الإلقاء والخطابة والدعوة إلي جانب كيفية استخدام صفحات التواصل الاجتماعي والإنترنت كأداة للتنوير والرد علي المغالطات بعد أن كانت سببا في تجنيد عدد كبير من الشباب في التنظيمات الإرهابية حول العالم. نجحت المنظمة منذ نشأتها وحتي الآن في تدريب عدد 985 متدرباً من الأئمة والوعاظ والدعاة الأزهريين والمهتمين بدراسة العلوم الإسلامية حول العالم. وتتابع المنظمة تأثير الدورات التدريبية بعد عودة المتدربين إلي بلادهم من خلال رصد كافة الأنشطة الخاصة بهم وتقوم بتزويدهم بكل المعلومات الخاصة بالموضوعات المثارة في بلادهم. وهذا أمر غاية في الأهمية لأن لكل دولة طبيعتها ولكل مجتمع ثقافته ومشاكله. ويوجد للمنظمة نحو 20 فرعا حول العالم حتي الآن. والعدد قابل للزيادة مع تنوع جنسيات الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف ورؤية الأزهر في التمدد والانتشار والتأثير بصورة أكبر. ومن أجل ذلك الهدف تم استحداث برنامج التعليم عن بعد ويدرس المتعلمون من خلاله مقررات كلية العلوم الإسلامية من أي مكان في العالم دون الحاجة للتواجد في مصر. أما النوافذ الإعلامية التي تمتلكها الرابطة فهي تقتصر علي جريدة الرواق الشهرية التي تضم عبر صفحاتها مناقشات جادة للقضايا التي تهم المسلمين بجانب صفحات متخصصة بلغات أجنبية تقدم فكر الأزهر بلسان خريجيه وطلبته الوافدين. علي الجانب الآخر كان من الضروري معرفة أوضاع الوافدين القادمين للدراسة في الأزهر والعقبات التي تواجههم هنا وفي بلدانهم في سبيل نشر الإسلام الوسطي ومحاربة الأفكار المتطرفة. اهتمام كبير في البداية تقول هند ياسين القادمة من أستراليا.. أنا أعيش في مصر منذ 7 سنوات منذ المرحلة الثانوية وأنا أكمل الآن الدراسات العليا في البلاغة والنقد وأعتبر أساتذتي في مكانة أبي وأمي. لقد وجدت اهتماما شديدا جدا بالوافدين خاصة الدارسين في مرحلة الدراسات العليا وأنا منهم. فتقريبا يزورنا العميد كل يوم ويحرص الأساتذة علي الحديث معنا باللغة العربية الفصحي كما أنهم يعقدون اجتماعات دورية مع الوافدين لحل مشكلاتهم. ومن بوركينا فاسو تحدث لقمان أبو بكر مايغا قائلا: أنا طالب في كلية الدعوة في قسم الأديان والآن أحضر رسالة الماجستير أنا فخور جدا لتواجدي في الأزهر الشريف هذا الصرح الشامخ الأول في العالم من حيث استقبال الطلاب الوافدين وتعليمهم وتوجيههم وتثقيفهم ومن حيث العناية بهم كي يتصدوا لجميع الأفكار المتطرفة التي نواجهها هذه الأيام وفي العالم الحديث التي لا ينبغي أن تكون موجودة في زماننا هذا مثل ما يحدث في ميانمار في السنوات الماضية وغيرها من الأمور غير الإنسانية. والأزهر يقوم بدور رائد في محاربة هذه الأفكار والتطرف المنهي عنه في كل الديانات ولدي كل أصحاب الفكر النير.. الأزهر يفتح باب الحوار والنقاش سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين بناء علي رسالته الحية التي تعني بنشر ثقافة الحب والتعاون ونبذ العنف والتطرف والتعصب من أجل إرساء ثقافة إنسانية عالمية تسع الجميع. وعندما سألته عن موضوع رسالته المقدمة لنيل درجة الماجستير أجاب: دراستي عن »الحالة الدينية في بوركينا فاسو» لأننا دولة ذات ديانات متعددة فيها المسلمون غالبية ثم المسيحيون ثم نحو 10 % بلا دين. وأنا قدمت هذه الدراسة للوصول إلي جو تعايش سلمي بين هذه الديانات وعرض الإسلام بحقيقته بدون تعصب وعنف ولا إكراه كما حثنا القرآن الكريم وهذا هو هدف رسالتي. مشكلة الإقامة ومن ليبيا تحدث محمد جبريل الذي يكمل دراساته العليا في كلية الدعوة ويشرف في الوقت نفسه علي الصفحة الخاصة بالرابطة في ليبيا قائلًا: الأزهر الشريف لم يقصر في نقل العلم والثقافة الدينية ولكن هناك بعض المشكلات الخاصة بإجراءات الإقامة والتعقيدات التي يواجهها البعض أحيانا والتي يحاول الأزهر الشريف أن يضع لها حلولا ولكن حتي الآن لازال بعض الطلبة يواجهون خطر السجن والترحيل بسبب تأخير الحصول علي الإقامة. وأحب أن يصل صوتنا للمسئولين كي تختفي هذه المشكلة للأبد.. البعض يسجن بسبب تأخر تقارير الأمن وتساعد الرابطة وفقا لاستطاعتها في حل المشكلة. هناك أيضا مشكلة الرسوب فإذا رسب طالب في مادة واحدة يضطر لإعادة جميع المواد وأعرف دكتورة ليبية رسبت في مادة العقيدة وكل درجات المواد الأخري كانت ناجحة بامتياز وبسبب المادة ستعيد كل المواد. كذلك نرجو أن يقبل الطلاب العرب في جامعة العلوم الإسلامية التي بادر شيخ الأزهر بتأسيسها لكنهم قبلوا الوافدين غير العرب. وحول الصعوبات التي سيواجهها بعد عودته لبلده قال: بعد التخرج نجد مشكلة في مواصلة دور الأزهر بعد عودتي لبلدي كيف أستطيع أن أنشر الوسطية والاعتدال؟ يوجد لدينا فرع للرابطة العالمية لخريجي الأزهر في ليبيا وهناك دعم ولكن غير كافٍ فكما تعلمين داعش تدعم بعض الجماعات في ليبيا وهناك دعم آخر يأتي من السعودية. وقد أقام الأزهر دورات للطلبة الليبيين وننشر أنشطتنا علي صفحة ليبيا وندعو العلماء. ولكن لماذا لا تفتح معاهد أزهرية في ليبيا حتي لو معهد سنتين لدراسة المواد الأزهرية لتدريب وتأهيل الطالب قبل أن يأتي لمصر للدراسة في الأزهر؟ فعندما يأتي الطالب لمصر يضيع نصف السنة في الإجراءات لذلك قد يفوتنا الكثير من المحاضرات مما يؤثر علي النتيجة في النهاية. وتساعد النشاطات التي تقوم بها الرابطة كثيرا في الرد علي الأفكار المغلوطة وتنظيم الندوات والفاعليات وتشجع علي كتابة المقالات. وكما تعلمون الحرب في ليبيا ليست بالسلاح فقط كما ذكر شيخ الأزهر في أحد اللقاءات ولكن الفكر المتطرف يحارب بالفكر.. وهي كلمة مهمة ورسالة يجب أن نعيها جيدا فلدينا شباب وأطفال صغار ينفذون عمليات انتحارية ظنا منهم أنهم يجاهدون في سبيل الله. هذا السرطان الذي لا يقتصر علي الدول العربية ولكنه انتشر في كثير من دول العالم يجب أن يوازيه اهتمام أكبر بالدول العربية المتضررة مثلنا ومثل العراق وسوريا واليمن خاصة وأن الطلبة من هذه الدول أحيانا رغم رغبتهم في الدراسة هنا إلا أنهم بعد الاصطدام بأية مشكلة يعدلون عن ذلك والأخطر من ذلك هو تحولهم لتبني الأفكار المتطرفة. المتاجرة بالأزهر ومن نيجيريا قال حافظ عمر شعيب الطالب في السنة الرابعة بكلية الإعلام جامعة الأزهر: الشكر من القلب لمؤسسة الأزهر الشريف التي بذلت جهودا لمساعدتنا في الدراسة والاستفادة وتعلم الفكر المستنير. وهناك مشاكل تتعلق ببعض الزملاء فمثلا الطلاب الوافدون الذين يسكنون خارج المدينة يواجهون مخاطر الاعتقال باستمرار وقد يحدث الأمر في نهاية العام الدراسي وقبل الامتحانات مما يضيع مجهودهم خلال عام كامل. وهي مشكلة متكررة نواجهها كل عام. وهناك مشكلة أخري عامة لمؤسسة الأزهر تتعلق ببلدي نيجيريا حيث يصعب علي كثيرين الحصول علي التأشيرة للقدوم والدراسة في الأزهر حتي لو نجحوا في التنسيق. مما يعيق وصول رسالة الأزهر لجميع الأماكن في بلدي فكما تعلمون نحن نعاني من الإرهاب، ولكن طلاب الازهر القادمين من نيجيريا يأتون من أماكن محددة ويغيب حضورهم تماما من أماكن أخري. كما أن المعاهد الأزهرية تتواجد في أماكن محدودة في نيجيريا ولدينا مدرسة العلوم العربية موجودة تحت إدارة مصر منذ أيام الاستعمار وهي أول مدرسة عربية في نيجيريا. ويوجد فرع للمنظمة هناك ولكن دوره ضعيف وأنا أعتبر نفسي سفير الأزهر في مصر ونيجيريا وأساعد أهلي وأصدقائي هناك وأشجعهم للقدوم والدراسة في الأزهر فهناك أصلا ناس لا يعرفون شيئًا عن الأزهر. وأضاف أن المشكلة في نيجيريا لا تنحصر في وجود جماعة بوكو حرام الإرهابية فقط ولكن أن بلاده تعاني ممن وصفهم ب »العلماء الخائنين» الذين اتخذوا الدين كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية. ويذكر أنهم كان لديهم أحد المرشحين الذي كان يقدم نفسه علي أنه متفقة في الدين وفي تجمع انتخابي أخطأ في قراءة سورة الإخلاص. وأضاف هناك كثير من الأفكار الخاطئة والمغلوطة المنتشرة في مجتمعنا وللأسف لا يوجد مراجعات لتلك الأفكار. وقد أشار لمشكلة أخري خطيرة تحدث في نيجيريا تتعلق بمتاجرة بعض المدارس والمعاهد هناك باسم الأزهر.. إن لدينا بعض المدارس والمعاهد التي تمنح شهادة كتب عليها أنها أزهرية وهي ليس لها علاقة بالأزهر ولا مناهجه. فعندنا يقدرون لقب الإمام ولكن كثيرا منهم ليسوا أزهريين ويحرفون المقررات في العلوم الدينية. ولكن هناك تجربة إيجابية تحدث عنها ويريد أن يطبقها الأزهر.. »الحكومة لدينا تقوم باختيار الطلبة المتفوقين في كل المدن وتعطيهم تعليما متميزا في العلوم الأخري وأتمني أن يفعل الأزهر الشيء نفسه مع من يريدون تعلم الدين الإسلامي الصحيح». زيادة المنح ومن مالاوي تحدث محمد عبد الكريم الطالب في السنة الرابعة في كلية الشريعة والقانون وشكر الأزهر علي دوره وجهوده في نشر التعليم الإسلامي الصحيح وقدم اقتراحا يخص مشكلة أخري يعاني منها الوافدون حيث قال: لدي اقتراح بالنسبة لموضوع الإقامة فنحن مطلوب منا دائما أن نحمل جواز السفر في كل مكان نذهب إليه وهذا الأمر يكون صعبا في بعض الأحيان. لذا أرجو دراسة فكرة إصدار بطاقات للوافدين كي نقلل من المشكلات الأمنية التي قد يتعرضون لها. أما بالنسبة للأزهر في مالاوي فلا وجود له للأسف فهناك خريجون لا يتعدون 10 أشخاص ولدينا مشكلة في التواصل مع الخريجين. فدولتنا صغيرة تعدادها مليون نسمة وبالتالي عدد الطلبة الذين يأتون قليل جدا وكذلك سفرهم لمصر للدراسة في الأزهر يكون في أوقات غير منتظمة. ولدينا رغبة في زيادة العدد والمشكلة أن هناك عددا قليلا جدا من المنح التي ترسل إلي مالاوي. بدأنا القدوم هنا منذ عام 2004. وحول المناهج الإسلامية التي تدرس هناك قال بأن الدولة لديها مناهج إسلامية مختلفة من دول مختلفة ولا يستطيع 10 خريجين من الأزهر التغيير وحدهم فالمنهج السائد سعودي وهناك مناهج هندية كثيرة جدا. وعدم وجود معاهد أزهرية يساعد في تفاقم هذه المشكلة. وربما يأتي اليوم الذي ينتشر فيه فكر الأزهر في مالاوي. الإسلام النادر ومن إفريقيا إلي أوروبا وتحديدا من إسبانيا وحديث مع الطالب الإسباني الوحيد الذي يدرس في الأزهر الشريف وهو نقيب حسن الطالب بالفرقة الثانية بكلية أصول الدين.. وقبل الحديث عن المشكلات أراد إرسال رسالة شكر خاصة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. وقال أولا بالنسبة لمشكلة الإقامة كان هناك بعض المشاكل في السنوات الماضية لكن منذ العام الماضي هناك تحسن وأنا شخصيا أنهيت أوراقي في عشرة أيام. وأعتقد أغلب المشاكل تحدث بسبب المصاحبة وجود أب أو أم أو زوجة. وبالنسبة لبلدي إسبانيا فالإسلام نادر للأسف فنحن نمثل 4 % من السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة، أي أن المسلمين نحو 2 مليون شخص. وللأسف الشديد لا يهتم المسلمون في إسبانيا بالدين جزئيا وكليا فأكبر همهم العمل وجمع الأموال ليس لديهم رغبة في دراسة علوم الدين والشريعة. ورغم الجهود التي يبذلها الأزهر ومنها أن مرصد الأزهر الإلكتروني لديه رصد للأخبار باللغة الإسبانية إلا أن وجود الأزهر يكاد يكون معدوما. تبني مساجد جديدة لدينا ولكن بعد إذن الحكومة الأرض والمكان يكون قريبين من تجمع للمسلمين وهناك جمعيات إسلامية كثيرة اتحادات ومراكز. ولكن هناك أفكارا واتجاهات إسلامية عديدة. إسبانيا بها الكاثوليكية 60 % ثاني ديانة هي الإسلام ونسبة ضيلة جدا من اليهود يتركزون في إقليم كتالونيا الذي يضم مختلف الطوائف. وهناك ملحدون بنسبة كبيرة 20 % وهناك تيار اليمين المتطرف الرافض لوجود الإسلام والمسلمين. ومن سنتين كانوا يكتبون جملا مسيئة ضد الإسلام وصلت لحد حرق المساجد وهناك أيضا تيارات إسبانية متشددة تابعة لداعش. وأثمن جهود الإمام الأكبر وجولاته الأوروبية لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام في أوروبا التي تنتشر فيها الأفكار المغلوطة عن الإسلام ولكن لازلنا بحاجة لتوضيح صورة الإسلام بشكل صحيح في أوروبا وهي ضرورة ملحة. وأنوي عندما أعود لبلدي أن يكون للأزهر دور في إسبانيا ويكون هناك فرع للرابطة هناك ومركز وتواصل بين الأزهر والمسلمين في إسبانيا. وهنا اقترحت عليه بإنشاء صفحة ناطقة بالإسبانية توجه للمسلمين هناك وتكون خاضعة لإشراف الرابطة. وقبل أن أنهي حديثي معه طرح إشكالية أخري خطيرة وهي أن المدارس الحكومية الإسبانية التي يدرس بها المسلمون يوضع لهم منهج لدراسة الدين ولا يعرف من يضع المناهج ولا علي أي أساس يتم وضعها ومن يشرحها للطلبة ؟. وهنا أقترح لقمان أبو بكر أن يستغل الأزهر الطلبة الدارسين للغة العربية بإعطائهم دورات تدريبية تمكنهم من المساعدة أيضا علي نشر الفكر الأزهري. كعبة العلم ومن إفريقيا وأوروبا إلي دول آسيا فيقول محمد عشيق من بنجلاديش: أهم شيء يسعدني هو انتمائي للأزهر الذي يعد كعبة العلم للمسلمين فهناك معاهد وجامعات إسلامية في دول كثيرة مثل السعودية ولكن دخولها صعب بعكس الأزهر الشريف. ولكن أصعب شيء هنا هو أن الإجراءات طويلة. فأنا أعيش في مصر منذ عام 2012 ومتزوج ولدي ولدان. بجانب الإجراءات نعاني من مشكلة طول سنوات التأهيل والدراسة في معهد البعوث الذي يسبق الإلتحاق بالجامعة فمثلا في الجامعة الإسلامية في السعودية يمكن أن يدخل دورة سنتين إذا كان معه شهادة من مدرسة بريطانية أو أمريكية ثم يلتحق بالجامعة أما هنا فيجب أن ندخل 4 أو 6 أو 7 سنوات في معهد البعوث ثم نلتحق بالجامعة. بعض الناس يعزفون عن الدراسة لهذا السبب وفي نفس الوقت لا نريد سرعة بدون علم.. ولكن امتحان تحديد المستوي ليس فيه عدالة البعض يدخل ثانوي بدون علم أو معرفة حتي باللغة العربية والبعض الآخر ممكن أن يكون حافظا للقرآن ويدخل المرحلة الإعدادية. وأريد أن أؤكد أنني عشت في بنجلاديش وماليزيا والبرازيل ولكني وجدت مصر أكثر بلد آمن وسهلة العيش وسعيد جدا بوجودي هنا.. في بنجلاديش الحياة صعبة رغم أنها بلد إسلامي والأغلبية مسلمة وبها كثير من علماء الأزهر وبها فرع للرابطة أيضا ولكني أنوي أن أعيش في البرازيل بعد إنهاء دراستي في الأزهر. أساتذة التطرف ومن أفغانستان تحدث محمد حارث الطالب في السنة الرابعة بكلية شريعة وقانون والمسئول في لجنة الإعلام في برلمان الطلاب الوافدين والذي أنشأته الرابطة منذ 4 سنوات والمسئول عن رصد مشاكل الوافدين وعرض مشاكلهم علي فضيلة إمام الأزهر والمسئولين في الرابطة. يقول محمد: أشكر إدارة الأزهر الشريف الذي يجمعنا من أعراق مختلفة من أوروبا وإفريقيا وآسيا تحت سقف واحد وأشكر الرابطة التي تجمعنا في مناسبات مختلفة وأشكر فضيلة إمام الأزهر. وحول المعوقات التي رصدها هنا وتتعلق أيضا بالإجراءات يقول : لدينا مشاكل مع الطلبة الجدد القادمين من أفغانستان فعندنا معادلة من الصف الثالث الثانوي ورغم ذلك يدخل الطلبة إلي معهد لدراسة العربية ثم إلي جامعة الأزهر، وقد كنت مسئولا في اتحاد الطلبة قدم ستين طالبا قبل شهر 10 معهم شهادات دينية دخلوا والباقي رفضوا لأنهم ليسوا من مدارس دينية. أيضا في الدراسات العليا هناك أساتذة قدموا لدراسة الدكتوراه ولم يكملوا بسبب بطء الإجراءات. وبعيدا عن واقع المشاكل في مصر الذي قطعا سيكون هينا مقارنة بمواجهة فكر متطرف تنشره ثلاث جماعات متطرفة في أفغانستان هي طالبان والقاعدة وداعش مؤخرا يقول محمد: الفكر المتطرف ينتشر بسرعة وللأسف عن طريق أساتذة الجامعة وأنوي بعد عودتي وعملي في الجامعة أن أنشر مبادئ وقيم الأزهر والإسلام الوسطي. ولدينا في أفغانستان معاهد أزهرية ومدارس رسمية لها علاقات مع الأزهر ولكن ليس لدينا فرع للرابطة ومقر يكون خاصا بطلاب وخريجي الأزهر. وعندما سألته من يعين أئمة المساجد ومن يختارهم ؟ فأجاب تعينهم الدولة لمن يريد فتوي معينة. ولكن في دولة تمر بهذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها أفغانستان من سنوات هل استحدثت الدولة مناهج لمواجهة التطرف؟ فأجاب بأن منهج الدولة ليس متطرفا ولكن للأسف هناك بعض الأساتذة يأتون بأفكار متطرفة ويروجون لها في الجامعات والمدارس وأعتقد وجود مقر للأزهر سيغير من الصورة. وأحيانا ينسي خريجو الأزهر فكر الدعوة وتصحيح المفاهيم وننشغل بالحياة العامة لذلك إذا تواجدت رابطة ربما يشجع ذلك علي توصيل رسالة الأزهر الشريف بصورة أفضل.