هي شاعرة وكاتبة قصة شابة من جنوب أفريقيا. ولدت في مدينة جوبيرج عام 1992 لأسرة من ذوي البشرة السمراء. درست فويالوا مالولوكي الفنون الدرامية وتخرجت في جامعة ويتوترزراند عام 2013، وبدأت كتابة الشعر في سن مبكرة، وفازت بمسابقات شعرية محلية وإقليمية منذ عام 2012 وحصلت علي جائزة أفضل طالبة جامعية مبدعة في أفريقيا عام 2013، ثم فازت بمسابقة عالمية للشعر عام 2015. وألقت فويالوا أشعارها وشاركت في تجارب سرد قصصي علي مسارح مدينة جوهانسبرج، وخاضت تجربة التمثيل المسرحي وكتابة السيناريو فور تخرجها من الجامعة. نشرت فويالوا أشعارها وقصصها في دوريات أدبية عالمية، وأصدرت ديوانها الأول والوحيد حتي الآن »أشياء فقدناها في النار» عام 2015، عبّرت فيه عن اعتقادها بأن ممارسات التمييز العنصري لا تزال مستمرة في بلدها علي الرغم من سقوط النظام العنصري. وأرجعت السبب في ذلك إلي عدم إنجاز المصالحة المجتمعية حتي الآن. وتتمحور تجربتها الإبداعية القصيرة نسبياً حول التمييز العرقي والاجتماعي، إضافة إلي نقد التمييز ضد المرأة الأفريقية. وتحاول فويالوا رصد مظاهر التمييز ضد ذوي البشرة السوداء في جنوب أفريقيا بهدف إظهار مدي معاناة الرجال وانعكاسه علي وضع المرأة الأفريقية. من جهة أخري، تحاول إثبات قدرة المرأة علي تحدي ممارسات العنف والتمييز، وإصرارها علي التماسك في مواجهة جروح الجسد والروح. وبالتوازي مع ذلك، تسخر فويالوا من مطالبات الرجل الأبيض بنسيان الماضي والتطلع إلي المستقبل، دون هدم الأُطر الاجتماعية والمعايير الاقتصادية والثقافية القديمة. (تطلب منا تشييد جسر لنعبر عليه إلي المستقبل/ والتغاضي عن الماضي/ تتحدث وكأنك توّاق لارتكاب خطايا جديدة/ بينما نحاول نحن أن ننسي/ كيف اقتحم أجدادك بيوتنا/ دون استئذان). ويبدو واضحاً أن فويالوا تدخل في مواجهة الواقع الكئيب بأشعارها، في محاولة لتغييره أو علي الأقل الصمود في مواجهته. تتمتع الشاعرة بقدرة كبيرة علي تجسيد المعاني المُجرّدة للحزن والظلم والتمييز في صور واقعية وملموسة. وتحشد فويالوا مشاهد يومية للقمع والتمييز من أجل بناء مشهد كبير يتحدي الواقع والنسيان ومحاولات التجاهل. وفي محاولتها لبناء تلك المشاهد، تستند الشاعرة إلي تجارب الفتيات والنساء في مواجهة مواضعات مجتمع يعاني من التمييز المركب والتناقضات الحادة. وفي الوقت ذاته، ترفض فويالوا ترسيخ الوعي الزائف الذي يروّج لكون المرأة ضعيفة ومستكينة بطبعها، وتري أن التحرر من المأزق الراهن يبدأ بتخلص المرأة من شعورها بضرورة الاعتماد علي الرجل في مواجهة الحياة. ويرجع السبب في نجاح تلك الشاعرة الشابة عالمياً إلي قدرتها الفائقة علي توظيف اللغة للتعبير عن رؤيتها بوضوح حاسم، وتمكنّها من رسم صور مُمتدة؛ تمزج بين المادي والمعنوي في رهافة تتوغل إلي عقل القارئ وروحه. وتمتاز قصائد فويالوا بالتطور الدرامي، وتعتمد في تطوير حبكتها علي الحوار والحوار الذاتي، الذي كثيراً ما يتخذ صيغة الأمر. وتنتهي أغلب القصائد بمفارقة ساخرة وكاشفة، أو لحظة وعي وإدراك، غالباً ما يتبعها تحول كبير في رؤية ومواقف الذات التي تتناولها القصيدة.