تعلو في سمائه سماع أصوات وضجيج في كل مكان،عندما تسير علي قدميك أوحتي وأنت داخل سيارتك في شوارع وأزقة ميدان العتبة بمنطقة وسط البلد ذلك الميدان الذي يمتد عمره لأكثر من عشرات السنين، العشوائية في كل مكان ، وحركة المرور تتوقف بشكل دائم يوميا، وكعادة الباعة الجائلين تجدهم في أروقة الميدان يفترشون الطرقات أمام المحلات والأرصفة، وهم في أتم الاستعداد للركض ببضائعهم في أي وقت هروبا من حملات مرور الحي أو البلدية المتكررة بدون جدوي ،وكأنه مشهد للصراع العبثي الدائم وسرعان ما ينتشر الباعة الجائلون مرة أخري ويمتلكون الميدان مرة أخري، دون أي مراعاة للمارة أو السيارات من خلال هذا الميدان العريق، ثم يقف المواطنون أمام العربات الخشبية وتحت المظلات يحتمون بها من أشعة الشمس الحارقة لشراء ما يرغبونه من بضائع ومواد غذائية مختلفة مجهولة المصدر. أصبح الواقع مواجهات مستمرة كانت لها بداية وليس لها نهاية، حتي يومنا هذا وحولت حياة المقيمين من السكان داخل الميدان الي معاناة يومية أصبحوا محاصرين من الباعة الجائلين في معظم الأوقات، تجد المارة يسيرون أيضا في معاناة شديدة وعلي مضض مما يحدث في داخل الميدان الشباب والصبيان منذ الصباح الباكر وحتي المساء يتجهون نحو ميدان العتبة للبحث عن أرزاقهم.. أزمة الميدان مستمرة يوما تلو الآخر في ظل سطو الباعة الجائلين وإفتقار عدم السيولة المرورية وغلق أحياناً لبعض الشوارع وعدم الرقابة علي السلع والباعة الجائلين. تتساقط أوراق الشجر حزناً مما يحدث داخل ميدان الجيش بالعباسية، كأن الميدان يحاول ويبحث عن الفرصة الأخيرة حتي يخرج من كبوته، بعد محاولات عديدة من السكان لإنقاذ الميدان ،من إفتراس الباعة الجائلين له ولكن دون جدوي. وأما من لم يساندهم الحظ أيضاً فقط أصبح الميدان مرتعاً للباعة الجائلين، حتي إستشعر المقيمون من السكان أنه لا أمل هناك لرحيلهم ،ولكن صار الأمل حلماً من الأحلام يتطلعون إليه، الميدان لا يخلو من تكدس السيارات وإلي حدوث فوضي مرورية، بسبب اضطرار البعض الي السير عكس الإتجاه للتخلص من الزحام ،مما يزيد من حالات الإحتقان والغليان في الميدان، والمارة متواجدون ليلاً ونهاراً وإنتشار القمامة وحشرات الذباب المتطاير والرائحة الكريهة تفوح في أماكن عديدة وأصبحت سمة من سمات الميدان الرئيسية.