الاحتفال بعيد الفطر المبارك هذا العام له شكل ومذاق مختلف حيث يتوافق مع أولي مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم مع أوروجواي الساعة الثانية بعد الظهر.. أي بعد وقت قليل من صلاة الجمعة ورغم انشغال الأسر باحتياجات العيد إلا أن مشاهدة مباريات المونديال هي صداع دائم في رءوس المهتمين بكرة القدم واعتقد انه لا يوجد واحد في مصرغير مهتم بمتابعة منتخب بلاده.. البعض يبحث عن وسيلة بعيدا عن القناة المحتكرة بعد ان بلغ الاشتراك ارقاما قياسية يستحيل علي الكثيرين مجرد التوجه لمكاتب الحجز إلي جانب موقف اتخذه الكثيرون بمقاطعة هذه القناة والدولة الراعية لها!! مازال البحث عن الاشتراك في »وصلة» والمؤسف ان ارقامها ارتفعت من 20 إلي 40 ٪ إلي حوالي مائتي جنيه في الشهر الواحد كنوع من الاستغلال للظرف الاستثنائي.. المقاهي استعدت للحدث بشاشات عرض كبيرة وجهزت المقاعد وسنت اسنانها للحصول علي مبالغ كبيرة مقابل المشاريب أو ثمن الكرسي الذي قد يصل إلي عشرين جنيها.. ومن أجل تحمل الدولة مسئولياتها تجاه المواطن البسيط أعلنت الهيئة الوطنية للاعلام ان شاشات الهيئة - تقصد التليفزيون المصري- ستعرض 22مباراة عبر البث الأرضي.. وقد خاطب حسين زين رئيس الهيئة الاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول علي حق بث 28 مباراة بينها مباراة المنتخب الوطني مقابل مبلغ مالي محدد لكن الفيفا لم يرد علي الطلب واتجهت الهيئة إلي جهاز حماية المستهلك للحصول علي حق المواطن المصري في المشاهدة أسوة بالمتبع في الدول المشاركة في البطولة.. فقرر الجهاز ان يستخدم حقه القانوني وفق الاعراف الدولية لبث المباريات علي الارسال الارضي.. وكانت شائعات قد سرت في الايام الاخيرة عن اطلاق السعودية لعدد من القنوات الفضائية لبث المباريات لكسر احتكار القناة »اياها» التي تعيش علي امتصاص دم المصريين في مثل هذه المناسبات باعتبارنا السوق الرائجة لهذا المنتج.. وسيضطر البعض لمتابعة التليفزيون الاسرائيلي الذي أعلن عن بث المباريات مجانا.. وهذا طبعا في إطار العلاقات المتميزة بين قطر واسرائيل ويسعد الاخيرة ان يتابع العرب والمصريون بالذات قنواتها وما تبثه من افكار تسعي لترويجها في هذه المناسبة.. وليس خافيا علي احد الدور التي تقوم به القناة القطرية في التخديم علي اسرائيل من خلال فتح مساحات هوائية للمتحدث العسكري ليقول ما يشاء في مواجهة آلة القتل للفلسطينيين في غزة والضفة.. انتبهوا يا عرب لما يحدث حولكم وأنتم نيام!!!.