تقدم الخدمة الطبية لملايين المرضي سنويا.. لكنها مازال ينقصها الدعم المالي الكافي والتطوير والكوادر المدربة والأجهزة الطبية الحديثة.. المستشفيات الجامعية الملجأ الأخير لآهات الغلابة بعد الارتفاع الجنوني في أسعار المستشفيات الخاصة. »بحري والصعيد» يسلط الضوء علي عدد من تلك المستشفيات ليرصد الإيجابيات والسلبيات ليضعها أمام المسئولين عن ملف الصحة في مصر. أسوان.. الأطباء »غير مقيمين».. والمريض يشتري علاجه من الخارج يعد مستشفي أسوان الجامعي أكبر القلاع الطبية في أسوان بل هو الوحيد بجانب مستشفي التأمين الصحي والذي تعتمد عليه المحافظة التي ظلت لسنوات وحتي الآن دون مستشفي عام خاصة بعد ضم مستشفي أسوان العام الجديد الي أمانة المراكز الطبية المتخصصة بعد أقل من عام من افتتاحه ليبقي مستشفي أسوان الجامعي قبلة العلاج لكل مرضي المحافظة والمحافظات المجاورة . وقد شاءت الظروف للمستشفي الجامعي أن يولد عملاقا فمقر المستشفي بقلب المدينة هو في الأصل مقر مستشفي أسوان العام قبل تحويله الي مستشفي تعليمي استمر لأكثر من ثماني سنوات قبل أن يصدر قرار بتحويله لمستشفي جامعي يضم بين جنباته مركز جراحات القلب للجراح العالمي د. مجدي يعقوب . بعد إضافة كلية الطب لجامعة أسوان في عام 2014 . فضلا عن الاحتياج الملح للإقليم لخدمات طبية متميزة فالمستشفي يقدم خدماته الطبية للمصريين والإخوة السودانيين بعد توقيع برتوكول يقضي بعلاج الأشقاء السودانيين بنفس الأسعار التي يعامل بها المصريون . وللتعرف عن قرب علي المستشفي انتقلت الأخبار للمستشفي وأول ما لفت الأنظار هو افتراش الأهالي لأرضيات صالات المستشفي والدرج وبسؤالهم عن حاجتهم أكدوا أنهم ينتظرون مرضاهم الذين يجري لهم إشاعات أو تحاليل أو يخضعون للفحص الطبي. وأكدوا حرصهم علي مصاحبة مريضهم لتقديم العون من شراء أدوية من الخارج أو تبرع بالدم وخلافه . وفي بداية الجولة التقينا برئيس الإدارة المركزية ونائب المدير العام د. عصام علي أبوالمجد الذي بادر بقوله: تسلمنا مباني فقط لا يصح ان يطلق عليها مستشفي بالمعني المفهوم وقمنا بإجراء تغييرات جذرية بالمباني والأجهزة الطبية وتم إنشاء 9 غرف عمليات » كبسولات » و4 غرف عمليات طوارئ .و2 بقسم النساء وأخري بقسم التجميل .كما تم استحداث أقسام جديدة مثل قسم جراحات المخ والأعصاب والأورام والرمد والقسطرة والقلب. وأشار د. عصام إلي أن التجهيزات والخدمات الطبية التي يقدمها المستشفي أدت لتحجيم حالات سفر المرضي للعلاج إلي أسيوط والقاهرة . بعد أن أصبح المستشفي يقوم بإجراء العمليات الصعبة والنادرة في جراحات المخ والأعصاب والعظام والقلب والقسطرة. قال مدير المستشفي د. عبد الله العبيدي: المستشفي يقع عليه عبء كبير فهو يستقبل كل مصابي الحوادث ومرضي المحافظة وقسم الطوارئ يستقبل يوميا أكثر من 3 آلاف مريض تجري لهم العمليات اللازمة. وأضاف إن المستشفي مستمر في التطويرحيث تم إضافة أحدث جهاز رنين مغناطيسي بتكلفة 14 مليون جنيه كما تم افتتاح وحدة الغسيل الكلوي بتكلفة 17 مليون جنيه وتضم 56 جهاز غسيل كلوي للبالغين والأطفال يعمل بتقنية الخلط المركزي مما يساهم في منع العدوي وحقيق أقصي درجات الأمان للمرضي في مختلف الفئات العمرية . وأشار العبيدي إلي أن وحدة الغسيل الكلوي تشغل الدور الأرضي من المبني الجديد بالمستشفي الذي يتكون من 5 طوابق ويضم أقسام الباطنة والأطفال والمناظير . وطابق لإقامة الأطباء. وأشار إلي أن المبني الجديد أدي لزيادة طاقة أسرة المستشفي الي 600 سرير بدلا من 400 . وناشد د عبدالله العبيدي الشخصيات العامة وأعضاء مجلس الشعب تبني اقتراح رئيس الجامعة السابق د. منصور كباش بضم طلاب معهد الخدمة الاجتماعية الخاص الي كلية الخدمة بالجامعة والاستفادة من مباني وقاعات الدراسة بالمعهد الذي يقع علي بعد خطوات من المستشفي بدلا من ذهاب الطلاب الي الجامعة بالقرب من السد العالي والعودة للمستشفي قاطعين مسافة لا تقل عن 60 كيلو مترا ذهابا وإيابا . وعن المعوقات التي تواجه المستشفي قال العبيدي: النواحي المادية هي أكبر عائق ونعتمد كثيرا علي التبرعات قام البنك الأهلي بتمويل قسماً للكلي الصناعية وشركة كيما وبنك مصر اللذين ساهما في إنشاء وحدة القسطرة والقلب وقسم الحروق والتجميل.. كما تأتي مشكلة التمريض حيث نعاني من نقص حاد في أعداد أطقم هيئة التمريض . ومن جانبه قال د. أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان إن المستشفي يضم أحدث جناح للعمليات علي أعلي طراز طبي مزود بكافة الخدمات ويعمل بنظام الكبسولات 9 كبسولات. وهي الطفرة الحديثة في نظام غرف العمليات والمقدم كتبرع من أحد البنوك المصرية. وقال د.غلاب إن هناك جهاز قسطرة للقلب والمخ والشرايين بتكلفة 3 ملايين جنيه، بجانب جهاز الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية المتعددة بتكلفة 14 مليون جنيه وجهاز تفتيت الحصوات ب3.5 مليون جنيه . وإضافة 25 جهاز غسيل كلوي . كما تضمنت عملية التطوير إضافة جناحين جديدين للعناية المركزة لتستقبل حالات ما بعد العمليات الحرجة الجراحية .والإصابات الخطيرة بالإضافة إلي العناية المركزة لأمراض القلب والتي أضيف لها 30 سريراً جديداً وأشار رئيس الجامعة إلي أنه تم إنشاء بنك دم حديث بالمستشفي بتكلفة 6 ملايين جنيه. والذي يعتبر بمثابة إضافة حقيقية لمحافظة أسوان بأكملها. بعدما كانت تعتمد المحافظة علي بنك دم واحد . وهو »الإقليمي ». كما تم إضافة وحدة للأطفال المبتسرين لأول مرة في الجنوب بجانب العناية المركزة للأطفال بسعة 52 سريرا منها 14 حضانة .وتعد هذه الخدمة هي الأولي علي مستوي محافظة أسوان ومحافظات جنوب الصعيد . كما تم إنشاء مبني خاص بالعيادات لكل الأقسام وخدماتها. ويضم المبني قاعتين للتدريس . وعن معايير الجودة قال د. غلاب: تم تشكيل وحدة لمتابعة الجودة برئاسة عميد كلية الطب لمتابعة أعمال أقسام المستشفي الجامعي ومتابعة تطبيق معايير الجودة وسلامة المرضي وتشمل الجودة تجهيز المستشفي الجامعي للسعي للحصول علي الاعتماد لجودة المؤسسات الصحية والخطوات المتبعة لتجهيز الأقسام من تجهيزات إنشائية وتقنية وأجهزة وتوفير وتدريب الكوادر البشرية من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والأطباء والإداريين.. وبعد لقاء المسئولين انتقلنا لسماع رأي المرضي والمترددين علي قسم الاستقبال في البداية قالت رجاء عبد الوهاب ربة منزل 65 عاماً: أصبت بنزيف وتم نقلي للمستشفي وبعد نقل الدم طلب مني عمل منظار معدة بأحد المستشفيات الخاصة لوجود عطل بجهاز المستشفي وانتظار قدوم فريق الصيانة لإصلاحه . وقال عادل عوض 58 عاماً والذي كان بصحبة ابن شقيقه بالاستقبال المستشفي لا يقدم أي أدوية للمرضي وعلي المريض شراء كل ما يلزمه من الخارج . حتي أنابيب التحاليل حيث إن معمل الطوارئ والمفترض أنه يعمل طوال 24 ساعة يغلق أبوابه في الثانية والنصف ظهرا . وقال أحمد محمد علي 45 عاماً والذي كان برفقة والدته: .المستشفي يتعلل بقلة الموارد المالية وتساءل :أين تذهب حصيلة تذاكر الزيارة التي تبلغ 5 جنيهات وتذاكر العيادات التي تبلغ 10 جنيهات هذا فضلا عن تذاكر الاستقبال التي تبلغ 5 جنيهات فضلا عن قيام المستشفي بتحصيل 50 جنيها مقابل إجراء تحليل الحمل الذي كان يجري بالمجان ورفع قيمة تحليل السكر الي 25جنيها بدلا من 11 جنيها؟! وقال عبدالله حسن أحمد بالمعاش إن منظر أسرة الاستقبال يجلب المرض وحالتها متردية ولا يوجد عليها أي بياضات . وقال إن أهم المشاكل التي يعاني منها المرضي والمستشفي هي أن معظم الأساتذة غير مقيمين ولهم عيادات خاصة بمحافظاتهم ولن يستقر المستشفي الا بعد أن يستقر الأطباء بأسوان وهذا لن يحدث الا بعد سنوات وتخرج أطباء من أبناء المحافظة . ومن جانب آخر قال أحد العاملين بالمستشفي والذي رفض ذكر اسمه إن نقص الاعتمادات المالية هو سبب عدم توافر الأدوية وعدم إجراء الصيانة الدورية للأجهزة وأشار إلي أن شركات الأدوية ترفض توريد أدوية للمستشفي بسبب المديونية الضخمة علي المستشفي ونفس الحال بالنسبة للشركات الموردة للأجهزة التي تتقاعس عن صيانة الأجهزةبسبب عدم سداد الأقساط في مواعيدها وعدم سداد أقساط الصيانة.