سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة "السيسي - موسيفيني" تعزز تقارب مصر وأوغندا.. مكاسب بالجملة علي رأسها سد النهضة وشبكة الطرق قمة "السيسي - موسيفيني" تعزز تقارب مصر وأوغندا.. مكاسب بالجملة علي رأسها سد النهضة وشبكة الطرق
علاقات تاريخية وتحديات مشتركة ممتدة تربط العلاقات بين مصر وأوغندا على المستوى السياسي والاقتصادى والأمني، توجتها اليوم القمة الرئاسية الرابعة بين الزعيمين عبدالفتاح السيسي، ويوري موسيفيني بتعزيز أطر التعاون المشتركة، ودعم تحقيق التكامل والتقارب بين البلدين. قمة السيسي يوسيفيني تناولت عددًا من القضايا المهمة وعلى رأسها حل المشكلات العالقة بشأن سد النهضة، حيث تم تأكيد تنفيذ إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا، بالإضافة إلى تفعيل العلاقات في مجالات التجارة والاستثمار ومكافحة الإرهاب. وتعد قمة السيسي وموسيفيني اليوم هي اللقاء الرابع الذي يجمعهما سويًا، حيث كان الأول فى 2014 فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والثاني خلال زيارة الرئيس السيسى لأوغندا عام 2016، والثالث 2017 خلال مشاركتهما فى قمة دول حوض النيل، بحسب السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية. السفير صلاح حليمة قال إن أبرز القضايا المشتركة بين مصر وأوغندا هو التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والأوضاع فى شرق إفريقيا، والأمن المائى في ضوء التحركات الكبيرة التي تقوم بها مصر لشرح موقفها لدى قوى إقليمية ودولية على النحو الذى يضمن حدوث توافق للحفاظ على حصة مصر فى النيل. وأن يكون الاتفاق قائم على احترام اتفاقية المبادئ واتفاقية الأنهار، مشيرًا إلى أن دور مصر فى مشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط الذي أطلقته مصر في أواخر 2017،، وهو المشروع الأضخم الذي ستستفيد منه أوغندا بشكل كبير. ويستهدف المشروع ربط دول حوض النيل بممر ملاحي يدعم حركة التجارة البينية والسياحة، ويعمل على توفير فرص العمل، وزيادة إمكانية الدول الحبيسة بالاتصال البحار والموانئ العالمية. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك تنسيقًا وتعاونًا كبيرًا بين مصر وأوغندا في الملفات الإقليمية وخاصة في أزمة جنوب السودان، مشيرا إلى أن تحقيق الأمن فى جنوب السودان جزء أصيل من الأمن القومى المصرى، ومن ثم لعبت الدولتان دورا هاما فى تقريب وجهات النظر بين قادة جنوب السودان، إضافة إلى قضية أخرى تهم الدولتين وهى الصومال نظرًا لوجود قوات حفظ السلام تابعة لأوغندا هناك وسعي مصر لدعم أمن الصومال بشكل كبير. كان وزير الخارجية سامح شكري قد شارك مع رئيس أوغندا في افتتاح مجلس التحرير الوطني للحركة الشعبية لتحرير السودان في جوبا تتويجا لجهود توحيد الحركة الأسبوع الماضى. وحول الخلاف على الاتفاقية الإطارية لحوض النيل المعروفة باسم عنتيبي، أشار نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية إلى أن اعتراض مصر على بعض البنود باتفاقية عنتيبى تتلخص فى نقطيتين وهما: الإخطار المسبق، وأن يكون هناك إجماع إزاء أي مشروع يصدر عن أي من الأعضاء الموقعين على الإتفاقية. وكانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرسمية الأخيرة إلى جمهورية أوغندا فى ديسمبر 2016، قد حملت العديد من الرسائل الإيجابية، حيث هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية على كل الأصعدة، وتأكيد انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات، وتطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الإفريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أهمها تعزيز السلم والأمن في منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي وتعظيم الاستفادة من حوض النيل بما يعود بالنفع على جميع الدول الحوض. بدوره أكد السفير محمد الشاذلى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن إستراتيجية مصر لحفاظ على حقوقها المائية تتطلب تعزيز التسيق والتعاون مع دولة لها وزنها بين دول حوض النيل مثل أوغندا لدعم مركزها فى هذا الإطار. وأكد أن قضايا الأمن المائى تصدرت مناقشات القمة الرئاسية المصرية الأوغندية، نظرًا لما تتمتع به أوغندا من نشاط وتأثير كبير بالمنطقة. مؤكدًا أهمية تحرك مصر بقوة فى منطقة حوض النيل والقرن الإفريقى للتأكيد على أن أمن مصر المائى مسألة حياة أو موت. وبشأن التنسيق بين البلدين لحل قضايا القارة السمراء وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول القارة، أوضح الشاذلى أن مصر تاريخيًا تعمل على التهدئة بين الأطراف المتنازعة بالقارة السوداء، وأبرز دليل على ذلك سعى مصر لتحقيق الاستقرار بجنوب السودان؛ لأن أى حالة من عدم الاستقرار فيها تنسحب على السودان وبالتالى ستؤثر على مصر.