اليوم عيد الأم، نحتفل به في كل بيت في مصر والعالم العربي. تجتمع الأسرة كلها حول هذا الملاك الذي منحنا الحياة والحب والحنان بلا مقابل، فالأم لا تطلب شيئا من أبنائها سوي التقدير والحنان والاحترام.. ولكن للأسف يحدث أحيانا أن ينسي الأبناء فضل الأم التي تعطي بلا حدود، فإذا فقدوها شعروا أنهم فقدوا أجمل ما في الحياة ! ولهذا السبب دعا مصطفي أمين للاحتفال بعيد الأم عام 1943 في كتابه أمريكا الضاحكة.. ولكن لم تلق الفكرة قبولا.. ثم عاد وكرر الدعوة مع توأمه علي أمين، بعد أكثر من عشرة أعوام . كانت قد جاءت سيدة إلي »أخبار اليوم»، تشكو من عقوق ابنها، بعد أن ضحت بعمرها من أجله وقالت أنها لم تسمع منه كلمة شكرا مرة واحدة، هنا تذكر التوءم مصطفي وعلي أمين انهما أيضا لم يشكرا أمهما علي كل مافعلته من أجلهما.. وأصبح »عيد الأم» هو كلمة الشكر التي قدمها التوءم لأمهما، ولكل أم في العالم العربي. بدأ علي أمين يدعو للاحتفال بعيد الأم في عموده فكرة، لكنه حورب من اليوم الأول، بعد ان اعترضت الحكومة علي هذا العيد، فإذا الهجوم علي الفكرة يدفعها إلي الأمام. تحمست لها نساء مصر، وجعلن منها عيدا شعبيا لا عيدا حكوميا. أمام النجاح الكبير الذي تحقق، اضطرت الحكومة للاعتراف بالعيد. ولم يعد الاحتفال مقصورا علي يوم واحد في السنة بل أصبح شهر مارس كله، شهر الأم تقام فيه الاحتفالات بها ! المعارضة لعيد الأم لم تتوقف أبدا، البعض استكثر أن يبكي اليتامي أمهاتهم يوما واحدا في السنة، طلبوا تغييره إلي »عيد الأسرة» حتي تحتفل الأسرة ببعضها البعض.. ولكن عيد الأم استمر لأن الناس تمسكت بالاحتفال به، لأن الأم هي وحدها الصدر الذي يحتوي الأبناء إذا أغلقت في وجوههم كل الأبواب ! كل عام وأنتم بخير .