السحابة التي فقدت نصف أسنانها في شتاء فاسد لا تنتظر البرق أن يرفع حمالة صدرها ولو قليلاً.. السرير الذي أكل السوس قوائمه لا ينتظر دفء جسدين لم يعد لهما نية للتلامس.. الخنفساء التي أنفقت نهارها في محاولة الصعود إلي حجرِ أملس لا تنتظر أن يصير لها جناحان.. المحاربون الصغار الذين لا ينقطعون عن كتابة رسائل العزاء لا ينتظرون أن تنتهي الحرب.. بائعة الهوي ودون أن تدخل سن اليأس لم تعد تعتب علي عجينة السكر بالليمون ولا حتي علي المرأة التي صدئت حوافها ثديها الذي أحرقت- وفي حرب غير جادة- مراكبه يعرف سر ذلك.. المشرد الصغير الذي قلبهُ يسقط أسفل قدميه كلما مر شرطي، لم يعد يسأل صديقته- وهو يأخذ بيدها لتتشرد بين مخاطر جسده- عن موضع قلبه، أساساً لم يعد له قلب..، الصحراوي الودود وهو يسعي هنا وهناك حاسرَ الرأس لم يعد يسأل نفسه عن السبب..، المرأة بلا زيادة..، الرجل بلسان نشط..، الفراشات بأعمار طويلة..، الخريف برأس صالح..، الصيف بلا عقاب..، الغراب بلا لوم..، مالك الليل بلا جروح..، المراهقات بلا كيمياء..، المساء بوضوح..، الصباح بقدم لا تعرج..، سكان المدن بلا تعاسة..، الحانات بلا رجل يبكي آخر السهرة..، سلحفاة بلا ماض..، النحلة بلا قانون..، المحطات العامة بلا رجل يحك في قفاه..، الحبيبات بلا قوائم انتظار..، الدروب بلا انحناءات حادة تظهر فجأة..، الآباء بلا تأنيب..، الأمهات بلا انتظار لنوبات العطب المفاجيء في مارس..، الأصدقاء بلا نوايا..، آخر الليل بلا مطالب..، جسد بلا رغبات..، الموتي بلا عيون من زجاج يؤذي..، البحر بلا خدر بفعل اليود والحسرة..، الصحراء بلا نميمة..، أنا الآخر بلا مشاريع في رأسي أسعي بين خرابات افتراضية يدي في الجيبين هكذا وروحي تحدق في فراغ مهيب