علي مدار يومين، شهدت كل من القاهرةومدريد فعاليات الاحتفالية الرابعة للمنتدي الثاني عشر لابن عربي بعنوان: »الفكر الاجتماعي والسياسي لابن عربي«..نظم الاحتفالية المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد بالتعاون مع مؤسسة ثقافة السلام برئاسة فيديريكو مايور ثاراجوثا المدير العام الأسبق لمنظمة اليونسكو، وقطاع الشئون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي برئاسة د.محمد جابر أبوعلي. في البداية قال د.عبدالفتاح عوض رئيس قسم اللغة الإسبانية بآداب القاهرة والذي أدار الحوار من القاهرة »باللغة الإسبانية«، أنه استلهاماً لفكر ابن عربي يدافع هذا المنتدي عن ثقافة السلام بين الشعوب والأديان بحوض المتوسط.. وأضاف: ندرك أن واحدة من الأفكار المتداولة هذه الأيام تشير بشكل غير مباشر لمفهوم الأصولية لبعض الحركات السياسية التي استخدمت مرة أخري الأديان وقوداً للبغضاء والكراهية والحرب، مشيرا إلي أن المنتدي الثاني عشر لابن عربي في دوراته السابقة في كل من مارسيليا وطليطلة وسراييفو، وفي دورته الحالية التي تعقد بالبث المباشر بين مدريدوالقاهرة يهدف إلي التعبير عن الاحترام للحرية الدينية في إطار النظام السياسي نتاج هذا المبدأ في محاولة لتجنب الضرر والعمل علي تعزيز التضامن والنزعة الإنسانية الكامنة في الأديان..كما أشار د.عوض إلي وجود تيار مصري ترك بصمة علي المعلم الأكبر محيي الدين بن عربي من خلال علاقته ب »ذي النون المصري« المتصوف الذي خصص له العلامة الأندلسي كتابه »الكواكب الدرية«، ومن جانب آخر ترك إبن عربي بصماته في أعمال مؤلفين مصريين كثيرين مثل عبدالوهاب الشعراني، وهناك قضايا أخري تتعلق بابن عربي ومروره بمصر واستمرار تأثيره الروحي والفكري علي أبناء وادي النيل..وأكد الحضور في كل من القاهرةومدريد أن الحوار بين الثقافات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب وبين التقليد والحداثة، يجب أن يكون حوارا مفتوحا بين جميع الأزمان ولابد من استعادة النماذج والأفكار والمباديء التي أثمرت في الماضي عن إحداث درجة من الحوار، ومن هنا كانت الإشارة إلي استدعاء فكر ابن عربي باعتباره مثالا مرجعيا في السياسة والتي أساسها احترام التنوع وإرساء ثقافة السلام..شارك في الحوار من مدريد كل من د.محمود علي مكي، د.بدرومارتينيث مونتابيث أستاذ الدراسات العربية بجامعة مدريد، د.خوان خوسيه تامايو، أستاذ فلسفة الأديان بجامعة كارلوس الثالث، د.خوسيه مونليون، رئيس المعهد الدولي لمسرح البحر المتوسط، وأدار الحوار د.السيد سهيم المستشار الثقافي المصري بأسبانيا..ومن القاهرة د.محمد جابر أبوعلي، د.عبدالفتاح عوض، د.أحمد زايد، د.صلاح رسلان، د.مني ربيع بسطاوي، د.أحمد عبدالحليم عطية.وارتكزت المحاور التي دارت حولها المناقشات حول: الهجرة وتأثرها بظاهرة معاداة الأجانب، المفهوم الخاطيء للإسلام وربطه بالإرهاب، التصريحات والوعود الجوفاء بإحداث ثقافة السلام من قبل الهيئات والمنظمات الدولية، الفكر والثقافة كعنصرين أساسيين لإحداث السلام، وأخيرا حقوق الإنسان والتنوع الثقافي.