"الرسم...حرية" كان هذا هو الشعار الذي اتخذته الدورة الثانية لأسبوع الكوميكس في مصر الذي نظمته دار صفصافة للثقافة والنشر بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والفنية في مصر في الفترة من 2 إلي 7 نوفمبر. شهدت الدورة لهذا العام مشاركات خارجية من جانب فنانين من الولاياتالمتحدة وألمانيا وسويسرا إلي جانب المشاركات المتميزة من جانب الفنانين المصريين الذين أثروا هذا الحدث بإسهاماتهم الإبداعية شهد الأسبوع عقد ورشتين تدريبيتين إحداهما للهواة والأخري للمحترفين, وثلاث جلسات حول "الكوميكس وحرية التعبير" وأيضاً "النشر المستقل لمطبوعات الكوميكس"، هذا إلي جانب معرض للفنانة السويسرية "باربرا ماولي" ومعرض مجمع لعدد من الفنانين المصريين. في مستهل المهرجان ألقي محمد البعلي ، رئيس دار صفصافة للثقافة والنشر، كلمة المنظمين حيث قال : " هذه هي النسخة الثانية من أسبوع الكوميكس في مصر الذي نخطط من أجل تنظيمه سنوياً بالتعاون مع معهد جوته والمعهد الفرنسي, نحن نتحدث دائماً عن حرية التعبير ولذلك اتخذها المهرجان شعاراً له, إنها لازمة وضرورية لكل فن ولكن السلطات المصرية تقوم بالتضييق عليها, وبالصدفة البحتة يجلس معنا اليوم أحد المتحدثين في المهرجان وهو الكاتب والروائي المصري أحمد ناجي الذي أحيل لمحكمة الجنح لنشره فصل من روايته الجديدة (استخدام الحياة), والتي وصفتها النيابة العامة بأنها خادشة للحياء. تحدث بعد ذلك المدون الأمريكي "جوناثان جاير" الذي يعيش في مصر ويتابع أخبار الكوميكس ورسوم الكاريكاتير ويتناقش حولها في مدونته الإلكترونية "أم كرتون" ، وتحت عنوان" القصة الأصلية للكوميكس العربي" تحدث جوناثان الذي قال: هناك من يعتقدون خطأ أن فن الكوميكس لم ينتشر في مصر إلا بعد قيام الثورة ولكن من يبحث في أرشيف هذا الفن سوف يجد مجلة الفكاهة التي كانت تصدر منذ سنوات بعيدة وبالتحديد عام 1930 . قد سافرت إلي بيروت لأنها تحمل الجذور الأولي لهذا الفن ووجدت أن الفنانين هناك قاموا بعرض تجاربهم مع الحرب عام 1980 عن طريق الفن وكان هذا ثورة في فن الكوميكس ويعتبر جاد خوري من آباء هذا الفن فهو صاحب تجارب كثيرة مثل مجلة السمندل ومجلة "من بيروت" التي أطلقها ثمانية رسامين كانت زوجته واحدة منهم, أما في القاهرة فظهرت مجلة "مترو" لمجدي الشافعي عام 2007 التي تمت مصادرتها بسبب التضييق علي حرية التعبير ولكنها عادت في السنوات الثلاث الأخيرة وهناك أيضاً مجلات مثل "توك توك", "الدوشمة", "الجراج". في النهاية أري أن فن الكوميكس يساهم في تغيير الواقع" من جانبه تحدث الكاتب والروائي أحمد ناجي عن واقع وتطور فن الكوميكس في مصر، كما قامت الفنانة السويسرية "باربرا ماولي" بافتتاح المعرض الخاص بها والذي عرضت فيه بعض أعمالها الفنية ضمن فعاليات المهرجان، التي شهدت- أيضا- افتتاح عدد من الفنانين المصريين للمعرض الجماعي الخاص بهم وكان هناك عدد من الفنانين الذين حظيت أعمالهم باهتمام خاص من بينهم : محمد وهبة الشناوي, مي كريم,فريد ناجي, أحمد حسام, مصطفي الحر,إسلام الشيمي, وعلي هامش المعرض أقيم جناح خاص لعدد آخر من الفنانين جاء تحت عنوان "انكتوبر" وذلك بدعم من منصة كتبنا للنشر الاكتروني، وحول موضوع "الكوميكس وحرية التعبير" دارت أحاديث المائدة المستديرة الأولي التي شارك فيها الفنان المصري محمد وهبه الشناوي والفنان الألماني تيم جيديكه اللذان تحدثا عن أهمية فن الكوميكس وفعاليته في تغيير الواقع ودوره في معالجة المسائل السياسية والاجتماعية بشكل فني, كما تطرق النقاش إلي ضرورة أن تتيح الأنظمة السياسية فرصاً للتعبير عن الذات بدلاً من القمع والاستبداد ورفض الآخر. أما الجلسة الثانية للموائد المستديرة فجاءت بعنوان " النشر المستقل لمطبوعات الكوميكس" تحدث فيها محمد جمال,الذي جاء ممثلاً عن منصة كتبنا للنشر الإلكتروني ، و كريم محمد أنور,الذي جاء ممثلاً عن ستوديو أوفيوس ، ودارت المناقشة حول المشكلات التي تواجه دور النشر الصغيرة والفنانين الصاعدين ومحاولة إيجاد حلول بالإضافة إلي ضرورة زيادة أعداد مطبوعات الكوميكس وتوزيعها بشكل جيد يتيح للجمهور التعرف إلي هذا النوع من الفن والاشتباك معه لأهمية هذه المسألة التي تشكل بعداً مهماً من الزاوية الاجتماعية والثقافية ذلك لأن النشر المستقل لمطبوعات الكوميكس من شأنه أن يعلي من قيمة هذا الفن ويزيد من مساحة انتشاره، في حين احتضنت مدينة المنيا المائدة المستديرة الثالثة التي حملت عنوان "الكوميكس وحرية التعبير" تحدث فيها الفنان الألماني تيم جيديكخ والفنان المصري محمد وهبه الشناوي. وفي اليوم الختامي للمهرجان احتفل الحضور بإطلاق مجلة "نور" للكوميكس التي تعتبر أحدث المطبوعات في عالم الكوميكس المصري،كما تم تكريم الفنان خالد الصفتي صاحب سلسلة "فلاش" وذلك لدوره الرائد في النهوض بمجال فن الكوميكس في مصر, وقد دخل الحاضرون معه في حلقة نقاش حول هذا الفن الذي يمكن أن يلعب دوراً كبيراً وفاعلاً إن أُتيحت له الفرصة.