لفت غياب عادل إمام وعدم حضوره لتكريمه فى ختام فعاليات المهرجان القومى للسينما المصرية، نظر العديد من الحاضرين، وأرجع بعضهم السبب فى ذلك إلى تواجد أحمد حلمى لتسلم جائزته أفضل ممثل، وهو ما تهامس به بعض النقاد والجمهور أثناء الحفل. الغريب أن الزعيم كان مشاركا فى هذه الدورة فعليا بفيلم "حسن ومرقص" والذى لم ينل أى جائزة، لكن البعض أرجع غيابه بسبب انشغاله بتصوير "بوبوس". غياب الزعيم، أحرج وزير الثقافة فاروق حسنى ورئيس المهرجان القومى للسينما على أبو شادى، اللذين كانا ينتظران حضور عادل إمام، وصرح أبو شادى لليوم السابع بأن الزعيم تعرض لظرف طارئ منعه من الحضور، لأنه أكد أكثر من مرة له على حضوره، قائلا "يبدو أنه اتزنق فى تصوير مشهد"، وإذا كان يعتزم مسبقا الاعتذار عن الحضور لكان أرسل من ينوب عنه فى تسلم جائزة التكريم، لافتا النظر إلى أن حلمى حضر رغم انشغاله الشديد فى تصوير فيلمه الجديد "عقبال عندكم"، وأضاف على أبو شادى أنه سيتصل بعادل تليفونيا ليطمئن عليه. ولم يكن ذلك الموقف المحرج الوحيد الذى تعرض له كل من الوزير وأبو شادى، فمع اقتراح الكاتب جمال الغيطانى رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بأن يضم المهرجان أفلام الديجيتال والd.v.d على حد تعبير الغيطانى ضمن فعاليات المهرجان، ثار أبو شادى على المسرح مصححا للغيطانى بأن المهرجان يضم بالفعل مسابقة لتلك الأفلام، مما طرح تساؤلات العديدين عن اختيار الكاتب الكبير الغيطانى رئيس لجنة تحكيم لمهرجان لا يمتلك معلومات كافية عنه. وحول ذلك الموقف أكد أبو شادى أن موقف الغيطانى لم يسبب لهم أى إحراج، وأنه قام بالتصحيح للكاتب الكبير، أما عن رئاسة الغيطانى، فأكمل أبو شادى أن هناك عددا كبيرا من الكتاب بالفعل قد تولوا رئاسة لجان المهرجان مثل عبد المعطى حجازى، لأن رجال الثقافة دائما لهم دورا فى السينما. وأثار فوز فيلم "بلطيه العايمة" بأربع جوائز دفعة واحدة، حفيظة أغلب النقاد، حيث أبدى الناقد طارق الشناوى تعجبه من قرار لجنة التحكيم، أما الناقد نادر عدلى فأكد أن هذه الدورة بقراراتها من أسوأ دورات المهرجان، وأن رئيس اللجنة الغيطانى أكد استياءه من تكرار الأدوار والنمطيات التى يؤديها الممثلون دون أى اختلافات، بينما يعطى جائزة أحسن ممثلة لعبلة كامل والتى أدت أدوارا مشابهة لدورها فى "بلطية العايمة" 6 مرات من قبل. الكاتبة هناء عطية والتى تشارك بالمهرجان بفيلم "خلطة فوزية" طعنت فى نزاهة لجنة التحكيم، مؤكدة لليوم السابع أنها لجنة ظالمة، وأنه تم استبعادها من أى جوائز لأن هذه اللجنة لها حساباتها الخاصة مع السيناريست بلال فضل. وتختلف فى الرأى عنهم الناقدة خيرية البشلاوى رئيسة مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، حيث طالبت من انتقد "بلطيه العايمة" أن يشاهده مرة أخرى لأنه فيلم مصرى متميز رأت فيه مدينة الإسكندرية لأول مرة على الشاشة، إضافة إلى تميزه فى الصورة والقضية التى يطرحها، وأكملت أنها دعمت وبقوة مشاركة الفيلم فى الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. الناقد مجدى الطيب عضو لجنة التحكيم، أكد أن الفيلم يستحق كل تلك الجوائز، وأن هذا قرار لجنة التحكيم والتى انتبهت بشدة عند مشاهدة الفيلم على أهميته، وأكمل الطيب أن مشكلة الفيلم أنه حكم عليه بتصور مسبق أن الثلاثى على رجب وبلال فضل والسبكى لا يقدمون نوعية جيدة من الأفلام. المفارقة أن المنتج أحمد السبكى وأحمد عبد الله وسامح عبد العزيز شوهدوا قبل دخولهم المسرح يهنئون أنفسهم بعد أن أبلغتهم إدارة المهرجان بحصولهم على بعض الجوائز، حيث اعتقدوا أنهم قد حصلوا على جوائز بفيلم" كباريه"، لكنه لم يأخذ أى جوائز، وهو ما دفع السبكى إلى إبداء استعجابه من خروج "كباريه" بتلك النتيجة، رغم أنه حصل على 6 جوائز من مهرجان جمعية الفيلم الماضى، بينما خرج السيناريست أحمد عبدالله مؤلف الفيلم مسرعا من القاعة عقب إعلان جائزة أحسن سيناريو والتى حصل عليها بلال فضل عن فيلم "بلطية العايمة". أما المنتج وليد صبرى فأكد سعادته بالفوز مؤكدا رضاه عن الجوائز التى حصدها فيلم "أسف على الإزعاج" خاصة أن أغلب المهرجانات المصرية قد أنصفت الفيلم وحصد عددا كبيرا من الجوائز. ومن كواليس المهرجان استاء المخرج خالد يوسف من كلمة مدير التصوير محسن أحمد والتى أهدى فيها جائزته للمخرج محمد ياسين، حيث أكد محسن بالكلمة أنه بسبب عمله مع محمد ياسين فى فيلمى دم الغزال والوعد حصل على 5 جوائز، وأن ياسين كان يستحقها، أما المخرج خالد مرعى، فقد استاء لعدم حصوله على جائزة أفضل مخرج ولم يحضر الفعاليات.
