أسير مودعا مشيعا صديق صادق تعاهدنا على ألا نفترق أشيعه وقلبى يحترق مسترجعا ذكريات ماضى جميل عشنا فيه وعاش فينا فعندما كنا صغارعلى ضفاف النهر أنا وعلى لعبنا ومرحنا لا نعرف حينها غير اللعب والضحك لا نأبه بما يدور حولا صغير أم كبير أشجار النهر نعرفها وطيورها تعرفنا وبصوتها الصياح تنادينا نسمعها وتشجينا كانت خطواتنا على ضفاف النهر تملأ المكان حتى أصبحت لأهلنا عنوان هنا جلسنا.. ومن هنا سبحنا فى الماء و كان على يسبقنى وأسبقه وماء النهر يسبقنا ونلحقه ومن هنا تعلمنا الصيد وكثيرا ما أصطدنا صبرنا ولم نيأس علمنا النهر حب العطاء والوفاء لمن نحبهم ويحبونا وعند كل غروب نجرى على بيوتنا سعداء وفى المساء نشم نسمات النهر العليلة التى تحملها الرياح ليصبرنا حتى ترش الأرض أنداء الصباح على ضفاف النهر عشنا أجمل سنوات عمرنا وحلمنا بحياة يملئها التفاؤل والأمل بمستقبل مشرق يصنعنا ونصنعه نفيد بلدنا ونبنيها كما تبنينا وبعد أن فارقنا الصبا والشباب تاهت أحلامنا بين الحقيقة والسراب ومر شريط حياتنا بين فرحة ودمعة وعذاب ركبنا موجة العناء تحت ظلم الحاكم وصمت المحكوم كبرنا وشخنا ضعفنا والنهر ما زال كعادته صبيا فتيا هادئا لا تعنيه الغيوم متلألأ تغازله إشارات النجوم ها صديقى.. وصلنا إلى مثواك الأخير وأعلم أننى قادم إليك مهما طال عمرى فأنا مستعد للرحيل.. وسيأتى يوما وأقول وداعا أيها النهر الجميل.. وداعا يا صاحب العمر الطويل .