رغم الانتشار المكثف لقوات الأمن فى حى الإخصاص شمال مدينة المنيا، إلا أن الرعب يخيم على القرية إثر نزول حيوان السلعوة وإصابته لأربعة أطفال ومجند بإصابات مختلفة فى الوجة والأطراف، ثم فراره هاربا داخل شونة مهجورة لشركة النيل لحليج الأقطان. تلقى اللواء جاد جميل يوسف مدير أمن المنيا، بلاغا من المقدم إبراهيم حسانين رئيس مباحث بندر المنيا، بوصول 4 أطفال ومجند بحى الإخصاص شمال مدينة المنيا، مصابين بإصابات مختلفة إلى مستشفى المنيا العام بعد تعرضهم لهجوم حيوان برى يشبه السلعوة. انتقل إلى الحى رجال مباحث القسم وعلى رأسهم رئيس المباحث والنقباء هشام عبد الحكيم وعمرو حسن وأحمد مختار معاونو مباحث القسم، ونشروا أكمنة متعددة فى المناطق التى أكد الأهالى ظهوره فيها. كما قام رجال المباحث بمحاصرة مقر شونة شركة النيل لحليج الأقطان والتى تبلغ مساحتها 3000 متر، وتعد مهجورة لتوقف مصانع الشركة عن الإنتاج، وأكد الأهالى أن السلعوة هربت إليها بعد مهاجمة الأهالى لها الذين حاولوا اللحاق بها لقتلها بعد إصابتها لخمسة من أبناء الحى. وأكد الدكتور محمد أبو ضيف مدير عام مستشفى المنيا العام، أن المستشفى استقبل خمس حالات ادعوا أن حيوان السلعوة هاجمهم وأصابهم بإصابات مختلفة فى الوجه والأطراف وهم: يوسف محمد يوسف (8 سنوات)، وشهد أحمد نادى (4 سنوات)، وعبده نصر فراج (4 سنوات)، ومحمد مصطفى محمد (8 سنوات)، وخلف عبد الوهاب محمد (35 سنة) مجند بالشرطة. وأضاف مدير المستشفى أنه تم عمل الإسعافات الأولية لجميع المصابين، ووضعهم تحت الملاحظة خوفا من أن يكون هذا العقر من كلب سعران ضال الطريق، ويتوهم الأهالى أنه سلعوة، وتم تحويل الطفلين يوسف محمد يوسف وشهد أحمد نادى إلى مستشفى المنيا الجامعى، لحاجتهما إلى جراحة تجميل. وأكد المجند المصاب الوحيد من الكبار فى الحادث أنه فوجئ بحيوان شرس شكله ما بين الكلب والديب ذى وجه مسحوب و"بوز" طويل يهاجم الأطفال فى الوجه والأطراف حتى أنه كاد أن يقطع ذراع الطفل المصاب محمد مصطفى والذى كان واقفا على باب منزله يلهو هو ومجموعة من الأطفال، ولما حاولت منعه من إصابة الطفل هاجمنى بشراسة وكأنه حيوان مفترس ولولا وصول عدد كبير من الأهالى لكان قد قتلنى بالفعل، حيث أمسك بذراعى وعضنى فى أماكن متفرقة من جسمى وكاد أن يقطع ملابسى. أما أحمد نادى أحمد والد الطفلة المصابة شهد (4 سنوات) فيقول: "إن ابنته كانت تلهو فى مدخل المنزل وأنه فوجئ بها تصرخ بصوت عال وبشدة فظن أنها وقعت، إلا أنه عندما هرع إليها وجد السلعوة"، مؤكدا أنها سلعوة لأنه رآها من قبل فى أماكن مختلفة فى الجزيرة المقابلة، ورجح أن تكون قد عبرت النيل ونزلت إلى حى الإخصاص الواقع على الضفة الغربية للنيل شمال مدينة المنيا، خاصة وأن هناك عدة جزر مقابلة للإخصاص قيل إن بها عددا كبيرا من حيوان السلعوة ولا يستطيع أحد مهاجمته. ووسط هذا التواجد الأمنى المكثف يقول جمال غندور رئيس المجلس الشعبى المحلى لمدينة المنيا، إن هناك حالة شديدة من الخوف والرعب سادت بين الأهالى، حتى أن الأهالى منعوا أبناءهم من الخروج حتى للمدارس، أما الأطفال فأصيبوا بحالة شديدة من الهيستريا والبكاء، خاصة وأنهم رأوها تهاجم زملاءهم، مما دفع الأهالى لتقسيم أنفسهم إلى مجموعات لمساعدة الشرطة فى العثور على هذا الحيوان والفتك به، خاصة وأنه يحتاج إلى تكاتف الجهود لأنه يتميز بسرعة فائقة تفوق أى توقع، وأنهم يطالبون رجال الشرطة بعد الفتك به عرضه على أهالى الحى لبث الطمأنينة فى نفوسهم وأطفالهم. الجدير بالذكر أن محافظة المنيا تشهد للعام الرابع على التوالى ظهور السلعوة فى قرى مختلفة وفتكها بالأطفال، حتى أنها استطاعت من قبل قتل طفلة داخل مدرسة منسافيس الابتدائية.
