حالة من الغضب والاستياء الشديد سادت مزارعى القمح بمحافظة المنيا، بعد إعلان أسعار توريد القمح، والتى تراوحت بين 240 جنيهاً و250 جنيهاً للإردب، وهى الأسعار التى اعتبرها المزارعون خراب بيوت لهم، مما دفع عدداً كبيراً منهم إلى حرق محصول القمح قبل أن يتم نضجه وبيعه "فريك" حتى يتدارك الخسارة، حيث يتراوح سعر الإردب فى "الفريك" بين 350 جنيهاً و400 جنيه، بزيادة كبيرة عن أن يقوم ببيعه محصولاًَ عادياً. أكد الفلاحون عدم التزامهم بالدورة الزراعية فى الموسم الزراعى القادم، مؤكدين أن الأسعار التى وضعتها الحكومة سوف تؤدى إلى تقلص المساحة المزروعة من القمح العام المقبل. ويقول شادى شحاتة، أحد المزارعين، إن مديونيات المزارعين لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى تفوق بكثير الأسعار المعلنة من الحكومة، مما يهدد عدداً كبيراً منا بالسجن لعدم الوفاء بدين البنك، وأضاف أن زراعة فدان القمح تتعدى تكلفته إلى 2000 جنيه، فإذا كان سعر الإردب 240 جنيهاً فسوف يتسبب لنا فى خسارة فادحة وخراب بيوتنا. أما أحمد عبد الجواد، مزارع، فقد أكد أنه بعد إعلان الأسعار المخيبة للآمال للفلاحين اضطر عدد كبير منهم، وخاصة فى مراكز مغاغة والعدوة وسمالوط إلى حرق المحصول مبكراً وبيعه على صورة "فريك" بزيادة فى سعر الإردب تصل إلى 100 جنيه، وذلك يمثل اغتيالاً حقيقياً للمحصول الرئيسى، الذى لا غنى للدولة عنه. وأضاف أحمد شعبان، أحد الخريجين، أنه قام ببيع مصوغات زوجته واستئجار فداناً من القمح لزراعته، لمساعدته على مصاعب الحياة والكسب الحلال إلى أن جاءت أسعار الحكومة مخيبة لآماله وزادت من سوء حالته النفسية، مؤكداً أنه لن يخوض هذه التجربة مرة أخرى، متمنياً أن يستطيع أن يحصل على ما دفعه فقط فى استئجار هذا الفدان الذى استأجره بمبلغ 5000 جنيه. أما عمر عبد الغنى فقال، إننا كنا نأمل فى أن يرتفع سعر الإردب هذا العام عن العام الماضى، لكن الحكومة خيبت آمالنا، مؤكداً أن هناك عشرات من مزارعى القمح لن يقوموا بعملية التوريد بالبنوك لسداد مديونيتهم، وسوف يتم تخزين محصول القمح لحين استقرار سعره، فيما أكد بعض المزارعين رفضهم للحصاد لأن عملية الحصاد تضيف أعباءً جديدة على المزارع. وتساءل سيد عبد الرحيم لماذا تتحامل الحكومة على الفلاحين وتفضل شراء القمح المستورد، ثم تخرج علينا وسائل الإعلام أن القمح الذى تم استيراده "مسرطن" وتحاول أن تقلل من شأن القمح الذى يتم زراعته داخل الدولة، وأضاف أن مئات المزارعين فى المنيا لن يلتزموا بالدورة الزراعية مثل العام الماضى، وسوف يقومون بزراعة محاصيل أخرى تدر عليهم أرباحاً عالية مثل الفواكه والخضروات.