احتفلت الكنائس الكاثوليكية فى مصر بأعياد الميلاد المجيدة مساء أمس، بمختلف الكنائس والمطرانيات فى مصر، وسط تشديد أمنى أمام الكنائس. وحرصت مؤسسة الرئاسة على إرسال مندوب لها داخل المطرنيات الكبرى، وكذلك مندوب من وزارة الداخلية، حيث حضر معتز حسن أمين مندوب رئاسة الجمهورية واللواءين عصام الفرملاوى ومجدى يحيى مندوبين عن وزير الداخلية فى مطرانيتى الأقباط الكاثوليك بكنيسة مار أنطونيو بمنطقة الظاهر والسيدة العذراء بمصر الجديدة، وحضر أيضا الشيخ عماد حمدى خير الله عضو الأمانة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية مندوب عن شيخ الأزهر بمطرانية السيدة العذراء بمصر الجديدة، ولم يحضر ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة والنور. وترأس قداس عيد الميلاد بكنسية مار أنطونيو بمطرانية الأقباط الكاثوليك بحى الظاهر، الأنبا كيرلس وليم المدبر البطريركى للكنيسة الكاثوليكية ومطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، والذى قال فى كلمته، إن ببركة صلوات غبطة أبينا البطريرك الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب وباسمه نقدم إلى إخوتنا الآباء المطارنة والأساقفة والقمامصة والكهنة والرهبان وسائر أبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية، التهنئة بعيد الميلاد المجيد. وأكد الأنبا كيرلس، أننا اليوم متحدون مع قداسة الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر، ومع جميع إخوتنا الذين يحتفلون معنا بهذا العيد، نرفع الصلاة الحارة، لكى يحل السلام فى كل ربوع العالم. ودعا الأنبا كيرلس بالسلام لمنطقة الشرق الأوسط، مضيفا، إننا نصلى من أجل بلادنا الحبيبة مصر، لكى تنعم بالاستقرار والرخاء. وأضاف نصلى أيضا من أجل السيد محمد مرسى رئيس الجمهورية وكل من يعاونه فى السهر على خدمة أبناء الوطن، لكى تهدأ التوترات، ويعم التآخى، ويعمل الجميع على تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والفئوية، كما نصلى، من أجل كافة الكنائس وسائر أبنائها. وتابع الأنبا كيرلس مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، مع الكنيسة الجامعة نعيش سنة الإيمان، فى الذكرى الخمسين للمجمع الفاتيكانى الثانى والعشرين لصدور كتاب التعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكية، ونتجاوب مع دعوة الكنيسة. وأوضح الأنبا كيرلس وليم، إننا نحاول فى هذه السنة، إعادة اكتشاف فرح الإيمان بحماس، عبر اللقاء مع شخص يسوع المسيح، من خلال المواظبة على قراءة كلمة الله وتأملها وجعلها تتغلغل فى أعماقنا، فتصبح المحرك لأقوالنا وأفعالنا، فنصبح شهوداً لحب الله للجميع. كما ترأس الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركى، قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العذراء مريم بمدينة نصر، وقال فى كلمته نشكر الرئيس مرسى لإرساله معتز حسين أمين رئاسة الجمهورية مندوباً عنه، وكذلك اللواء أحمد جمال الدين الذى أوفد كل من اللواء عصام الفرملاوى ومجدى يحيى مندوبين عنه، إضافة لمندوب شيخ الأزهر الشيخ عماد حمدى خير الله عضو الأمانة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية. وأضاف: لم ألتق طوال حياتى شيخ أزهر متطرفا أو متعصبا، ونحن نصلى من أجل مصر والأزهر، ليظل على وسطتيه كمنارة للعالم الإسلامى، وأتوجه بالصلاة للكاردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك "المريض"، وتحدث عن مناسبة ميلاد السيد المسيح الذى اعتبره انطلاق لحضارة المحبة . وأضاف أن الإنسان المؤمن الحقيقى لابد أن يكون زاهداً فى السلطة والمال، فلا عبودية ولا إكراه ولا عنف فى الدين، فالمتدين الحقيقى لا يعرف العنف، ولا يفرح بسفك الدماء فهو مخلص لوطنه وجاره، فنحن نعيش عالماً مرعباً، لا أعلم هل أصيب بالجنون، فالثورات تجتاح العالم، والرغبة فى تغيير الأنظمة أصبح أمراً لافتا فى بلدان كثيرة، لكن مشهد الثورة وصراع السياسية لا يمكن أن يخفى تقدماً فى عقل الإنسان ووعيه، فالإنسان المصرى اكتشف أخيراً أنه صاحب المصير وصاحب الوطن، وانتهى عصر الخوف، ولكن مخاض التغيير يحتاج لوقت، فما أسهل الهدم وما أصعب البناء. وقال نحن نصلى من أجل الرئيس محمد مرسى، الذى شرفت بلقائه 3 مرات وأشهد أمام الله أنه يريد مخلصاً أن ينهض بمصر، نصلى من أجله وكل من يتعاون معه . وأنا بشكل شخصى أصلى من أجل حزب الحرية والعدالة وأدعو جميع القوى للحوار معهم لتنهض البلاد، فمصر لن تنهض إلا بجميع أحزابها، وأنا أناشد الجميع بالتضامن، لتحقيق النهضة التى نحلم بها والتى لن تتحقق إلا بعد سنوات، فعلينا أن ندع صخب السياسة وإشكالية هوية مصر ونفكر فى كيفية الخروج من الوضع الاقتصادى المتعثر فقط . كما نصلى من أجل القوات المسلحة، فالجيش هو الحصن المنيع للوطن، لتخرج مصر من صخب الصراع لطريق التنمية والنهضة الحقيقة "بارك مصر وبارك شعبها والمجد لله دائما". كما احتفلت بطريركية الروم الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد وترأس القداس البابا غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الكاوليك المالكية بالإسكندرية وأوروشليم وسائر المشرق للروم بكنيسة الروم الكاثوليك بالضاهر. وقال غريغوريوس فى كلمته "أقدم رسالة الميلاد السنوية إلى جميع مواطنين مصر الحبيبة وجميع أتباع كنيسة الروم الكاثوليك فى كافة أنحاء العالم. وأشار إلى أن بابا الفاتيكان تقدم بوثيقة الإرشاد الرسولى للعالم كله، لافتا إلى أن هذا الإرشاد يحتوى على رسائل سامية جدا، وقيما إيمانية شاملة عربية إسلامية مسيحية، تجوز أن تكون شرعة روحية ودستورا يرتكز على القيم الحقيقية تقدم لربيع روحى يخلص من العنف والدمار المنتشر بعالمنا العربى. وألمح إلى أن عدم الاستقرار فى بلادنا هو سبب الهجرة، للمسلمين والمسيحيين معا، لافتا إلى أن سكان الشرق الأوسط يعيشون أمام مخاطر فى حين أنها من المفترض أن تكون نموذجية تحت ظل السلام والمصالحة. واستطرد قائلا "المصالحة هى الخلاص من كافة مشاكلنا، ولا يمكننا أن نتقدم للأمام إلا إذا كانت بيننا مصالحة على كافة المستويات مهما كانت الأوضاع فى بلادنا. واعتبر أن أهمية المصالحة تأتى من قدرتها على تضميد الجراح وإعادة البناء، والعودة للحوار بين الطوائف وقبول الآخر، وقيمتها كرسالة عالمية ومستقبل للمنطقة بأسرها. نحيى بيت لحم من هنا، ونعرب عن تضامننا مع أهل سوريا، ونصلى من أجل دماء الضحايا فى كل مكان وفى سوريا، وأيضا الميلاد له منحى إسلامى حيث يقول الله تعالى فى القرآن الكريم "السلام عليه يوم ولد". وأردف قائلا" لابد أن نعمل على مساعدة أهل سوريا وندعمهم لإعادة بناء الكنائس التى هدمت جراء الحرب الدائرة هناك مضيفا، نصلى من أجل قادة الشعوب ليسعوا جاهدين لتلبية مطالب شعوبهم. وحضر القداس محمد المصرى مندوب رئيس الجمهورية ،ومحمد أبو زيد مندوب وزارة الداخلية، ولطيف وصفى سكرتير الأنبا رافائيل، ونهلة بكرى عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى. كما احتفلت كنيسة الروم الأرثوذكس بالعيد وترأس القداس البابا ثيؤدوروس بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، وكذلك الكنيسة الأسقفية وترأس القداس المطران منير حنا.
