فى تصريح خاص لليوم السابع أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى، وجود صعوبات فى عمليات التمويل تحول دون منع استيلاء الجانب الإسرائيلى على المياه الجوفية فى شبه جزيرة سيناء. وقال نصر الدين إن الوزارة لا تدخر أى جهد لمنع تسرب المياه المصرية إلى إسرائيل بإقامة بعض السدود والآبار على الحدود، لكن المؤكد أن نقص التمويل المادى يحول دون إنشاء العدد الكافى من السدود والآبار لوقف استيلاء الإسرائيليين على المياه المصرية. ورغم تصريحات الوزير بعدم وجود مشكلة بين الجانبين المصرى والإسرائيلى حول المياه الجوفية، وأن إسرائيل لا تستولى على المياه المصرية كما يردد البعض، وأن ما يحدث هو تسرب كميات قليلة إلى صحراء النقب بحكم الميل الجغرافى للأراضى الإسرائيلية عن الأراضى المصرية، إلا أن الدكتور محمود أبو زيد وزير الرى السابق قد أدلى لليوم السابع بمعلومات حول استيلاء إسرائيل على المياه الجوفية المصرية، مشيراً إلى أن مصر أقامت عددا من الآبار والسدود على الحدود المصرية الإسرائيلية لمنع اتجاه المياه إلى إسرائيل، لكنه طلب عدم نشر هذه المعلومات باعتبارها تتعلق بالأمن القومى المصرى. يذكر أنه فى منتصف مارس الماضى، ترددت أنباء قوية عن اجتماع نصر الدين مع وفد إسرائيل المشارك فى المنتدى العالمية للمياه الذى عقد فى مدينة اسطنبول التركية لبحث هذا الملف، وهو ما نفاه وزير الرى بشدة قائلا: لم أقابل أحدا من الوفد الإسرائيلى ولم اجتمع معهم. الخبير العالمى فى مصادر المياه الدكتور أحمد فوزى دياب، أكد صعوبة منع الجانب الإسرائيلى من الاستيلاء على المياه الجوفية فى سيناء لأن ذلك حسب تأكيده يحتاج لتمويل مالى ضخم على اعتبار أن المياه الجوفية فى هذه المنطقة مياه سطحية تسير فى وديان الخزان النوبى فى سيناء والتى تصب فى صحراء النقب فى إسرائيل، ولوقف تدفق هذه المياه نحتاج لحفر حوالى 80 بئرا، يتكلف البئر الواحد منها من 4 إلى 5 ملايين جنيه إضافة إلى إقامة عدد من السدود تكلفتها المبدئية حوالى نصف مليار جنيه. المفاجأة التى أكدها دياب أن إسرائيل تنفذ مثل هذه المشروعات شمال الحدود المصرية الإسرائيلية لمنع تسرب المياه إلى الأراضى المصرية. استيلاء إسرائيل على المياه الجوفية من سيناء كلام سياسى، هذا ما أكده الدكتور حسين إدريس استشارى المياه الجوفية والرئيس السابق لشركة الأبحاث العامة للمياه الجوفية "ريجوا" وأنه لا يمكن منع المياه الجوفية التى تذهب إلى إسرائيل من تحت الأرض ولا نستطيع منعها وليس لنا الحق فى ذلك. وعن السدود والآبار التى تقيمها مصر لمنع المياه قال إدريس إنه يسمع هذا الكلام لأول مرة وإنه كلام له أغراض سياسية وإن السدود فى الهندسة عبارة عن منظم لحركة المياه لكن لا يمنعها.
