قد يبدو العنوان غريبا بعض الشىء ولكنه الحقيقة التى ظهرت بشكل واضح بعد القرارات الخاطئة للرئيس الإخوانى محمد مرسى وتسببت فى تقسيم البلاد إلى كفار ومؤمنين، عملاء ووطنين، أهل نعيم وأهل جحيم، وظهرت ايضا جماعات وميليشيات وكتائب تابعة للإخوان والسلفيين لتأديب كل المعارضين للدكتور مرسى، واستخدم كل طرف له طريقته فى تنفيذ مخططه، فهذه ميليشيات الإخوان تدخل فى معركة مع الثوار وتصيب منهم المئات فيما عرف بموقعة القصر، وذهب جزء آخر منهم لمحاصرة المحكمة الدستورية العليا لإرهاب القضاة. أما جماعة «حازمون» فذهبت لفرض حصار على مدينة الإنتاج الإعلامى، وقادهم الشيخ حازم أبوإسماعيل، والذى لا أفهم ما هو دور هذا الرجل فى مصر الآن، خاصة أنه أصبح جزءا أصيلا من إشعال الفتن مستخدما عددا من مريديه لإرهاب عباد الله، وحول نفسه وجماعته إلى هيئه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كما فى السعودية يفتش فى نوايا الناس، ومازال هذا الشيخ وجماعته يفرضون حصارا إرهابيا دون تدخل من القيادة السياسية المتمثلة فى الدكتور مرسى، والذى يبدو أن حصار مدينة الإنتاج والدستورية تروق له ولجماعته. النوع الثالث والأخطر لتأديب المعارضة فى عهد مرسى، يتمثل فى الكتائب، ومنها «كتيبة أنصار الشريعة بمصر» والتى خرجت علينا ببيان - على طريقة بيانات الجماعات الإرهابية - وضع قائمة تضم 83 شخصية سياسية وإعلامية وقضائية تنوى هذه الكتيبة تصفيتهم وقتلهم فى حالة ما سمته «سقوط الدولة» ولا نعرف حتى الآن ما المقصود بسقوط الدولة ولا نعرف أيضا من يقف خلف هذه الجماعة أو التنظيم، ولكن المؤكد أن الإفراج عن جزء من أعضاء الجماعات السلفية الجهادية، الذين أفرج عنهم الدكتور مرسى منذ وصوله لحكم مصر، يعنى أن الدكتور مرسى مسؤول عن حياة كل اسم جاء فى بيان هذه الجماعة التى تزعم أنها تدافع عن الشرعية، كما زعم بيانها، «وأن هؤلاء السياسيين والإعلاميين، وملاك بعض القنوات الفضائية ورجال الأعمال، يعدون لمؤامرة ضد الرئيس والدولة»، والسؤال: من أعطى هذه الجماعات الإرهابية سلطة الدفاع عن الرئيس وهل تتحمل البلاد موجة إرهاب جديدة ستكون أكثر شراسة لأنها ستوجه إلى النخبة فى كل المجالات من الإعلام والقضاء والفن، وكل من يقول لا لسيطرة الإخوان على قصر الرئاسة.
