انسحب مائة نائب من الإخوان والمستقلين من جلسة مجلس الشعب اليوم الاثنين، بمجرد دخول الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء قاعة المجلس لإلقاء بيانه أمام المجلس، فيما قابل نواب الوطنى رئيس الوزراء بالتصفيق الحاد لمدة خمس دقائق، ولعب المهندس أحمد عز أمين التنظيم فى "الوطنى" دوراً فى حشد نواب الوطنى فى الجلسة لمواجهة انسحاب النواب. أصدر عز تعليماته لمساعديه بالاتصال بجميع النواب للتنبيه عليهم بالحضور، حيث احتشدوا بكامل عددهم بالبهو الفرعونى قبل الجلسة حتى عندما وقف النواب بمجرد دخول نظيف ليصفقوا، نظر عز شذراً للذين لم يقفوا، فقاموا بالوقوف سريعاً؟. لم يشارك فى الانسحاب محمود أباظة رئيس حزب الوفد والنائب صلاح الصايغ، كما رفض مصطفى بكرى الانسحاب، وقال لليوم السابع لماذا أنسحب هل تشاور أحد معى فى قرار الانسحاب؟ وهل مطلوب منى أن أمشى وراء شوية عيال؟، أما المفاجأة فكانت فى عدم انسحاب النائب محمد العمدة نائب الحزب الدستورى، وانتقل رجب حميدة للجلوس فى مقاعد نواب الإخوان ومعه مجموعة من نواب الوطنى، كما لم ينسحب النواب المستقلون كمال أحمد والرفاعى حمادة ومصطفى الجندى. فيما أكد النواب المنسحبون من الجلسة، أنهم يوجهون رسالة إلى الحكومة بأنهم متضامنون مع دعوة الغضب التى دعت إليها بعض القوى الوطنية يوم السادس من أبريل، وقال النواب، إنه آن الأوان لأن يعيش شعب مصر حياته بكرامة وحرية ويمارس حقوقه الدستورية، وأشاروا إلى أن الشعب ضاق من توقف مؤسسات المجتمع المدنى من نقابات وأحزاب واتحادات طلابية وعمالية، مما أدى إلى حالة احتقان وانسداد سياسى غير مسبوقة. جاء ذلك فى الوقت الذى لم يعلق رئيس مجلس الوزراء على المنسحبين، ولم يخرج عن بيانه المكتوب، وأشار فى بيانه إلى ملامح الموازنة العامة الجديدة للدولة وأعلن عن تعهد الحكومة بالرصد المستمر لتداعيات الأزمة المالية العالمية على مصر فى كافة الجوانب وطمأن النواب على زيادة مخصصات التعليم إلى 48 مليار جنيه بدلاً من 36 ملياراً وزيادة مخصصات الأجور وتعويضات العاملين والمعاشات بنسبة 11% وتطرق نظيف للنظام المقترح للثانوية العامة. وقال نظيف، إن النظام الجديد يقوم على أن يكون اختيار الثانوية العامة فى 3 مواد فقط، هى اللغة العربية والأجنبية والتربية القومية، بالإضافة إلى مادة الدين ويمنح الطالب الذى يجتاز الاختبار شهادة الثانوية العامة وشهادة أخرى فى عدد المواد المؤهلة للاختيار القطاعى للقبول بالجامعات، وقال نظيف إن النظام الجديد للثانوية العامة يهدف للتخفيف عن كاهل الأسرة والطالب. وأكد نظيف، أن موازنة 2009/2010 تم وضعها فى ظل تحدى رئيسى هو ارتفاع مستوى البطالة تأثراً بالتباطؤ الاقتصادى، وقال من المتوقع أن تشهد الموازنة المقبلة انخفاضاً فى الإيرادات بنسبة تصل إلى 22%، بحيث تصل إلى 225 مليار جنيه مقارنة ب 290 مليار جنيه فى الموازنة الحالية، مرجعاً هذه الانخفاض إلى تأثر إيرادات قناة السويس والصادرات والسياحة وتحويلات المصريين فى الخارج وانخفاض عوائد الضرائب. وتوقع نظيف ارتفاع حجم الأجور فى الموازنة الجديدة إلى 86 ملياراً بعد أن كان 77 مليار جنيه فى الموازنة الحالية.