من خلال المؤتمر الذى عقد بأكتوبر الماضى لشرم ديرما فى مدينة شرم الشيخ برئاسة الأستاذ الدكتور/ عامر فرج ، وقد ضم هذا المؤتمر لفيفا من أطباء الجلد من جميع أنحاء العالم ما يزيد عن 600 طبيب وطبيبة أمراض جلدية، وقد شاركت الدكتوره أغاريد الجمال- استشارى الأمراض الجلدية ورئيس الجمعية العربية لعلاج الصدفية - فى هذا المؤتمر ببحث عن الاتجاهات الحديثة فى تغيير روشتة الأمراض الجلدية وكيفية استخدام علاجات طبيعية مستوحاة من البيئة المصرية لعلاج بعض الأمراض الجلدية المستعصية، وتوضح الدكتورة أغاريد أن اتجاه العالم الحديث نحو إنتاج عقاقير مستخلصة من المصادر الطبيعية معتمدة على التقدم التكنولوجى البحثى فى هذا المجال أدت إلى إنتاج العديد من الأدوية ذات التأثير الفعال فى علاج شتى الأمراض. ويعتبر فرع الأمراض الجلدية من الفروع التى استفادت من هذا المجال حيث تم إنتاج عقار فعال مستخلص من نبات الصبار مع صمغ العسل أحد مشتقات نحل العسل، وهذا العقار هو أول دواء مصرى ببراءة اختراع مصرية للدكتورة أغاريد ودخل السوق الكويتى فى يناير الماضى 2009 ، وهناك مرض جلدى مزمن آخر وهو السمكية الوراثية ووضحت الدكتورة أغاريد كيف تعالج هذا المرض المزمن بمزيج من المواد الطبيعية المختلفة التى تحتوى على مجموعة من الزيوت والمواد الفعالة تساعد على تكوين طبقات الجلد المختلفة بصورة طبيعية وإزالة الخلايا الميتة. وتوصلت الدكتورة أغاريد إلى مستحضر طبى طبيعى آخر وتم تسجيله فى وزارة الصحة المصرية أيضا وهو عبارة عن مستخلص من نبات الصبار مع سبعة أنواع من الزيوت الطبيعية الأخرى لبعض البذور المعروفة بنسب دقيقة معينة تسمح بامتزاجها بصورة متجانسة مع إضافة قاعدة لإنتاجها فى صورة مرهم أو كريم يسهل امتصاصه من الجلد وهذا المزيج يدخل فى مكوناته زيت حب الرشاد أو الثفاء (lapidium Sativum) نبات عشبى وهو غنى بمادة اليود والفوسفور والمنجنيز فيتامين C والكاروتين، وتدل دراسات حديثة على احتوائه على عناصر من المضادات الحيوية وكل هذه المواد تساعد على نضارة الجلد ومنح البشرة احتياجاتها من البروتينات الضرورية الفيتامينات الطبيعية وأيضا يحتوى هذا المستحضر على زيت المريمية الذى يحتوى فى تركيبه على مركب الثيوجون بما له من خصائص ضد الالتهابات وعلى مادة الفلافوفويد، وهى المادة مضادة للأكسدة ومقاومة للالتهابات مما يسهل على زيادة الكولاجين فى طبقة الجلد. ويحتوى هذا المستحضر على زيوت أخرى وتجانس هذه الزيوت يعطى الفاعلية العظمى للحفاظ على الجلد فى أحسن رونقه ونضارته. وأوضحت الدكتورة أغاريد أن هذا المستحضر الجديد أيضا يساعد فى علاج بعض الأمراض الجلدية المزمنة فى الأماكن الحساسة التى يصعب علينا وضع مراهم بها مشتقات الكورتيزون لفترات طويلة لما لها من آثار جانبية على صحة الجلد مثل الإكزيما الدهنية والالتهابات السطحية البسيطة وإكزيما الجلد وأيضا صدفية الوجه والأماكن التناسلية فهذه المواد الطبيعية عندما توضع على هذه الأماكن لفترات طويلة لا تسبب أى أضرار بل تحسن الحالة تماما. وتشير الدكتورة أغاريد إلى أن هذا المستحضر الطبيعى يساعد على عدم تكدس تراكمات الطبقة القشرية مما يؤدى إلى نعومة الجلد وطراوته ونضارته وتخفيف أثار الزمن والتجاعيد ويمثل خطوة جديدة فى المستحضرات التجميلية، وهذا المستحضر الطبيعى يعد ثانى مستحضر للدكتورة أغاريد بعد اختراعها الأول لعلاج مرض الصدفية المزمن، والجدير بالذكر أن الدكتورة اغاريد لها ثلاثة مستحضرات أخرى ومسجلة ولهم براءات اختراع وكلها من المواد الطبيعية من البيئة المصرية، وتقول الدكتورة أغاريد إن هدفها وحلمها الأكبر أن تكون هذه الأدوية هى انطلاقه لإنجازات أخرى لعلاج أمراض جلدية أخرى وتأمل فى إنتاج أدوية مصرية خالصة ببراءات اختراع مصرية وعقول مصرية ، وتكون لنا علامات بارزة فى العالم كله ونحن قادرون على تحقيق ذلك مادمنا نعمل من أجل صحة المريض فى كل أنحاء العالم. ولقد حاز البحث الذى قدمته الدكتورة أغاريد على تقدير واهتمام معظم المشاركين فى هذا المؤتمر باعتباره أسلوبا جديدا فى علاج بعض الأمراض الجلدية المستعصية بل وصل إلى استخدامه كبديل آمن وفعال للعلاجات ذات الآثار الجانبية مثل مشتقات الكورتيزون ومثبطات المناعة والعلاجات البيولوجية الحديثة باهظة الثمن. ولقد دعيت الدكتورة أغاريد لتقديم هذا البحث فى مؤتمر مجلس التعاون الخليجى للأمراض الجلدية القادم الذى سوف يعقد فى الدوحة فى ديسمبر، وقد دعيت أيضا لعمل ندوة لمناقشة أسلوبها الجديد فى علاج مرض الصدفية من خلال المؤتمر الدولى لاتحاد المغاربة الأفريقى الذى سيعقد فى تونس فى العام القادم والذى سوف يحضره جميع المهتمين بالبحث فى هذا المجال من جميع أنحاء العالم.